Home»Débats»أنا ريان

أنا ريان

2
Shares
PinterestGoogle+

شاءت الأقدارالالاهية أن يستقبلني معترك الحياة في قرية ابائي واجدادي…..قرية تمروت التي ولدت فيها ,وعشت فيها تلك السنوات القليلة..لتستقبلني اليوم ميتا بين أمواتها..

ولدت,وتدرجت في مراحل الحياة كأي طفل….بكاء لا تعرف أسبابه الا مشاعر والدتي التي تنهيه  بالربت على كتفي..ورضاعي من ثدي مليء بالحنان والعطف..

مرت الأيام والشهور…كان اعتمادي ككل طفل كليا على والدتي…تقمطني….تغير ملابسي…ترضعني…تسهر الليالي كلما ألم بي مرض…تبحث عن الدواء حتى وان كان بدائيا لشفائي…وهاهو ذا والدي يقف في لحظات المرض والحمى متسائلا عن أحوالي.

لابد أن أتعلم الجلوس والحبو والمشي بالخطوات الأولى…كانت والدتي مدرسة في هاته الأمور…تجلسني بين الوسائد…تناديني على بعد مسافة قريبة وهي تحرك أناملها الملأى بالحنان.في اشارة منها للتحرك باتجاهها…..كان الحب الذي يربط كل طفل بأمه يحركني بخطوات متثاقلة,قد أصيب في بعضها..وقد أسقط مرات عديدة قبل الوصول الى حضنها..

تجاوزت مراحل التعلم بامتياز..وقادتني الأيام المتوالية الى نيل استقلالية جزئية..ولكن حنان الأم ومسؤولية الأب لا زالت تتعهدني …قد أخرج الى عالم الكبار في قريتي لمسافات لا تكسر هاته المسؤولية التي تراقبني بفعل سني..

كنت أراقب أعمال والدي..كنت ارى العنزات وقد احرنجمت حول لجة ماء…كنت أداعب احداها كلما اقتربت في تلك المروج التي تدس لي قدرا انتهى بمأساتي..

ثقب على مقربة من سكني ابتلع جسمي الصغير..لأجد نفسي في قعره  الضيق المليء بالظلمة …خوف وفزع ودماء تسيل….هواء مليء بالغبار يدخل صدري…موقف سلبني من الدفء والحنان على فراش تعده والدتي …انه قدر وقضاء من خالقي..

خمسة أيام,لا أرى فيها شمسا ولا قمرا…أين أحبابي وأهلي…حتى الهواء الذي تستنشقه الخلائق يكاد ينحبس عني في ضيقة من أمري…

لم أكن أعلم أن أبائي واخواني وأمهاتي هبوا من كل حدب وصوب..ليحركوا بسواعدهم جبروت الجبل الذي ابتلعني…الى أن ناداني أحدهم باسمي…لا تجزع يا ريان نحن نعلم مكان وجودك…ونحن نتجند لانتشالك من هذا الضيق المرير…

قد يفهم ذلك القول راشد..وقد يعلم أن القدر ساقه الى هذا النفق الضيق..فينتظر الفرج الذي يخلصه….وأنى لي أن أفهمه وأنا لازلت طفلا يحتاج الى الاخرين؟

لم أكن أعلم أن السواعد تزلزل الجبل .وتسابق الزمن للوصول الى جسدي المتهالك..لم أكن أعلم أن ماساتي وحدت قلوب البشرية وأدمعت عيون الرجال والنساء في البيوت..لم أكن أعلم أن ابائي واخوتي في الوقاية المدنية والقوات المساعدة والدرك الملكي والصحافة قد تجمهروا قرب الثقب اللعين من أجل انتشالي من داخله..لم أكن أعلم أن عمي علي الصحراوي جاء من مدينة ارفود ليدك الصخور بسواعده..ويقتلعها في حذر شديد..لانقاذي من محنة أبكت الرجال..لم أكن أعلم أن سائق الجرافة أبى الراحة على مدى ساعات طوال ولسانه يقول:لا راحة لي قبل اخراج ابني ريان..

لم أكن أعلم أن ملكي منشغل بالامي..يراقب العمليات ويتوق الى اخراجي حيا أرزق..لم أكن أعلم أن الدنيا تصدح بالدعاء رغبة في سلامتي

جاء يوم الفرج…استطاعت السواعد أن تقزم كبرياء الجبل.وتقتلع صخوره وأتربته بكل عزم وقوة….وصلني الأبطال في ظلمة حالكة..استعدت سيارة الاسعاف لنقلي…لكن للأسف وجدوني جثة هامدة..

جسم قاوم ما استطاع لمدة لا يعلمها الا الخالق سبحانه.

أجل ستنقلني سيارة الاسعاف.الى مكان لابد لكل مخلوق أن يسكنه.

هذا ريان المعجزة كما سموني..قاومت ما استطعت في غياهب الجب…قاوم اخوتي وابائي خارجه كل الصعاب لاخراجي حيا…لكن مشيئة الله وقضاؤه وقدره أقوى من كل شيء ولا راد له..

قضاء حم على طفل في سني ليلقى ربه في جنة الخلد….ولكني تركت بعدي حبا في نفوس البشرية عساها تتعظ

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *