التهافت المذكراتي لوزارة التربية الوطنية ….الغموض ، التناقظ ، التخبط والارتجالية
قدوري الحسين / مدير الموقع التربوي
www.edorous.com
يتضح ان وزارة التربية الوطنية اصيبت خلال 48 ساعة الأخيرة باسهال مذكراتي ، بحيث لا يمر يوم دون اصدار مذكرة تقر فيها الوزارة مجموعة من الاجراءات ، او مجموعة من التحذيرات ، او التهديدات ، بل وصل الأمر باحدى مذكرات السيد امزازي ( المذكرة رقم 2 ) الى حد التخبط والارتجالية بل والانحطاط في التعامل مع مواقع تربوية تتميز بتجربة عالية معتبرا اياها ( مسطحات لا يعتد بها ) مع العلم ان بعض هذه المسطحات تتميز بخبرة في مجال بث الدروس بالصوت والصورة قد لا تتميز بها وزارته نفسها و التي ( يالله بدات ) تخطو اول خطواتها في هذا المجال ، مع العلم ان المسطحات التي اعتبر الوزير انه ــ لا يعتد بها ــ لعبت دورا مهما طيلت السنوات الفارطة في دروس الدعم والتقوية للتلاميذ …وبالمجان … حتى ان عدد زوار بعضها بلغ حوالي 2 مليون زائر ….في الوقت الذي كانت الوزارة غائبة بل وعاجزة عن مواجهة موجة ما يسمى بالساعات الاضافية المؤدى عنها …واليوم تخرج وزارة التربية الوطنية من جحرها لتقول ــ انها مسطحات لا يعتد بها ــ في الوقت الذي كان عليها ان تعتبرها مسطحات مكملة لمشروع الوزارة ( التدريس عن بعد ) مشروع الوزارة هذا الذي ما يزال في طور التجربة فقد ينجح وقد يفشل .. خصوصا انه ما يزال في طور الانجاز … ولا يمكن بتاتا للوزارة الحكم عليه بالنجاح …..فالتلاميذ وحدهم هم من سيحكمون عليه وعلى المسطحات الاخرى التي تبث دروس التلاميذ بالصوت والصورة وذلك منذ عدة سنوات ….مع العلم أن مسطحة وزارة التربية الوطنية قد تمول بمئات الملايين من الدراهيم بالمال العام ، اما باقي مسطحات الكفاءات التربوية الخاصة فقد مولها اصحابها من جيوبهم …. الغاية الأولى والأخيرة منها هي مصلحة التلاميذ الفقراء الذين لا يستطيعون آداء مصاريف الساعات الاضافية ….ولهذا على وزير التربية الوطنية ان يعتذر لهذه المسطحات وان يعتبرها شركاء بيداغوجيين من الأهمية بمكان ، لأنهم سبقوا وزارته في مجال تجربة التدريس عن بعد لعدة سنوات ….وبالتالي فان خبرة وتجربة هذه المواقع التربوية ربما هي اكثر من خبرة الوزارة نفسها في هذا المجال ….أضف الى ذلك ان قول الوزارة بخصوص هذه المواقع التربوية بانها مسطحات ــ لا يعتد بها ــ ، هو نعت يتعارض مع روح الدستور المغربي ، ومع روح الخطب الملكية السامية التي تدعو الى تشجيع الكفاءات المغربية ، وليس محاربتها، خصوصا عندما يتعلق الأمر بكفاءات تضحي بامكانياتها المادية والمعنوية من اجل الصالح العام ، خصوصا التلاميذ الفقراء …
اما باقي الملاحظات التي تخص المذكرة رقم 3 فقد جاءت على لسان الاستاذ مختار شحلال على الشكل التالي :
ملاحظات للنقاش حول البلاغ الاخباري رقم 3 المعنون بتدبير استثنائي للمؤسسات التعليمية خلال فترة توقيف الدروس الحضورية
أولا :لابد من التذكير أن الوزارة اصدرت قبل هذا اليلاغ بلاغان سابقان بلاغ أول قررت من خلاله توقيف الدراسة وأكدت على أن الأمر لا يتعلق بعطلة مدرسية وبلاغ ثان أكدت من خلاله مرة أخرى على أن توقيف الدراسة لا يعني مطلقا إقرار عطلة مدرسية بل يتعلق الأمر بإجراء احترازي لمنع انتشار العدوى
ثانيا :الإجراءات الاحترازية التي يجب الالتزام بها هي تلك التي تعلن عنها السلطات وحسب علمي ليس من بينها لحد الآن فرض الحجر على كافة المواطنين. مادامت الوضعية الوبائية ما زالت في المرحلة الأولى من العدوى.
ثالثا:كل إدارات الدولة والقطاع الخاص ما زالت تشتغل بشكل طبيعي (الأمن..المالية…البريد…الأبناك…الشركات …المعامل) بل بعضها يشتغل في جبهة مباشرة مع العدوى(الصحة) فلماذا إذن يجب استثناء موظفي وزارة التربية الوطنية والسماح لهم بالبقاء بمنازلهم .
السؤال الذي يجب طرحه بدل التحجج بالخوف من الاصابة والذي هو خطر يتهدد الجميع.
ماذا سنقوم به داخل المؤسسات التعليمية في غياب التلاميذ ؟
البلاغ يتحدث على إعداد برنامج عمل يتم تصريفه يوميا بغية إنجاز العمليات التالية:
_المساهمة في انتاج المضامين الرقمية والدروس المصورة(السؤال هو هل المؤسسات تتوفر على المعدات اللازمة وهل هيئة التدريس قادرة على انتاج هذه المضامين في غياب أي تكوين قبلي)
_أخذ المبادرة من أجل اقتراح بدائل أخرى مبتكرة تضمن التحصيل الدراسي للتلاميذ(وهذه نقطة مهمة يمكن عقد اجتماعات على مستوى المجالس التعليمية او مجالس الاقسام للنقاش وتبادل الافكار حول ما يمكن القيام به للمساهمة في هذا الورش ايمانا منا أن هيئة التدريس تختزن طاقات وافكار هامة)
_تتبع عملية سير التعليم عن بعد والتواصل الإلكتروني مع التلاميذ( هذه نقطة مهمة ايضا يمكن التفكير الجماعي فيها وخاصة كيفية ربط الاتصال بالتلاميذ والبحث عن سبل مساعدتهم على كيفية الاستفادة من المنصات والمسطحات التي ستطرحها الوزارة..)
_عقد اجتماعات تربوية من أجل التحضير لعملية »الدعم التربوي »التي ستلي مرحلة التوقيف الدراسي.
إذن في اعتقادي يجب أن لا نقلق من هذه « المداومة التربوية »التي يمكن استغلالها أيضا لإنجاز تكوينات إذا توفرت بالمؤسسة أطر لها دراية بأنتاج المضامين الرقمية او بالتعليم عن بعد والتي قد تكون لها نتائج جد ايجابية تسمح لتعليمنا بوضع القدم في التعليم الإلكتروني الذي تأخرنا فيه بشكل لا يطاق مقارنة مع الدول الأخرى.
واكرر مرة اخرى انها مجرد افكار قد تثير غضب البعض وهي قابلة للنقاش والرفض
Aucun commentaire