تخرج منها رؤساء ووزراء وأطر مغاربة وأجانب، أنشئت في 1915، مؤسسة عمر بن عبدالعزيز بوجدة، أول ثانوية بالمغرب
عبدالقادر كتــرة
احتفلت أول مؤسسة تعليمية ثانوية بالمغرب بذكراها المائوية لتأسيسها ثانوية عمر بن عبدالعزيز التأهيلية، على امتداد سنة بثلاث مواقع، وانطلقت الاحتفالات في 18 مارس 2015 وتميزت بالعديد من الأنشطة المتنوعة من زيارات ميدانية وندوات ومحاضرات ولقاءات وشهادات لشخصيات كان لهم الشرف في متابعة دراستهم بهذه المؤسسة التاريخية العتيقة.
وتعد ثانوية عمر بن عبدالعزيز من أعتق المؤسسات التعليمية بالمغرب حيث أن تأسيسها يرجع إلى سنة 1915 ولا يضاهيها في القدم إلا مدرسة سيدي زيان التي تم بناؤها قبل الحماية واحتلال فرنسا لمدينة وجدة في سنة 1907.
وتقع المؤسسة، التي تبلغ من العمر 114 سنة، وسط المدينة وتطل على شارع محمد الخامس على بعد مائتي متر من ولاية الجهة الشرقية وعمالة وجدة انجاد ويفصلها طريق عبدالرحمان الداخل عن شقيقتها ثانوية عمر التقنية.
تخرج من هذه المؤسسة أعداد عديدة من الأطر المغربية منهم مستشاران ملكيان وطبيب ملكي والوزير المغربي الأول السابق أحمد عصمان وعدة وزراء وعمال أقاليم وعشرات الأطر العليا في مناصب علمية واقتصادية حساسة، ومن الدول الأجنبية في الجزائر وفرنسا وإسرائيل تقلدوا مهام سامية في بلدانهم نذكر على سبيل المثال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والوزير الفرنسي للتعاون الأسبق كريستيان نوكشي الذي يزور وجدة بصفة منتظمة ويلتقي بأصدقائه وزملائه. وما زال الحنين ليومنا هذا ينادي على بعض تلامذتها القدامى الذين يأتون لزيارتها صحبة أبنائهم رغم تقدمهم في السن
مدينة وجدة تعتز كثيرا بهذه المؤسسة وتعتبرها مفخرة كما يعد الانتماء إليها شرفا حيث كانت نموذجا للجدية في العمل والمثابرة والتسيير والادارة.
وفي أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات تم تخصيص ميزانية مهمة، بلغت المليار سنتيم، لترميمها مع المحافظة على هندستها المعمارية وإحداث بعض التغييرات بعد قرار خلق شعبة الأقسام التحضيرية بالجهة الشرقية لولوج المدارس العليا والتي انطلقت سنة 1994/1995 .
ثانوية عمر بن عبد العزيز بوجدة أو بوليتكنيك المغرب
كانت المؤسسة التعليمية التاريخية تحمل في أول نشأتها « ثانوية الفتيان » ومنذ1959 أصبحت المؤسسة تحمل اسم عمر بن عبد العزيز، مقابل « ثانوية الفتيات » ثانوية « زينب النفزاوية » الآن التي لا تبعد عنها إلا بأمتار قليلة، وكباقي المؤسسات التعلمية التي تم تشييدها إبان الحماية، تمتاز بهندستها المعمارية التي تحيل على الحقبة الهندسية النيوكولونيالية الفرنسية لكن في إطار نموذج هندسي يحترم التقاليد والعادات المجتمع الوجدي الإسلامي.
يفتخر العديد من الأطر المغربية والأجنبية بانتمائهم لهذه المؤسسة العريقة والتي كانت تعد بمثابة « جامعة » أو مدرسة بوليتيكنيك المغرب » والتي تابع فيها دراستهم، مئات الأوربيين في وقت كانت حكرا عليهم وعلى الجزائريين باعتبارهم فرنسيين، ثم بعد ذلك سمح بولوجها، للمتفوقين من المغاربة.
لقد مر منها على سبيل المثال، أحمد عصمان الوزير الأول السابق وكل من وزيري الطاقة المغربي موسى السعدي وشكيب خليل الذي تابع دراسته فيما بعد بالولايات المتحدة الامريكية بجواز سفر مغربي، والمستشاران الملكيان علال سي ناصر ومزيان بلفقيه والبروفيسور بنميمون الذي كان ملحقا بالإطار الطبي في محيط المرحوم الملك الحسن الثاني ووزراء سابقون مثل محمد المباركي ونجيمة طايطاي والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والوزير الجزائري حميد التراب والوزير الفرنسي كريسيان نوتشي الذي درس وامتهن التدريس بها قبل أن يصبح وزيرا منتدبا لدى وزير العلاقات الخارجية مكلفا بالتعاون والتنمية سنة1982، وعمال لأقاليم كالأستاذ بنيونس ولاد الشريف عامل تزنيت سابقا وآلاف الأطر العليا المغربية والجزائرية والفرنسية من مهندسين وأطباء…
ولا بد من الإشارة إلى بعض الأطر العليا الفرنسية التي تخرجت من هذه المؤسسة التحفة، منهم ديل باي مدير القطب الإفريقي بشركة فرانس تيليكوم والمسيو بايي مدير مؤسسة البريد بفرنسا وكريستيان دوطوا المدير السابق لقناة TF1التلفزية والعشرات من أسماء الأطر الجزائرية والفرنسية العليا التي تزور هذه المؤسسة بين الفينة والأخرى والتي لا تزال تحتفظ بذكرياتها المتجسدة في جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الفتيان بفرنسا كما كانت تسمى في مرحلتها الأولى .
جوائز وطنية وتقديرية مهمة
تشير إحصائيات بالمؤسسة أن عدد التلاميذ يصل الى الألف وخمسمائة تلميذ، وترتبط المؤسسة بمجموعة من الشراكات الهامة مع وكالة تنمية الأقاليم الشرقية ووكالة تنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية ووكالة التنمية الاجتماعية، كما أن في جعبتها العديد من الجوائز الوطنية والتقديرية المهمة، كالشهادة المرجعية في تخصيص وتوزيع الموارد ونظمت المؤسسة، خلال هذا الشهر، الملتقى الثاني لمهرجان العلوم الذي اعتبرت نسخته الأولى عملا جد متقدم في مجال التحسيس بالفكر الرياضي والعلمي عامة
Aucun commentaire