مهزلة كاميرا مونديال موسكو التي لا تشغل إلا لفائدة فرق معينة تحرص الفيفا على عدم مغادرتها المونديال في الطور الأول
مهزلة كاميرا مونديال موسكو التي لا تشغل إلا لفائدة فرق معينة تحرص الفيفا على عدم مغادرتها المونديال في الطور الأول
محمد شركي
لن نثير موضوع طريقة الاقتراع التي دأبت الفيفا على اعتمادها لتنظيم المونديالات حيث تجعل فرقا معينة على رأس كل مجموعة لتجنب خروجها في الطور الأول من التصفيات إذا ما واجهت بعضها البعض لأنه سيقال إن الأمر يتعلق بفرق قوية لا يمكن أن تغادر مبكرا حتى لا تفقد فرجة المونديال نكهتها .وهذا القانون في الحقيقة عبارة عن حيف وتمييز صارخ لا مبرر له، لأنه لا يتعامل مع جمع الفرق الكروية على قدم المساواة ، ولا يمكن أن تسمى تلك العملية قرعة لأنها مشوبة بعيب التمييز . وهذه القرعة المعيبة ليست لصالح فرق أخرى تقصى في الطور الأول ، ويكون دورها هو تمهيد الطريق للفرق التي تمكنها الفيفا من التأهل السهل الذي لا مشقة فيه .
وما نريد إثارته هو اعتماد الفيفا تقنية الكاميرا للبث في الحكم على الأهداف أو الأخطاء التي لا تلحظها عيون الحكام أو التي يختلفون في الحكم عليها . ولقد كان من المنتظر أن تلعب الكاميرا دورا أساسيا في الحد من هامش أخطاء التحكيم التي تذهب ضحيتها بعض الفرق ، إلا أن ما حدث هو العكس حيث كرس استخدامها تلك الأخطاء ، وزاد في طينها بلة كما يقال .
ولقد وقعت بعض الفرق ضحية سوء استخدام الكاميرا ، وكان أكبر الفرق ضحية هو فريقنا الوطني المغربي الذي لم تشغل تقنية الكاميرا لفائدته في لقائه مع الفريق البرتغالي أو بعبارة أدق تم عن عمد وسبق إصرار تعطيل تلك الكاميرا بذريعة وقوع خلل ما فيها والذي زعمت الفيفا أنها فتحت تحقيقا في شأنه الله أعلم متى سيبدأ ومتى سيعلن عن نتائجه . وقد كان عطل الكاميرا خلال هذه المقابلة على حساب فريقنا الوطني إذ لم يحتسب الحكم الأمريكي ضربتي جزاء صارختين كان وراءهما اللاعب بيبي الذي لمس الكرة بيده بعدما ضربها برجله ، والذي تعمد في لقطة أخرى اسقاط اللاعب المغربي في مربع العمليات ليتمكن زميله النجم يا حسرتاه من تسجيل هدف سهل سيبقى وصمة عار في سجله الكروي وهو الذي يفخربحيازة الكرة الذهبية عدة مرات . ولقد كان أداؤه في هذه المقابلة شبه منعدم حسب تقييم خبراء الكرة المستديرة .
ولم يقتصر خطأ سوء توظيف أو سوء استعمال الكاميرا على مقابلة المغرب مع البرتعال ، بل تكرر في مقابلته مع إسبانيا حيث لمس المدافع الإسباني بيكي الكرة بيده مرتين دون أن يتلقى الحكم إشارة من طاقم الكاميرا كما حصل ذلك مع فرق أخرى بالرغم من مطالبة الفريق الوطني بتحكيم الكاميرا ، ومقابل ذلك استخدمت الكاميرا لاحتساب هدف سجله لاعب إسباني شارد بشهادة حكمي الشرط والوسط معا .
ولقد تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن الفيفا تعمدت ازدواجية المكيال بين الفرق في استخدامها تقنية الكاميرا وتعطيلها ، وأنها إنما أدرجتها ضمن قوانينها لتقديم الخدمة لبعض الفرق التي تريدها أن تعبر إلى الأطوار المتقدمة من المونديال مهما كان الثمن .
ولقد ثبت في حق الحكم الأمريكي تحيزه للفريق البرتغالي حين طلب من النجم البرتغالي ومن زميله المدافع بيبي قميصيهما . فمتى كان الحكام يطلبون قمصان اللاعبين ؟ ولقد حاولت الفيفا نفي خبر طلب هذا الحكم القميصين لكنه تأكد ، وتداولته وسائل الإعلام التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا سجلتها . وهل يمكن التسليم بنزاهة حكم يتصرف بهذا الشكل غير المسبوق في تظاهرة رياضية عالمية يا حسرتاه ؟ وهو أمر لا يشرف الفيفا ،ويجعل مصداقيتها في مهب الريح .
ولقد أثبت الفريق الوطني المغربي جدارته واستحقاقه العبور إلى الأدوار المتقدمة من المونديال في لقائه مع المنتخب البرتغالي الذي فاز عليه بهدف لقيط وغير مشروع كان من العدل والإنصاف أن يرفضه الحكم لكونه مسبوق بخطإ واضح لا غبار عليه ، وفي لقائه مع المنتخب الإسباني الذي انتصر عليه بهدفين مقابل هدف لكن كاميرا الفيفا حولت النتيجة إلى تعادل بهدف لقيط أيضا وغير مشروع بسبب شرود فاضح ومخز سيظل لعنة تلاحق الفريق الإسباني والفيفا معا .
Aucun commentaire