الخطاب التفسيري في المدرسة الابتدائية
الخطاب التفسيري في المدرسة الابتدائية
1 ـ مفهوم الخطاب التفسيري
التفسير لغة هو الكشف والإظهار، ومن تم فإن الخطاب التفسيري مداره على التبيُّن والبيان فهو يعتمد على إظهار أفكار الكاتب واتجاهاته، من خلال عرض القضايا وتفسيرها وشرحها، وتوضيح الترابط بينها وبين ظواهر أخرى في المجتمعات البشرية، أي تحليل فكرة أو ظاهرة وجعلها واضحة أو مفهومة فهو يقدم معلومات حول موضوع معيّن، ويحاول الإجابة عن سؤال أو أسئلة، ويستهدف التوضيح والشرح والتفسير والتأويل، كما يهدف إلى تحقيق الفهم والاستيعاب لدى القارئ، وبالتالي فهذا النوع من الخطاب يجيب عن السؤال المنطقي: لماذا؟
2 ـ وظيفة الخطاب التفسيري
الخطاب التفسيرهو طريقة في التعبير، يوضح ظاهرة عامة ولا يقتصر هذا على الجانب الإبلاغي، بل يشرح ويفسر ويعلل وجود الظاهرة وحقائقها ، بعيدًا عن الذاتية ، أي يكون التفسير موضوعيا، يصف ويفسر الظاهرة كما هي، قد تكون هذه الظاهرة إيجابية أو سلبية، فالكاتب يأتي ببعض الأدلة من أجل إبراز علل وأسباب وجود تلك الظاهرة، التي قد تكون أحد الظواهر الطبيعية المتنوعة، أو قد تكون أحد الحقائق العلمية المسلم بها سلفا، لهذا يكثر النمط التفسيري في المقالات العلمية ويستعمل الخطاب التفسيري خصوصا في النثر العلمي والمقال ، بغرض توضيح مادة تعليمية، أو فكرة يريد الكاتب تبسيطها للمتعلم .
3 ـ مجالات الخطاب التفسيري :
يستخدم الخطاب التفسيري بشكل متكرر في النصوص التواصلية، مثل المقالات والمجلات العلمية، والبحوث والدراسات الجامعية، والموسوعات المتخصصة، والكتب العلمية ،وكتب التاريخ،…
وهو يقدم معلومات غير معروفة من لدن القارئ ويقوم بتوسيعها وعرض أسبابها ونتائجها كما يلي : واقعة ـ لماذا؟ ـ كيف؟ ـ الشرح ـ الخلاصة
4 ـ أهداف الخطاب التفسيري:
يهدف الخطاب التفسيري إلى تقديم معرفة معززة بالشروح والشواهد ومدعمة بالأدلة، كما يهدف إلى إثراء أو تغيير الحصيلة المعرفية للمتلقي وتزويده بمعلومات أو أخبار ووقائع وآراء للإخبار عن شيء ما ويصفه ،وعادة ما يبدأ بتحديد الموضوع ويختم بجملة تلخص ما تقدم، وبينهما شرح وتوسع في الموضوعات الفرعية، وينضوي تحت هذا النوع: المقال، والنص العلمي والنص الذي يعرف بمدينة، النص الذي يعرف بشخصية، النص الذي يعرف بآلة…..
مثال :
ماذا تعرف عن الكسوف؟
ماذا تعرف عن شخصية محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
5 ـ أهمية الخطاب التفسيري
تكمن أهمية الخطاب التفسيري في تنوير القارئ، وتفسير الظواهر وتيسير فهمها، واقتراح الحلول للمشاكل وتفسيرها،ويساعد على الفهم السليم للنص بما يبين مقاصده، ويوضح معانيه، ويكشف اللثام عما فيه من كنوز وأسرار، ويفتح مغاليقه للعقول والقلوب ، ويقدم المعلومات والشروح، بغية توضيح فكرة معينة، أو قضية وإزالة المبهم منها للكشف عنه وتوضيحه، وتكمن أهميته أيضا في النهج العلمي في التفسير، والعرض، والمناقشة، وذلك من خلال طرح الفكرة العامة ثم التوسع فيها بعرض أفكار رئيسية أو جزئية تدعم الفكرة العامة وتوضيح حقائق محددة، بتفصيلها وبيان عناصرها، وتأكيد حقائق معيّنة، بمناقشتها والتدليل المنطقي والعلمي على صحتها، من خلال مناقشة المواضيع المتضمّنة لها وعرض أسبابها ومسبباتها،والرد على الشبهات وتصحيح الأخطاء، وإعطاء اهميّة للنقاش والحوار، وإعمال العقل، وتفجير قدرات الإنسان العقليّة، وتوسيع مداركه وقدراته الثقافيّة.
