أين كانت غيرة جمعية العلماء الجزائريين على الأخوة الإسلامية ووحدة الأمة يوم أغلق النظام الجزائري الحدود برا وبحرا وجوا مع المغرب ؟
أين كانت غيرة جمعية العلماء الجزائريين على الأخوة الإسلامية ووحدة الأمة يوم أغلق النظام الجزائري الحدود برا وبحرا وجوا مع المغرب ؟
محمد شركي
قامت دنيا جمعية العلماء الجزائريين ولم تقعد على إثر ما صرح به رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين السيد أحمد الريسوني ، وأعلنت تعليق عضويتها في الاتحاد ، وطالبته بالاعتذار بل ذهبت بعيدا مطالبة باستقالته من رئاسة الاتحاد معتبرة ما صدر عنه تحريضا على العدوان على الأخوة الإسلامية ، وتشتيتا لصف الأمة ، واستهدافا لوحدتها ،وخيانة لها … مع القدح فيه ، وتجريحه بما وسعها القدح والتجريح .
والسؤال المطروح على هذه الجمعية هو كالآتي : أين كنت أيتها الجمعية الموقرة يوم أقدم النظام الجزائري على إغلاق الحدود برا وبحرا وجوا مع دولة مسلمة شقيقة وجارة كان شعبها في نفس الخندق مع الشعب الجزائري في فترة الاحتلال الفرنسي البغيض للجزائر؟ لماذا لم تصدري أيتها الجمعية يومئذ بلاغا كالبلاغ الذي أصدرته اليوم احتجاجا على السيد الريسوني تدينين فيه ما أقدم عليه النظام وهو أشنع تشتيت لصف الأمة و أخبث استهداف لوحدتها وأكبر خيانة لها … إلى غير ذلك مما وصفت به ما صدر عن الريسوني ؟
وأين كنت أيتها الجمعية العالمة الجليلة يوم اختلق رئيسك الهالك هواري بومدين وهو صاحب هوى شيوعي مشكل الجمهورية الوهمية فوق جزء من التراب الجزائري طمعا في منفذ إلى المحيط الأطلسي على حساب وحدة تراب المغرب ، وقد أهدر مقدرات وخيرات الشعب الجزائري من أجل حلمه التوسعي ؟ ألم يكن ما فعله بومدين تشتيتا لصف الأمة ، واستهدافا لوحدتها ، وخيانة لها … وكل ما وصفت به أنت ما صرح به الريسوني ؟
هل يليق بجمعية علماء أن تكيل بمكيالين واقعة في التطفيف الصارخ المنهي عنه بالنص القرآني الصريح ، وهي التي أوكلت إليها فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفريضة النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ؟
يا جمعية العلماء الجزائريين إن المنكر يبقى منكرا لا يتغير بزمان ولا بمكان ، ولا بأي اعتبار مهما كان ، ومهما كانت الجهة التي تقف وراءه .
أليس سكوتك أيتها الجمعية العالمية ـ يا حسرتاه ـ على ما قام به النظام من قطع للأرحام بين شعبين مسلمين شقيقين هو من سنخ ما تنكرينه فيما تفتين به، وتسمينه سكوت الشيطان الأخرس ؟
وإذا ما عدنا إلى ما أنكرته على السيد الريسوني للحكم عليه بميزان عقل متزن بعيدا عن العاطفة المندفعة ،نجده في حقيقته حكاية للتاريخ الذي لا يمكن طمسه ، وليس حاكي التاريخ آثما كما أن حاكي الكفر ليس كافرا، ألم تكن يا جمعية العلم والعقل والاتزان حدود المغرب في كل الإمارات التي مرت به عبر التاريخ من طنجة إلى نهر السنغال ، ومنها إلى برقة ؟ هل تستطيعين إنكار ذلك ؟ وأي الحدود أفضل من منظارالعزة والمجد الإسلاميين أتلك الحدود أم الحدود التي وضعها الاستعمار الفرنسي المعتدي والغاشم الذي كان هو مشتت وحدة الأمة ومعه كل من أقر فعله الشنيع ؟
يا جمعية العلم إن موقف المغرب من قضية وحدته الترابية له ما يدعمه دينيا وتاريخيا ،فهات ما عندك مما يدعم موقف النظام الجزائري دينا وتاريخا وأنت التي تعرفين جيدا قاعدة البينة على من ادعى ؟
إن المغرب بالرغم من منازعة نظامك المتهور له في وحدة ترابه قد حرص على حل المشكل الذي اختلقه باقتراح حكم ذاتي لرعاياه في صحرائه المحررة محافظا على وحدة ترابه وعلى لحمتها وعلى رحمها ، وهو حفاظ على وحدة الأمة وصيانة لبيضتها خلافا لما يقترحه نظامك من تمزيق لوحدته الترابية ، وهو تمزيق لوحدة الأمة ، وتشتيت لصفها، وتكريس لإرادة استعمارية خبيثة أنت أعلم بخبثها من غيرك يا جمعية العلم .
وأخيرا نقول لك أيتها الجمعية التي نوقر فيك العلم إن مصداقيتك رهينة بإصدار بلاغ كالبلاغ الذي أصدرته بخصوص رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدين استهداف نظامك وحدة المغرب الترابية إذا كان من معنى لما يصدر عنك من نصح للأمة مفاده أن أفضل الجهاد عند الله عز وجل كلمة حق عند سلطان جائر فإن لم تفعلي، فإنك ستحوزين مقت الله عز وجل القائل في محكم التنزيل : (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ))
صدق الله العظيم ، وقوله سبحانه حجة على كل مكابر معاند .
1 Comment
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، شكرا لك أيها الكاتب الكريم، لقد صوبت القلم فأصبت القوم في مقتل، إنهم لم ولن يتحولوا عن أسيادهم المفتين القابعين في ثكناتهم العسكرية ومقرات المخابرات، أكبر المنكرات حين ينجح المغرب في مهمة من المهمات من أكبرها إلى اصغرها ولو تعلق الأمر بمقابلة رياضية أبطالها مغمورون. أكبر المنكرات أن يصبح العالِم العوبة في أيدي السفهاء، وما أكثر السفهاء الذين اختطفوا الدين لصالحهم يدورون معه حيث دار، وبعد ذلك يرمونه وراءً ظهريا. مع كل هذا هناك علماء انصفوا المغرب في مرافعاته كلها، والتي لا شك سيفوز بها يوما ما،لأن قضيتنا عادلة لا تقبل المساومة ولا المقايظة. والله من ورائهم محيط .شكرا لوجدة سيتي.