ضربة قاضية: حزب « سيودادانوس » الاسباني يصف البوليساريو ب »منظمة إرهابية ولا تمثل الصحراويين »
عبدالقادر كتــرة
تلقى « بوليساريو » وعرابها النظام العسكري الجزائري صدمة قوية وقاضية قد لا يستفيقان منها، من طرف النائب بالبرلمان الإسباني « ميغيل أنخيل غوتيريز » عن حزب « سيودادانوس » (يمين الوسط)، اليوم الأربعاء 7 لأبريل 2022، خلال دراسة موقف « بيدرو سانشيز » ودعمه للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، ولم يستطيعا استيعاب ما صرح به وفهمه وتصديقه بعد أن وصف « بوليساريو » بالجماعة الإرهابية التي تدعمها الحركة الانفصالية الباسكية في إسبانيا، ووصفت بعض عناصر « بوليساريو » قوله ب »هذا النصراني كلامه خطير…أخرج لنا كلّ الملفات.. رأينا ممثلين عن البوليساريو حاضرين ونواب البرلمان الاسباني يناقشون إرهاب جبهة البوليساريو والجرائم التي اركبتها في حقّ الاسبان.. أوراق تاريخية كانت ملمولمة وبعثروها…الجزائر ستخرج عينيها ».
واستطرد ممثل حزب « سيودادانوس » اليميني الذي كان يعدُّ حليفا للبوليساريو بموقف علني عن الجبهة الانفصالية، واصفا إياها بـ »المنظمة الإرهابية » وبأنها لا تمثل الصحراويين، في خطاب داخل البرلمان الاسباني قبيل توحه رئيس الحكومة بيدرو سانشيز إلى المغرب، قائلا « لن نتمكن من التصويت لصالح هذا الاقتراح، لأن البوليساريو منظمة إرهابية، ولا تمثل الصحراويين ».
وأضاف « الحديث عن جبهة البوليساريو صعب، كما أن استمرار منفذي منظمة إيتا (منظمة الباسك) في دعم الجماعات المسلحة مثل جبهة البوليساريو، ليس شيئا يجب أن تتسامح معه هذه الغرفة ».
ويعتبر تصنيف البوليساريو كجماعة إرهابية نقطة تحول في الخط السياسي الذي يتبعه حزب « ثيودادانوس »، ففي أبريل 2016، كان قد طلب من حكومة « راخوي » الاعتراف بالبوليساريو على أنها « الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي » ومنح ممثلياتها في إسبانيا « وضعًا دبلوماسيًا ».
من جهة أخرى، سبق ل »لوسيا خيمينيز »، رئيسة الرابطة الكنارية لضحايا الإرهاب، أن دافعت عن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لتسوية نزاع الصحراء، مشيرة إلى أن هذه المبادرة من شأنها « تحقيق العدالة لضحايا الهجمات الإرهابية التي شنتها البوليساريو على الإسبان ».
وأوضحت خيمينيز، في مقابلة أجرتها معها صحيفة « إل كونفيدونسيال » الإيبيرية، أن « جبهة البوليساريو توصلت بمساعدات مالية كبيرة من طرف إسبانيا وأوروبا رغم الأعمال العنيفة التي تقوم بها »، مضيفة أنه « من غير اللائق دعم الجبهة والتخلي عن المواطنين الإسبان ».
وتابعت الفاعلة المدنية قائلة إن « الحزبين الاشتراكي والشعبي نفسيهما لم يساندا ضحايا الهجمات الإرهابية التي قادتها جبهة البوليساريو خلال الفترة الممتدة من 1976 إلى 1986، حيث تعرض الإسبان للاختطاف والقتل في أعالي البحار ».
وزادت رئيسة الرابطة الكنارية لضحايا الإرهاب بأن « القضاء الإسباني لم ينظر بعد إلى الشكوى التي تقدمنا بها أمام المحكمة العليا سنة 2012 بخصوص الإبادة الجماعية »، معتبرة أن « تلك الجرائم الإنسانية خلفت 289 ضحية في صفوف الإسبان ».
« ما زالت أكثر من 300 هجوم إرهابي، نفذتها جبهة البوليساريو بالأراضي الإسبانية، لم يتم استيضاح ملامحها بعد من طرف الهيئات الرسمية »، حسب الفاعلة الإسبانية، التي أكدت أن « الدولة الإسبانية لا تتوفر على إرادة سياسية لحل هذه القضايا ».
