وجدة : هل يستمر الاكتظاظ الوجه الشاحب للمنظومة التربوية ؟
اذا كان وزير التربية الوطنية صرح من داخل قبة البرلمان وأكد ذلك مدير الاكاديمية الجهوية بالجهة الشرقية الذي صرح عبر اذاعة وجدة الجهوية يوم 6 / 09 / 2017 بان عدد التلاميذ في المستوى الأول سيكون 30 تلميذا في القسم تفاديا للاكتظاظ الذي تعاني منه المدرسة العمومية ، فان واقع الحال يقول شيئا آخر، فقد تفاجأ الآباء بغير ذلك لأنه بالمدارس في الاحياء الهامشية فان العدد تجاوز عدد الثلاثين تلميذا في المستوى الأول وفاق الأربعين في بعض المستويات ، اضافة الى ان العديد من المدارس لم تعد تقبل تسجيل تلاميذ جدد نظرا لاستيفاء العدد المطلوب بتوجيه من الجهات المسؤولة ، على ان يسجل هؤلاء في لوائح الانتظار !!! هذا وقد ظلت الوزارة تتحدث عن وجود العدد الكافي من الموارد البشرية حيث فتح المجال امام اساتذة متعاقدين …!!!
ولا يخفى ان العديد من الاباء يذهبون بأبنائهم الى المدرسة الخصوصية ويتحملون مصاريف باهظة تثقل كاهلهم فهذا هربا من الاكتظاظ التي تعاني منه المدرسة العمومية وبحثا عن الجودة حيث انه بالمدرسة الخصوصية لا يتعدى عدد التلاميذ 25 تلميذا في القسم زيادة على التخصص في تدريس المواد بالابتدائي وهو الامر الذي يسمح للمتعلم بأخذ حقه من الزمن المخصص للتعلم ، فانه في ظل الاكتظاظ خصوصا بالنسبة للمستويات الدنيا الأول والثاني لا يمكن ان تتحقق الجودة والمردودية ، نظرا للكم الهائل من التلاميذ بالحجرة وثانيا لغياب التخصص على مستوى المواد المدرسة ، سيما وأن الوزارة مقبلة على التدريس بطريقة القراءة المقطعية وهي طريقة تتطلب حيزا زمنيا يساعد الاستاذ على تمكين المتعلم من القراءة وهو امر لا يمكن تحققه في ظل الاكتظاظ . فاذا لم يتمكن المتعلم من اخذ حقه من الزمن التعليمي واذا كان الاستاذ يجبر على معاناة تعليمية مع عدد من التلاميذ يتجاوز العدد المتعارف عليه دوليا والذي لا يتجاوز 25 تلميذا بالحجرة الدراسية يمكن وضع نقطة استفهام حول المردودية ، وبالتالي يبدو ان الوزارة والنيابات الاقليمية تجد نفسها امام وضع غير منتظر لا يساير التصريحات ، هذا الامر بالنسبة للعالم الحضري حيث تعرف الاحياء الهامشية تكدس سكاني يرافقه ارتفاع اعداد المتعلمين بالمؤسسات وبالتالي الاكتظاظ بالحجرات الى حد التخمة ما يحد من حركة الاستاذ داخل القسم ويتطلب منه مجهودا كما لو ان الاستاذ يدرس قسمين في قسم واحد ، اما ما يتعلق بتعدد المستويات بالقروي الى حدود اربعة مستويات ، بينما الاستاذ وحده يتحمل كل هذا العبء في انتظار الفرج ، وربما هناك من يتخذه حائطا قصيرا يلصق به اخفاقات المنظومة التربوية دون النظر والاعتراف بالحقائق العلمية التي تتحدث عن الظروف الواقعية التي يجب ان يوجد داخلها المتعلم لكي يستفيذ من تعليم جيد ، فحينما بدأ الحديث عن 30 تلميذا بالقسم كرؤية جديدة تروم البحث عن الجودة والقطع مع ظاهرة الاكتظاظ ، حيث لا يمكن أن يستمر الاكتظاظ سيفا مسلطا على رقاب الوافدين على المدرسة العمومية وما يتسبب فيه من تراكمات على مستوى تدني جودة المنظومة التربوية حيث لا يزال المغرب يحتل مراتب غير مشرفة على مستوى جودة العملية التعليمية .
الحديث عن الرقي بالمدرسة العمومية وتقريبها من المدرسة الخصوصية لا يتمثل فقط في الوجه الظاهر من التزيين الذي ارتسم على وجه المدارس والمؤسسات التعليمية ،بل هناك اوجه مظلمة داخل المنظومة التربوية ومظاهر التزيين غير قادرة على محو ذلك السواد ، لهذا سيظل الاكتظاظ وجها شاحبا ومقلقا داخل المدرسة العمومية لن تستطيع كل الألوان ان تخفيه لأن جوهر العملية التعليمية هو المتعلم وعلى الخصوص الاطفال الصغار في الابتدائي وما يحملونه من براءة وهم لا يعلمون ان الاكتظاظ هو سرقة من زمنهم التعليمي وأحد اسباب الفشل المدرسي فلا يمكن ان تنضاف اجيال اخرى ستعاني من التعثر على مستوى اكتساب مهارات القراءة والكتابة وتعاني من الضعف على مستوي كفايات التعلم خصوصا بالنسبة للمدرسة الابتدائية ، وبالتالي عدد 30 تلميذا بالحجرة الذي استبشر له الآباء ، فان بعض المدارس لم يتوفر لها هذا الحظ فهل ستتناسب التصريحات مع ما يجب ان يكون على ارض الواقع …
Aucun commentaire