6 ـ خصائص الخطاب التفسيري :
بما أن الخطاب التفسيري هو عبارة عن نص يحوي تفسيرات لوقائع تم طرحها، فمن المؤكد أنه يحتوي على العديد من الخصائص والمؤشرات التي تدل على وجوده في العديد من أنماط النصوص، نذكر بعضها:
- ذكر الأسباب واستعراض النتائج والحلول المناسبة لها لشرح الأفكار وتقريبها للذهن، مثلا النجاح لا يتحقق إلا بالاجتهاد الدائم والإرادة القوية، ويتم ملاحظة أن الاجتهاد والإرادة سببان يحققان نتيجة واحدة وهي النجاح .بيان أسباب ظاهرة ما ونتائجها.
- استخدام لغة موضوعية، وذلك بالابتعاد عن الذاتية أي شرح الفكرة بأسلوب عمليمجرد، بعيد عن أي ميول أو أهواء شخصية .
- استخدام أساليب النفي والإثبات والتوكيد والإستفهام، بهدف إضفاء جو من العلمية والموضوعية .
- الاعتماد على التحليل والتعليل والمقارنة .
- تحديد الموضوع أو الاشكالية وأطرها بطريقة التسلسل المنطقي .
- استخدام كلمات ومصطلحات تقنية مختصة بالمادة المعرفية .
- استخدام صيغة الماضي، التي تعرض مراحل تطور الإنجاز، في أي موضوع، والفعل المضارع الذي يصف أو يروي الحقائق في الحاضر أو المستقبل، ويقدمها كحقائق.
- استخدام أدوات التفسير ( أي – لأن – أعني)
- استخدام صيغ الاستنتاج مثل إذن – لهذا – لذلك – وأساليب التأكيد إن .
- استخدام لغة الأرقام .
- يقدم أمثلة قصد توضيح المعلومة .
- خاصية الإجمال ثم التفصيل، أي طرح الفكرة العامة المراد تفسيرها، ثم التوسع فيها بالشرح والتحليل والتوسع بعرض أفكار رئيسية أو جزئية تدعم الفكرة العامة وتوضحها .
- بروز عنصر الشرح والتحليل والتوسع في الأفكار والموازنة والاستشهاد بالشواهد القرآنية أو الشعرية .
- الابتعاد عن الصور الخيالية والمجاز .
- استعمال أدوات الشرح والتفسير والتعليل والتفصيل مثل أي وهذا يعني، وبما أن وإذولأن وفاء السببية ….
- استخدام عبارات الاستنتاج مثل من هذا –إذن – لهذا – من هنا .
- استخدام روابط التعليل و التأكيد مثل لأن – لهذا السبب- إن – أن – قد .
- أدوات التحليل المنطقي الدالة على الأسباب لام التعليل – لأن – لكي – بما أن ، النتائج لذلك – هكذا – بناء – من هنا – لذا ، التفصيل أما – أو – أم – أولًا – ثانيا – ثالثا .
- استخدام الأفعال المضارعة الدالة على الحقائق .
- استخدام الأمثال والتشابيه .
- التسلسل المنطقي للمعلومات .
- غياب الرأي الشخصي وعدم حضور المتكلم في النص .
- سهولة الألفاظ، والبعد عن التعقيد .
- كثرة الجمل الخبرية نفيا أو إثباتا ، وانعدام أوقلة الجمل الإنشائية لأن الجمل الخبرية تساعد على الشرح والتفسير، وكثرة الجمل الإسمية، وبروزالجمل الاعتراضية والتفسيرية .
7 ـ الفرق بين الخطاب التفسيري والخطاب الحجاجي:
للخطاب التفسيري خصائص معيّنة، يتميز بها عن غيره من النصوص، وذلك من ناحية البناء الموضوعي، ومن ناحية التركيب اللغوي، وإذا كانت خصائص الخطاب التفسيري تتداخل مع خصائص الخطاب الحجاجي ، وأن كلا منهما يساعد الآخر فإنهما يختلفان فيما يلي :
الخطاب الحجاجي | الخطاب التفسيري |
à النمط التفسيري يقدم للمتلقي معلومات حول ظاهرة ما معتمدا على التوضيح والشرح من خلال أمثلة à يعتمد على ضمائر المتكلم والمخاطب à يراد بد به إثبات رأي أو وجهة نظر وإقناع المتلقي بها à يقدم فكرتين متناقضتين | à النمط الحجاجي يقوم الكاتب بعرض فكرة ما، ويحاول إقناعك بها، أو يبدي رأيه وقد يذكر الرأي المخالف أو المعارض. à يعتمد على ضمائر الغائب à يقدم تفسير وشرح لفكرة أو ظاهرة معينة à كثرة أدوات الشرح والتفسير |
8 ـ نهج الخطاب التفسيري:
المقدمة:
- طرح الموضوع بطريق مباشرة وخاصة
- الانطلاق من النتيجة إلى الدليل
- طرح أسئلة: لماذا، كيف، ما هي الحلول؟
العرض:
- شرح الأسباب و التفاصيل التي أدت إلى النتيجة المطروحة في المقدمة
- تقديم الشروحات والتفسيرات
- عرض الأسباب والنتائج استنادا إلى الأدلة والشواهد
الخاتمة:
- خلاصة موجزة لما تم التوصل إليه.
- فتح أفق جديد
Aucun commentaire