إذا لينا سئلت بأي ذنب قتلت VIDEO
أحمد الجبلي
في ربيعها الثالث، وفي عمر الزهور وبعدما بدأت تتفتح لتتعرف أكثر على عالمها الصغير، وتبدأ في إدراك الأشياء والتمييز بين خيرها وشرها والجيد منها والرديء، يأتي مجرم متهور ويجهض هذه الزهرة البريئة من أن يستمر نموها، ويستمر فهمها وإدراكها، فيوقف كل شيء، حيث لم تعد لينا تتنفس هواء هذه الأرض، ولم تعد تذهب للمدرسة حيث تمرح وتلعب وترسم وتكتب خربشاتها المعهودة، لم تعد تسمع اسمها وهو ينادى به عليها فتلبي النداء باسمة ضاحكة بين زملائها،
لينا بكل اختصار ماتت، أي ما عاد لها وجود بيننا، لأنها اقتلعت اقتلاعا بشعا من بين أحضان والديها، وذنبها الوحيد أنها عاشت في زمن الحرب حرب لا كالحروب، حرب عجزت جميع المخططات أن تضع لها حدا، ولن يستطيع أحد أن يجعل هذه الحرب تضع أوزارها ولن نشهد نهايتها مادام في هذا الوجود متهورون وهواة اللعب بالنار، والمرح بالأرواح.
ماتت لينا لأنها لم تجد من يؤمن حيها لتمرح فيه أو يؤمن شوارعها حتى تسير في أرجائها، ماتت لينا لأنها لم تجد من يؤمن موقف السيارات الذي يركن فيه والدها سيارته عندما تبقى هي داخلها تنظر بأعينها الصغيرة بهجة الحياة وتقفز هنا وهناك بين المقاعد، ماتت لأن بعض الآباء طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فمنحوا أبناءهم الحق في فعل كل شيء الحق في امتلاك سيارات لمجرد اللهو ومن أجل إزهاق الأرواح البريئة، ومن أجل العربدة والتمظهر بمظهر الرجولة الفارغة التي يفتقدونها، ماتت لأن إدارات معينة منحت هؤلاء المتهورين رخص السياقة ولم تستطع سحبها لتهورهم لقلة حيلتها أمام أباطرة المال والأعمال.
لنقر بأن هذا المجرم قد قتلنا جميعا بقتله للينا، وإذا أراد أحدنا أن يتذوق مرارة الألم الذي يعتصر قلوب هؤلاء الآباء فعليه أن يضع نفسه في نفس هذا الموقف، وسيعلم حينها بأنها جريمة لا تغتفر، وأن على الهيئات المختصة أن توفر الأمن في البلاد وتضرب من حديد على أيدي هؤلاء المتهورين، وأن تأخذ بعين الاعتبار شكاوى المواطنين قبل فوات الأوان، لأن شكاوى ومقالات سابقة سبقت ونبهت لخطورة تلك العربدات المتهورة التي كانت تزعج الساكنة وتوقظ الناس من النوم، والتي كانت تجعلنا بمجرد سماعها نضع أيدينا على قلوبنا ونحن نطلب اللطيف، لمعرفتنا بأن هذا التهور حتما سيؤذي إلى كارثة. وها هي الكارثة قد وقعت،
وإن كان الأوان قد فات، وبعدما وقع ما وقع، طالب البعض باعتقال المتهورين والسائقين بسرعة فائقة، وأصبحت الدوريات في مثل أوقات العربدة تقوم بدورها، ولكن هل كان لابد لهذا الحي أن يقدم ابنته المحبوبة البريئة لينا فداء وقربانا من أجل أن تتخذ هذه الإجراءات كلها؟ ألم يكن حريا بهذه الإجراءات أن تتخذ ولينا حية ترزق وتلعب وتمرح وتبقى في سيارة أبيها دون أن يفزعها متهور أو يزهق روحها مجرم؟
1 Comment
لا حياة لمن تنادي والله هاد شي بزاف. وما تحسبوش بأنكم بتجاهلكم أنكم غير معنيين بهذه الكوارث. حتى انا كنت بحالكم حتى كنت على وشك فقدان ابني عندو 9 سنين عندما دهسه سائق طاكسي متهور ما يشوف غير لبلايص بحال شي وحش. ولكن المسؤول الأول على هذا الشيء هو السلطات الأمنية لانها على علم بما يقع في أزقة وجدة. راه وجدة صغيرة ماشي باريس أو لندن. إذا ماعرفينش نوريكم: سيروا أمام حديقة لالة عائشة مع ذيك 6 ، مع طريق جرادة مع طريق سيدي يحي …. شوفو صحاب الدراجات النارية أمام زيري بنعطية وثانوية الرياض الخاصة ابتداءا من الساعة الرابعة …. أما مع طريق الجامعة فحدث ولا حرج. انا ما عرفش علاش باقي البراجات فيكس فالدخلات الشمالية والغربية للمدينة في حين الروينة في المدينة الداخل ونزيدكم الرادار دايرينو باش يصير بيه الناس إلي يجريو 50 في طريق ميترو والمجرمون يجريو 120 في طريق الجامعة