الدكتور مصطفى بنحمزة يوجه رسالة قوية الى قادة وشعوب الدول الاسلامية :حذاري من مؤامرة تكرار سيناريو الأندلس VIDEO
خلال آخر جمعة من شهر شعبان ، وخلال تدشينه لمسجد اهل القرآن بدرب امباصو بوجدة ظهر يوم الجمعة29 شعبان1438 الموافق ل 26 ماي 2017 ، وجه العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة في خطبة الجمعة رسالة قوية الى قادة وشعوب الدول الاسلامية منبها اياهم الى خطورة المؤامرات التي تحاك ضد دولنا ، قصد تفتيتها الى كيانات قزمية ضعيفة هجينة ، الغرض منها اضعاف الدول الاسلامية ومن خلالها اضعاف الأمة الاسلامية ككل ….
اعتبر الدكتور مصطفى بنحمزة ان من فضل الله علينا في هذا البلد اننا نشعر بالاطمئنان ، فمن النعم التي انعم بها الله تبارك وتعالى على المغرب والمغاربة نعمة الأمن ، والاستقرار ، والحفاظ على هذا الاستقرار هو مسؤولية كافة المغاربة ، وبسبب هذا الأمن ها نحن اليوم نستقبل رمضان بافتتاح مساجد جديدة تؤدى فيها الصوات تعبر عن تغلغل الايمان في قلوبنا ، وحينما نفتتح المساجد وحينما يتزامن ذلك في بداية الصيام ، يدفع بنا الى الوقوف عند تشريعات الاسلام …الاسلام حريص على وحدة الأمة ، حريص على قوتها ، الاسلام ينبذ الأمة الضعيفة المتشرذمة ، لهذا فضل الله تبارك وتعالى صلاة الجماعة على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ، واداء الصيام في رمضان جماعة ، واداء مناسك الحج والوقوف بعرفة جماعة ، والدلالة الرمزية على ذلك هو ان الفرد في الاسلام يلتحم بالجماعة ويتراص فيها حتى عندما يرفع يديه بالدعاء الى الله فانه يدعو للجماعة وليس لنفسه كفرد » ااياك نعبد ، واياك نستعين ، اهدنا الصراط المستقيم » » ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا … » الاسلام يريد امة موحدة وملتحمة ، وهو المعنى العميق الذي تدعو اليه كل شرائع الاسلام
ان الاسلام ينبذ التشتت لأن فيه خطر على المسلمين والاسلام …وهذا ما لا يروق لأعداء الاسلام ، لأنهم يدركون ان قوة المسلمين في وحدتهم » كنتم خير امة اخرجت للناس » وقال تعالى » واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا »
فوحدة الأمة هي التي جعلتها تحكم الاندلس لقرون عدة ، لكن عندما فطن الأفرنج ان قوة الأندلس تكمن في وحدتها عملوا على تفكيكها الى طوائف ، وصاروا يدعمون عسكريا هذه الطائفة على تلك ، وصار ملوك الطوائف يحارب بعضهم بعضا بدعم من اعداء الاسلام ، ولما انهكوهم بهذه المؤامرات انقضوا عليهم ، وقضوا عليهم ، ليتم بذلك القضاء على الخلافة الاسلامية في الاندلس بسبب التشتت ، والتفرقة ، والتشرذم …والكل يعرف تاريخ الاندلس هذا …والذي لا نريده ان يتكرر مرة اخرى
واليوم نفس السيناريوهات والمؤامرات التي حيكت ضد المسلمين في الاندلس هي تحاك الآن ضد الدول الاسلامية ، حيث بدأ الغرب مؤامرة تقسيم الدول الاسلامية منذ بداية القرن الماضي الى كيانات ضعيفة خلال الفترة الاستعمارية ، وما زالت هذه المؤامرة مستمرة الى يومنا هذا ، حيث توجد مؤامرة تقسيم العراق الذي دمرت حضارته عن اخرها ، ونجحت مؤامرة تقسيم السودان الى شمال وجنوب ، وما زالت مؤامرات تقسيم جل الدول العربية الاسلامية مستمرة الى طوائف باثارة النعرات والعصبيات بين مختلف الأقليات والطوائف التي تتكون منها الدول الاسلامية ، تحت عدة ذرائع مثل الاستقلال الذاتي ، او تقرير مصير الشعوب …الخ ان المؤامرة على الدول الاسلامية خطيرة جدا ، لأن الهدف الاساسي منها هو تمزيقها الى دويلات ضعيفة هجينة ليست لها سلطة القرار ، ولا قوة الحكم ، ولا قوة التسيير ، دولا قزمية ستصبح عبارة عن دمى في ايدي الغرب ، الغرب الذي يتوحد يوما عن يوما ، الغرب الذي يستجمع كل قواه ، وكل اطرافه ليشكل قوة اقتصادية ، وتكنولوجية ، وصناعية ، وحربية هدفها الاساسي مسح الدول الاسلامية القوية من الوجود بتفكيكها وتفتيتها …
فعلى قادة الدول الاسلامية ، وعلى الشعوب الاسلامية ان تكون في مستوى المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة ، وعلى الشعوب الاسلامية ان تكون واعية بخطورة المؤامرات والدسائس التي تحاك في صورة مظاهرات ، او حراك ، او احتجاجات ، ظاهرها المطالب الاجتماعية ، وباطنها تنفيذ المؤامرات الغربية ضد وحدة الشعوب الاسلامية ….
Aucun commentaire