محمد بوعصابة
استبشر خيرا سكان مدينة تاوريرت والإقليم عموما حينما علموا منذ سنوات بخبر بناء كلية بالمدينة تابعة لجامعة محمد الأول بوجدة. وازداد فرحهم لما رأوا المشروع مكتمل البناء وخاصة حينما علموا بنية رئاسة الجامعة عن افتتاح الكلية منذ موسمين دراسيين . غير ان آمالهم تبخرت بعد قرار السيد وزير التعليم العالي السابق عدم تشغيل هذا الصرح التربوي الذي كان سيشكل إضافة كبيرة للإقليم.

إن هذه الكلية لا زالت تنتظرفتح ابوابها منذ أربعة سنوات مع العلم ان اعلان افتتاحها أعلن منذ سنتين عند زيارة وفد رسمي لها. كما سبق لي كفاعل جمعوي و ابن الاقليم ان أشرت إلى هذا الموضوع للسيد عامل الاقليم السابق خلال مقابلة حظيت بها من طرفه والتي طرحت له عدة ملفات تنموية بالإقليم والتي رحب بها وبادر لتفعيل البعض منها يبقى مشكورا. كما أشرت لهذا الموضوع التنموي والاجتماعي بداية السنة الجامعية الماضية في مقال على هذه الصفحة . تجدر الإشارة أن عدد طلبة الاقليم يتزايد كل سنة بحكم تحسن نتائج البكالوريا وأغلبهم ينحدرون من القرى و البوادي. ونظرا للفقر الذي تعاني منه اغلب الأسر فإنه يصعب عليهم تحمل مصاريف الإيواء والتغذية والتنقل خلال متابعتهم الدراسية بمدينة وجدة وخاصة أولائك الذين لا يستفيدون من السكن بالحي الجامعي والمطعم وهم كثيرون . الشي الذي يجعلهم ينقطعون عن الدراسة بعد سنة وسنتين . اربع سنوات قد مضت ولا شيء يبشر بافتتاح كلية تاوريرت وبقيت ابوابها مغلقة في وجه ابنائنا وبناتنا دون أي مبرر او توضيح من طرف وزارة التعليم العالي.

وجب التذكير أن الوقت يمضي ولا يرحم اذ أن هناك خسارة الربح manque á gagner تتحمله الدولة كما أن هذا لا يسرنا كمتتبعين ومهتمين بالشان العام وكمواطنين ومواطنات وخاصة أباء وامهات هؤلاء الطلبة الساهرين على تاطير ابنايهم . فإلى اين ؟ ان كانت الحكومة غير قادرة على افتتاح كلية باقليم تاوريرت وهو من أبسط الأشياء التي يمكن القيام بها حيث تتوفر الدولة على جميع الامكانيات مادية كانت او بشرية فكيف بالمشاكل التنموية التي تعرفها بلادنا والتي تجعلنا في مؤخرة الدول في مؤشر التنمية البشرية الذي تصدره الأمم المتحدة سنويا.

أوجه نداء لشخصيتين تم تعيينهم مؤخرا من طرف صاخب الجلالة واللذين يمكنهما حلحلة هذا الملف وهما السيد وزير التعليم العالي والسيد عامل إقليم تاوريرت. حرر في الرباط يومه الجمعة 25 أكتوبر 2024
محمد بوعصابة فاعل جمعوي وكاتب، الرباط