كان الله في عون شعب مجنون رياضيا وفريقه دون طموحه الذي لا حدود له
كان الله في عون شعب مجنون رياضيا وفريقه دون طموحه الذي لا حدود له
محمد شركي
ذاق الشعب المغربي للمرة الثانية في مونديال موسكو مرارة انهزام فريقه الوطني هزيمة قاسية أمام الفريق البرتغالي مع أن أداء الفريق الوطني كان أفضل من أدائه في المقابلة الأولى أمام خصمه الإيراني الذي استفاد من هدف كان هدية له إذ هز به لاعبنا شباكنا في الوقت بدل الضائع . ومع أن أداء الفريق الوطني كان أفضل بكثير في المقابلة الثانية إلا أنه لم يأت بنتيجة بعدما فسح دفاعه المجال خلال الدقائق الأولى من المباراة أمام نجم الفريق البرتغالي ليسجل هدفا كان سببه هو سوء التغطية الدفاعية من طرف من أوكل بحراسة النجم البرتغالي الذي تحسب له الفرق ألف حساب .وكانت الهدية المقدمة لفريق البرتغال شبيهة بتلك التي استفاد منها الفريق الإيراني حتى أن النجم البرتغالي قفز أمتارا في الفضاء فرحا بها لأنه لم يبذل في الحصول عليها جهدا بل كان التسلل وسط المدافعين وغفلتهم عنه كافيا للوصول إلى شباكنا .
ولن تغسل دموع مدرب الفريق الوطني حين بكى في نهاية المقابلة ، ولا دموع بعض اللاعبين ولو مزجت بدم عار الاقصاء من المونديال ، كما أنها لن تساوي دموع شعب مجنون رياضيا ظل يترقب طويلا وصول فريقه إلى المونديال ليخيّب آماله ، و ليعود على متن أول طائرة إلى أرض الوطن يجر ذيول الخيبة ، ومرارة الهزيمة بسبب أخطاء قاتلة استغلها خصمان أحدهما في الوقت بدل الضائع من المقابلة الأولى والثاني في الدقائق الأولى من المقابلة الثانية .
وكالعادة سينتهي عندنا الكلام عن حدث الإقصاء من المونديال في الدور الأول بالقول المألوف » المهم هو المشاركة » ،وهي عبارة أصبحت ممجوجة ولا محل لها من الإعراب كما يقال . ولا ندري لماذا يقبل فريقنا الوطني بالدنية في لعبة كرة القدم إن صح هذا التعبير ، ويرضى بأن تكون المشاركة هي أقصى ما يتمناه بعد جهد جهيد دونه تجاوز أهوال فرق القارة السمراء ذات البأس الشديد .
وجريا على عادة إعفاء أصحاب الأداء الرديء في كل المجالات وجب تسريح من يوجد على رأس الوزارة الوصية على الشأن الرياضي ، و كل مسؤول له صلة بفشل القطاع الرياضي وتحديدا الكروي في بلادنا .
وأخيرا نتساءل ألم يحن الوقت بعد للتفكير الجاد في خطة مدروسة علميا وبدقة وتكون مضمونة النجاح للنهوض بلعبة كرة القدم في بلادنا ، وذلك عن طريق إنشاء المحاضن الكروية التي تزودنا بأجيال متتالية من اللاعبين يكونون في مستوى التظاهرات الكروية الدولية خصوصا المونديال الذي تحلم بلادنا باحتضانه وهي محسودة على ذلك . ولا بد من القطيعة مع المدربين من ذوي الخبرة المتواضعة، و الأداء الذي لا يلبي طموح الجماهير الرياضية ، و كذلك مع اللاعبين المحترفين في الأندية الأجنبية الذين غالبا ما يجمعون في آخر لحظة ليقرروا مصير بلادهم الكروي في اللقاءات القارية والدولية ، وفيهم من يركب غروره، ويستعلي على زملائه ممن لا يحترفون في الأندية الأجنبية ، ويرى أن مستواه فوق مستوياتهم ، فيخوض المباريات المصيرية باستخفاف، وبغياب الروح القتالية الواجبة من أجل شرف وطنه وسمعته بين بلاد المعمور .
Aucun commentaire