Home»Débats»وداعا لمعلم الأجيال وصوت من اصوات الفكر الدستوري : الدكتور بنيونس المروزقي

وداعا لمعلم الأجيال وصوت من اصوات الفكر الدستوري : الدكتور بنيونس المروزقي

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم الاستاذة سليمة فراجي

رحيل بصمت ….و إرث أكاديمي خالد !
رحيل استاذ أضاء الفكر وأثرى القانون ،
من مدرجات الجامعة إلى خلود الصفحات
وداعا لمعلم الأجيال وصوت من اصوات الفكر الدستوري : الدكتور بنيونس المروزقي

هو شعور بالحزن والأسى على رحيل أستاذ جامعي قدير ترك بصمته في مجال البحث العلمي والتكوين الأكاديمي.
مثل هذه الفواجع ليست فقط على المستوى الشخصي أو المهني، بل هي خسارة للمجتمع ككل، إذ أن خبرة هذا الأستاذ وتجربته الغنية كانت ولا تزال كنزًا لا يفنى ، ولكن هو قضاء الله ولا مرد لقضائه وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام

ما عبّر عنه المرحوم في مقاله المؤرخ بُعَيْد تقاعده وتكريمه منذ ايام ، يعكس واقعًا مؤلماً تعاني منه العديد من المؤسسات الأكاديمية: التعامل مع التقاعد وكأنه نهاية المسار بدلاً من كونه مرحلة يمكن فيها استثمار خبرة الأساتذة والباحثين المخضرمين بطرق جديدة.
للأسف، غالبًا ما يُنظر إلى التقاعد على أنه إخراج من المنظومة بدلاً من التفكير في كيفية الاستفادة من هذه الكفاءات لتوجيه الأجيال القادمة أو دعم البحث العلمي.
التقاعد ليس نهاية ، هذا ما دونه المرحوم اياما معدودة قبل وفاته .
الحياة الأكاديمية، على وجه الخصوص، ليست مجرد وظيفة تُمارَس في وقت محدد، بل هي رسالة تمتد طوال العمر. الباحث والأستاذ يحمل شغف المعرفة والرغبة في الإسهام إلى آخر يوم في حياته. لكن الأنظمة الإدارية غالبًا ما تفشل في تقديم إطار يستوعب هذا العطاء المستمر.
الحياة مجرد مرحلة عبور لكن يجب أن ننظر للتقاعد على أنه تحول في المسار وليس نهايته. يمكن للمؤسسات أن تنشئ برامج للتعاون مع الأساتذة المتقاعدين، مثل الإشراف على أطروحات الدكتوراه، تنظيم دورات تدريبية، أو تقديم استشارات أكاديمية.

تدوينة المرحوم قبل وفاته الواردة في الصورة أعلاه ألهمتني وجعلتني أفكر في جميع الاساتذة الجامعيين اطال الله عمرهم فخر المدرجات وأساتذة الأجيال هذه الشريحة التي قد تكون في قمة العطاء ولكن يكسر خاطرها بمجرد رقم في سجل الحياة
لذلك فلتكن المرحلة هي فرصة لفتح مجالات جديدة، مثل كتابة الكتب، التأليف، أو العمل في منظمات المجتمع المدني أو الأكاديميات المستقلة.
والأهم من ذلك هو تغيير النظرة الاجتماعية للتقاعد من مرحلة فقدان الدور إلى مرحلة يمكن فيها الإبداع من منظور جديد.

ما يبعث على الحزن ان المرحوم الذي يعتبر البحث العلمي هو كل عالمه بعد تقاعده ثم رحيله بفترة قصيرة يحمل دلالات مؤثرة
نستنتج وبالنسبة للكثيرين ان لحظة التقاعد تكون مؤلمة وربما تشعر الانسان بأنه مهدد بفقدان دوره المحوري ومن ثم تبدأ سلسلة الأمراض اذ نعلم مدى تأثير الجانب النفسي على أعراض الجسد

التقدير الحقيقي ليس فقط في حفلات التكريم، بل في إيجاد سبل لمواصلة دمج الخبراء الاجلاء في المنظومة وعدم اعتبار مهامهم قد انتهت وما يستتبع ذلك من حالات الاحباط وكسر الخواطر

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وجعل علمه وإسهاماته صدقة جارية تنير الطريق لمن بعده.
وانا لله وانا اليه راجعون

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *