على إثر إعفاء محمد المباركي مدير وكالة تنمية جهة الشرق من منصبه ووضع حد لمهزلة وكالته، الغير مأسوف على إبادتها وإقبارها، بدأ الكثير من أشابه المثقفين يتباكون ويندبون حظهم العاثر على مآلهم الأليم من جراء الفاجعة التي ألمت بهم إثر هذا الخطب الجلل، نعم، الكثير من أشباه المثقفين المحظوظين شكلوا دوائر وحلقات وظلال حول الوكالة التي كان لها الفضل في سفرياتهم وارتقائهم الاجتماعي والاقتصادي والنفسي وعلاقاتهم التي نسجوها على حساب الوكالة، وباسم الثقافة والإبداع وتحت يافطة مواكب الحداثة وفي مياه السلاحف والضفادع الأسنة(…) مهرجانات، وثقافة وفعاليات تحن إلى عهد « الزرود والمشاوي والتخمة… » مادامت الحبة والبارود من دار المباركي –أي دار المخزن يا سادة يا كرام- ولعل المعرض المغاربي للكتاب كان خير شاهد على ضحالة وفجاجة القائمين عليه، لأن همهم الأول والأخير كان مسابقة الزمن لتبديد ما يمكن تبديده من مال قارون وتوزيع الغنيمة بين المحظوظين تحت ذريعة دعم المؤلفة جيوبهم من أشباه المثقفين؟
إن إعدام الوكالة التي وكل عليها الله الكثير من مثقفي الجهة ونخبها، لأنها كانت وصمة خزي ونقمة على الكثير منهم أما -الأيتام-، فسيعلم الله أي منقلب سينقلبون، وأي ريح ستعصف بمشاريعهم الورقية و(كنانيشهم) الركيكة التي كانوا يخطبون من خلالها ود الكثير من المبدعين المغفلين الذين يسيل لعابهم للنشر « البليكي والفابور » من أجل أن يحظى أيتام الوكالة بصفة سدنة وخدم معبد الثقافة وحراسه الأشاوس الموكول لهم الدود عن حماها والدفاع عن حياظها..
سأكون لئيما حد التشفي -بالرغم من أنه اللهم لا تشفي في مصيبة- لأن ما حل بأصحابنا من نكبة مدوية تدفعنا لتقديم موفور العزاء لهم على ما حل بهم من فاجعة وواجعة وسنقيم سرادق عزاء لهم تليق بمقام الوكالة وبحبرها الأعظم –أن شاءوا طبعا-
أما أصدقائي من المثقفين الذين عانوا من الصد والطرد من جنة الوكالة فليطمئنوا، وليهنأوا فإن دعواتهم وقنوتهم وصلواتهم وجدت صداها هذه المرة ولم تذهب عبثا أو سدا.. وليكثروا من تهجدهم وابتهالاتهم هاته المرة ليحيق بأزلام الوكالة غضب ومقت مجلس جطو وقضاته الشداد الغلاظ ليمحصوا ويتفحصوا كل شاذة وفاذة فيها –كما طالبت العديد من الفعاليات بذلك- وعندئذ سيغلق القوس على مسيرة ناصعة من العبث والتفاهة والرداءة ولله الأمر من قبل ومن بعد.