رسالة مستعجلة الى السيد مدير الحي الجامعي بوجدة.
بعد التحية، راودتني فكرة هذه الرسالة التي سوف تكون موجزة بعدما تلقيت خبرا من طرف طالبة اتابع مسيرتها عن بعد منذ سنتين، تقول انها ترشحت بواسطة الانترنيت كما هي المسطرة الادارية وبصفتها طالبة بهدف نيل سرير وترخيص لتناول وجبات الطعام بالحي الجامعي الذي تديرونه واسمحوا لي ان أقدم لكم نبذة عن هذه الطالبة.
هي منحدرة من اسرة فقيرة جدا مكونة من اربعة افراد. 2
تقطن ببيت دون ماء وكهرباء ببادية تبعد عن مدينة وجدة بتسعين كلم.
فاقدة لوالدها منذ طفولتها.
تابعت دراستها بإعدادية قريتها ثم بثانوية مدينة مشرفة اداريا عليها، حيث اوت دار الطالبة المسمات محليا » بدار الخيرية » بسبب عدم وفرة الاماكن بداخلية المدينة، منتظرة بعض القروش لقضاء حاجيات اولية من طرف امها الخادمة في بعض البيوت والعاملة خلال موسم جني الزيتون وكذا من طرف محسن كفيل بها خلال الدخول المدرسي.
نالت شهادة الباكالوريا ضمن فوج سنة 2019 بدرجة مستحسن لتلج كلية العلوم بجامعة محمد الاول بوجدة.
قدمت الطالبة مع رفيقاتها الى الجامعة منشرحة ومتفائلة وطموحة.
تركت امها واخوتها الصغار في امل كبير لمتابعة دراستها الجامعية بعد كل التحديات المذكورة والغير المذكورة ولنيل دبلوم الإجازة والماجستير او أكثر من ذلك إذا توفرت لها الظروف الملائمة التي من المفترض ان تيسر ولوجها الى سوق الشغل لإغاثتهم من ديكتاتورية الجهل والفقر.
سيدي،
لقد فتحتم ابواب هذه الكلية للطلاب منذ اكثر من اسبوعين او ثلاثة وطالبتنا منتظرة جوابكم الإيجابي لمنحها سريرا حيث توفرت على كل الشروط لذلك لكن جواب ادارتكم الموقرة يتأجل من الجمعة الى الاثنين ومن الاثنين الى الجمعة لإتمام طبخة ما ، والدائرة هذه تدور في فراغ حول نفسها والطلاب امثال طالبتنا منتظرون البعض بدور قراهم والبعض الاخر عند اقرباءهم بمدينة وجدة خجولين منكمشين الى اجل غير مسمى واخرون يتنقلون صباح مساء على متن القطار او الحافلات ذهابا وايابا مكتفين بتناول وجبات سريعة لا تسمن من جوع على نفقة اسرهم… فإلى اين ؟ ألستم من الطلاب الذين كان حظهم وافرا في المتابعة والمأوى والمطعم والخزانة والانشطة الطلابية خلال حياتكم الطلابية التي مرت في ظروف ملاءمة؟ حتى لا اتطرق لجوانب اخرى متعلقة بكارثة التعليم ببلادنا (اقرأ مقالي بموقع وجدة سيتي: l’école marocaine rétrospective depuis l’indépendance في ثلاثة فصول)
اكتفي بهذا القدر، راجيا من سيادتكم ومن مساعديكم ان تنكبوا بجدية لاستقبال الطلاب المعوزين بالحرم الجامعي في الموعد وذلك لطمأنتهم وحثهم على متابعة محاضراتهم واعمالهم التطبيقية في الوقت المناسب، رغم كل ما يعرفه التعليم العالي من مشاكل.
دمتم في خدمة الطلاب والصالح العام والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
محمد بوعصابة ، ابن المنطقة / فاعل جمعوي وكاتب / الرباط.
Aucun commentaire