حراك الجمعة 54 يدخل مرحلة الحسم التلويح بالبطاقة الحمراء و تجديد الطعن في شرعية الرئيس
مروان زنيبر
مند الساعات الاولى من صباح يوم الجمعة ، تدفقت سيول بشرية بالشوارع الرئيسية، و بدأ المواطنون في التجمع بساحات وشوارع العاصمة و في مدن اخرى كعنابة وسكيكدة ووهران وتلمسان وغرداية و بشار و غيرها ، في جمعته الـ 54، في مسيرات لم تتوقف منذ الثاني والعشرين فبراير 2019، للمطالبة بالتغيير ورحيل الوجوه القديمة للنظام القائم وإطلاق سراح سجناء الرأي والسياسيين، وفي نفس الوقت تجديد العهد على مواصلة الحراك لغاية تحقيق جميع المطالب دون زيادة أو نقصان، ويستعد الحراك الشعبي لدخول سنته الثانية على أمل في بناء جزائر جديدة.
هدا ، و رفع متظاهرون بطاقات حمراء في بداية المسيرة، مردّدين شعار « الشعب يريد إسقاط النظام »، وشعار « دولة مدنية وليس عسكرية، « . كما جدد متظاهرون الطعن في شرعية الرئيس الجزائري المنتخب يوم 12 دجنبر الماضي، مردّدين شعار « ما ناش حابسين ». كما رفعت في المظاهرات صور رموز ثورة الجزائر، كالعقيد عميروش وحسيبة بن بوعلي والعربي بن مهيدي، ورموز سياسية كالمعارض الراحل حسين آيت أحمد…
من جهة اخرى لم يبد المتظاهرون اهتماماً واسعاً بالتطورات ذات الصلة بانتشار فيروس كورونا في العالم ، بعدما حاول البعض التربص بالحراك الشعبي، لثني المتظاهرين من التجمعات لكسر الحراك الشعبي، و طغت لافتات تصف النظام السياسي بأنه « فيروس كورونا »، ابتليت به البلاد منذ أكثر من 50 سنة.
و من خلال التطورات التي شهدتها الجزائر …يتبين على اننا أمام مشهدٍ أكثر وضوحا وأكثر قابلية للتعاطي مع الفعل السياسي المشارك للحراك الشعبي ، بعد مرحلة سنة كاملة تميزت باللامبالاة بل بالفعل السياسي الرافض والمُقاطِع من طرف عصابة النظام …تطورات هدا المشهد تكمن – ولأول مرة – في تحالف المعارضة على اختلاف مشاربها عقب الزيارة التاريخية التي قام بها المعارض لخضر بورقعة والحقوقي بوشاشي والناشط سمير بن العربي، للإسلامي علي بن حاج الذي حدت السلطات من تحركاته، اضف الى دلك تغيير منهجية تفعيل وتوظيف أدوات التغيير من خارج النظام، وعلى رأسها الشارع ونفسية المُواطن وشبكات التواصل…
Aucun commentaire