علماء الفيسبوك يسخرون من الأئمة في رمضان
أحمد الجبلي
يبدو أن ثقافة الفيسبوك قد أثرت بغثها حتى على بعض العلماء والأساتذة الكبار، ومنهم، كما يبدو، حتى بعض المتشبعين بالفقه الإسلامي والعلوم الشرعية والبلاغة، فتشابه البقر عليهم، حيث راح بعضهم يبدي إعجابه بإعادة نشر مسرحية هزلية أقل ما يقال عنها أنها ممسوخة، ولا يمكن لإنسان مسلم يملك في قلبه ذرة من تعظيم لشعائر الله أن يعيد نشرها، ولو على سبيل إخبار الناس بما يفعله المستهزئون بشعائر الله لأنه لم يرفقها بأي تعليق على الإطلاق.
المسرحية أو السكيتش الهزلي الممسوخ يعرض قصة شاب (إيحاء، كما يقولون، غلبو رمضان) يطلب من إمام الحي أن يؤذن قبل ساعتين من أذان المغرب، ولكن الإمام سيأبى ذلك بحجة أن الوقت لم يحن بعد، ولكن الشاب أرغد وأزبد وهدد، وبما أن الإمام أبى وامتنع نزل الشاب على الإمام ضربا وإهانة حتى بدأ الإمام يكبر »الله أكبر,, الله أكبر ».
ويبقى السؤال البدهي الذي وجب طرحه هو هل كان هذا العالم في كامل قواه العقلية عندما أعاد نشر هذا المقطع الممسوخ الذي لا يقيم وزنا لشعائر الله (ومن يعظم شعائر الله فذلك من تقوى القلوب) وهو الذي رجع توا من جولة فكرية ووعظية وإيمانية من أوربا، حيث ألقى خطب جمعة هناك مما يجعله بالضرورة قد أم الناس وقام بدور الإمام الذي له حرمة شرعية معتبرة ولا يجوز بأي وجه من الوجوه اتخاذه سخريا، أو وسيلة للتندر وإضحاك الناس.
ففي غضون يومين من إعادة نشر الأستاذ للسكيتش الخبيث، تلقى، كعادته مجاملات من طلابه إذ قام سبعة منهم بتوزيع السكيتش وإعادة نشره، وأربعة عشرة منهم عبروا عن إعجابهم، في حين لم يعقب إلا واحد منهم تعقيبا ممسوخا، بل فتح له أستاذه باب الغواية ليقول: » لا أحد يؤذن بدون مقابل لأننا نصوم 21 ساعة من الصيام ».
فكيف يغيب عن عالم ضليع في علوم القرآن والبلاغة حرمة الإمام في الدين؟ وكيف يغيب عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي في الأسماء والصفات الذي يقول فيه: « من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه »؟ وكيف يغيب عنه قوله عليه الصلاة والسلام: » خيركم من تعلم القرآن وعلمه » ومن يعلمنا ويعلم صغارنا غير الأئمة؟ وأي قيمة ستبقى لهم إن نحن اتخذناهم هزؤا وأبدعنا مشاهد ونشرناها وهم يضربون ويسخر منهم ولا يحترمون ولا يقدمون ولا يراعى مقامهم؟
ألا تكفي المعركة التي يقودها المؤمنون الصادقون دفاعا عن القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي يستهزئ بها المبطلون من علمانيين وحداثيين وبهائيين؟ ألا يكف أستاذ العلوم الشرعية من سخرية بالدين ما نشرته الصباح صباح هذا اليوم من استهزاء وازدراء بصلاة التراويح حيث اعتبرتها « فوضى تحت يافطة العبادة »؟
إذن سأبشر العلماء والوعاظ والمصلحين والأقلام الغيورة الحرة بأنهم سيضيفون إلى لائحة الأعداء المتربصين بالإسلام وشعائره بعض العلماء المحسوبين عليهم من ذوي العلم الشرعي والفقه والأصول؟
Aucun commentaire