صفعة شحّات الأهلي..
بقلم: إدريس الواغيش
هو اسم على مُسمّى شحّات، فقير إلى التربية والمروءة والأخلاق، وعليه أن يتسوّل الأخلاق كغيره من المتسوّلين، ويتعلم حُسن التربية من المغاربة. سلوك حسين الشحّات اللاعب الدولي في نادي الأهلي، وهو يعتدي بتلك الطريقة المهينة على الشّيبي اللاعب المغربي المحترف في نادي بيرمتز في الدوري المصري بصفعة أو القلم كما يسمونها في مصر، أمام الجمهور الحاضر في الملعب وعلى أنظار المشاهدين في العالم، يتنافى مع قيم كرة القدم والأخلاق والروح الرياضية عموما، وكنا قد شاهدنا نفس الـشحّات من قبل وهو يجرّ الحكم الإثيوبي تيسما من قميصه في مقابلة سابقة مع الوداد في الدار البيضاء، ولكن لا رادع، وكأن فريق الأهلي فوق القانون.
جنون وصعلكة شحّات مصر بالمناسبة ليست حالة فردية، وإنما هو سلوك ومنهجية يكان يعتمدها أغلب اللاعبين المصريين في كل مبارياتهم الكروية، إن لم يكن صفعة فما يماثلها من أفعال تتناقض والأخلاق. ويبقى هذا العمل الدّنيء، في بعده الأخلاقي، لا يقل همجية عمّا فعله قرش الغردقة بالسائح الروسي، تصرّف بلطجي منحط وغير آدمي، فعل يحتاج إلى تحليل ودراسة علمية. لا أنكر أنه « ضرّني في خاطري بزّاف »، وما ضرّني أكثر هو عدم رد فعل الشيبي نفسه، ظهر متسامحا كالحمل، وكأنه من ذوات الدم البارد أو أخذ مهدئات قبل ذلك، لم ينفعل ولم يصرخ أو يحتج. لم أتحمل ما قام به شحّات الأهلي، لا تعصّبا لعرق أو جنس أو انحيازا لبلدي، ولكن انتصارا للحق وحسرة على المستوى الذي وصلت إليه الأخلاق في أوساط الرياضة المصرية، وفريق الأهلي لكرة القدم هو أحد أهم واجهاتها، المفروض فيه أن يكون مدرسة للأخلاق والتربية على القيم. أكثر من ذلك رأينا تحامل الإعلام المصري على اللاعب الشيبي، والأمرُّ منه هو تصريح أحد اللاعبين النكرة، المتقاعدين عن اللعب أمام الملأ في برنامج تلفزيوني بأن (قلم أو صفعة) هذا الشحّات قد كيّفته، أو بمعنى آخر أطربته أو عدلت مزاجه. يا سلام على الأخلاق والروح الرياضية…!!
ما جاء بعد ذلك، وما رأيناه من قُبَل زائفة وتسامح أمام عدسات الكاميرات، ما هي إلا مشهد تمثيلي، وحركة تمويهية أمام الصحافيين والمصوّرين، تعوّدنا عليها من اللاعبين المصريين، لا تغدو أن تكون حركة للترويج الإعلامي، وتبرئة للذمّة من العار، لا أقل ولا أكثر.
لا نحتاج كمغاربة إلى من يحدثنا عن طيبة الشعب المصري بكل أطيافه: كتاب، شعراء، مفكرون، رياضيون، فنانون وحتى عامة الناس من المصريين، ولذلك أنا مقتنع بأن ما قام به هذا البلطجي الـشحّات لا يمثل ثقافة الشعب المصري.
الشيبي لاعب دولي مغربي مغترب في المهجر، وإن كان في دولة عربية شقيقة، غادر المغرب من أجل تحسين ظروف عيشه وتأمين مستقبله، كما يفعل أغلب الرياضيين في العالم. هو لاعب صغير في السن، ومحتاج إلى معاملة الضيف لا إلى التعنيف. أما هذا الشحّات فنعرفه حق المعرفة، صعلوك قليل الموهبة، سواء في نادي الأهلي أو مع منتخب مصر، وهو بعمله هذا يحاول تعويض الموهبة المفقودة في ركبتيه بالبلطجة كمرض نفسي يلزمه علاج، وقد شاهدنا سلوك صعلكته في أكثر من مقابلة بالمغرب. ويبقى العيب في الأخير ليس في اللاعب الشحّات، ولكن في إدارة الأهلي، نادي القرن يا حسراه، إن لم يكن في منظومة كرة القدم المصرية وأجهزتها كاملة.
Aucun commentaire