وأردفت أن « ضحايا تلك الجرائم تم اختطافهم من تندوف من طرف قيادات البوليساريو، بل إن منسق تلك الهجمات هو زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، الذي سمحت إسبانيا بدخوله إلى الأراضي الإيبيرية بطريقة غير قانونية (جواز سفر دبلوماسي مزور) ».
ونفّذت جبهة « البوليساريو »، خلال 1976 و1991، أزيد من 289 هجوما على المدنيين الإسبان، خصوصا الصيادين الكناريين والأندلسيين والباسكيين الذين كانوا يشتغلون في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وقد راح ضحيتها 281 إسبانيا غير مسلح.
ودفعت حادثة 1985، التي هاجمت فيها جبهة “البوليساريو” قارب الصيد الكناري « El Junquito » وفرقاطة الدورية الإسبانية « Tagomago »، فيليبي غونزاليس، رئيس الحكومة وقتئذ، إلى طرد أعضاء الجبهة من إسبانيا بعد مضي سنة، لكن لم يلاحقها جنائياً على صعيد المحاكم.
من جهة ثانية، سبق للصحيفة الكنارية الواسعة الانتشار « لابروفانسيا » أن نشرت في سحنة 2018، مقالين دعت فيهما إلى تذكر « العقد الأسود لقطاع الصيد بجزر الكناري » الذي لقي خلاله حوالي 200 بحار إسباني مصرعهم على أيدي جبهة ( البوليساريو ) بين عامي 1977 و 1987 .
وكتب الصُّحفي « آ . رودريغيز » في مقال تحت عنوان « العقد الأسود لقطاع الصيد بجز الكناري » أن يوم 28 نونبر من سنة 1987 سيبقى موشوما في الذاكرة لأن سبعة بحارة من هذه الجزر تم قتلهم من طرف جبهة ( البوليساريو ) لتنطلق مذبحة استهدفت الصيادين بهذه الجزر من قبل مرتزقة البوليساريو .
وأضاف كاتب المقال أن هذا الجانب من تاريخ الأرخبيل « قد أهمل لفترة طويلة « مؤكدا على ضرورة تسليط الضوء على هذه الجرائم « من أجل فضح ليس فقط الوجه الحقيقي لجبهة ( البوليساريو ) الذي هو ملطخ بالاغتيالات والاختطافات ولكن أيضا وأساسا لتنوير الرأي العام وكذا سكان جزر الكناري الذين تعرضوا للتضليل لعدة سنوات بشأن عواقب أي دعم لجبهة البوليساريو » .
من جانبها نشرت الصُّحُفية « لوسيا خيمينيز » مقالا آخر في نفس الصحيفة أكدت فيه أن الهجمات الإرهابية التي نفذتها ( البوليساريو ) بين عامي 1974 و 1987 ضد المواطنين الإسبان « تم إهمالها ومررت في صمت مريب سواء من قبل الأوساط الأكاديمية والعلمية بجزر الكناري أو من طرف المجتمع والرأي العام بالأرخبيل » .
وتابعت كاتبة المقال أن الضحايا الإسبان لهذا الإرهاب الذين بلغ عددهم 300 مواطن معظمهم من العمال في مناجم فوسبوكراع والصيادين الذين قتلتهم ( البوليساريو ) في هجومات بالمتفجرات خلال هذه الفترة التي كانت فيها الصحراء المغربية مستعمرة إسبانية « تم تجاهلهم من طرف الرأي العام والطبقة السياسية الإسبانية التي خدعتها الدعاية المضللة التي كان يقودها الانفصاليون » .
وشددت الصُّحُفية « لوسيا خيمينيز » في هذا الصدد على ضرورة « إجراء تحقيقات أكاديمية وسياسية بشأن حالات ضحايا إرهاب ( البوليساريو ) وأسرهم الذين تركوا لمواجهة مصيرهم إلى حين إنشاء قبل عشر سنوات ل « جمعية الكناريين ضحايا الإرهاب ( أكافيتي ) » .
وتساءلت الصحفية حول الأسباب والدواعي التي دفعت بعض الأطراف إلى « السماح عمدا بتهميش هذه القضية وتشجيع الإفلات من العقاب سواء القضائي أو الأكاديمي أو الاجتماعي والسياسي والإداري لجبهة البوليساريو على ما اقترفته من جرائم «
Aucun commentaire