فوضى خلاقة أم مقابر الشعوب
لقد انسانا انهيار المعسكر الشرقى…وتحول العلاقات الدولية من ثنائية القطبية إلى قوة واحدة تقود العالم ألا وهي دولة الولايات المتحدة الأمريكية. .الرائدة عالميا برأسمالها المتزعم للعالم الإمبريالي، الذى لا تهمه إلا مصالحه الآنية خاصة. .إستعدادا لتنفيذ استراتيجيته المبنية على الغزو والحروب بل وحمل الدمار لكثير من شعوب العالم منهم من لا تزال جروحهم تسيل دماء وحالتهم تنطق بالفقر والجوع …ومنهم من تشرد و نزح خوفا من الفتك والدمار ولا تزال تعاني من ويلات اللجوء القسري والغربة القاسية..بعد أن كانت تنعم بالسلم والطمأنينة في بلدها…
إن الآلة الرأسمالية بقدر ما تتطور ويصبح بإمكانها التحكم في وسائل إنتاج جديدة أكثر نضجا من سابقاتها في كثرة الإنتاج وجودة المردودية، بقدر ما تملي عليها غريزتها الوحشية التمرد على كل الأخلاقيات والأعراف والأديان. .فقط لأن نهم طبيعة الغول الرأسمالي الذى يسكنها لا يمكنه أن يستمر طويلا فى حالة الهدوء والسلم والسلام والسبب بسيط وهو أن هذه المفاهيم تعنى بالنسبة للرأسمالية الركود…والركود يصيب االتها كالصدأ ..
ولهذا فنحن نلاحظ عن قرب كيف تنتعش صحة الاقتصاديات الرأسمالية كلما اندلعت الحروب ودارت دواليب الصناعات الحربية وغير الحربية لتدر على خزينتها الأرباح الطائلة. ..
ومهما طالت حالة السلم والإستقرار التى تطبع العلاقات الدولية من حين لآخر. .فإن المغفلين فقط هم الذين يثقون فى دوام هذه الاستراحات التى ماهي في واقع الأمر إلا إستراحة محارب مصمم على كسب المعركة…مهما كان الثمن..
وبقدر ما تطورت الرأسمالية أكثر ، بقدر ما يصبح لديها الجرأة على على الإعلان عن نفسها من خلال ظهور روحها العدوانية. .في خلق المزيد من بؤر التوتر حول العالم..هذه البؤر التى تعد بحق بالونات اوكسجين بالنسبة لها…تعوضها عن فترات الركود والكساد. .والصدا والران. ..
أن المدهش ليس ما تعلن عنه الدوائر الرأسمالية من حين لآخر من نظريات جديدة ك » الفوضى الخلاقة.. »
ولكن المدهش فعلا ان تظهر الحكومات والشخصيات الوازنة عبر العالم اندهاشها من هذه النظريات وما تختزله من نوايا عدوانية… وكأني بهم قد نسوا او تناسوا او انطلت عليهم بعض الشعارات المرحلية
وكم تصدق هذه الملاحظة عن أبناء وطني..في الآونة الأخيرة الذين وقفوا مندهشين من انقلاب 360 درجة فى ميزان العلاقات الأمريكية مع بلدنا…وقد نسوا طبيعة العم سام التى لا تستقر على حال..هذه الطبيعة التى لم يخفها ابدا…وأن ليس في السياسة صداقة. ..بل هناك المصالح أولا وأخيراً
. ..
وكم تصدق هذه الملاحظة عن أبناء وطني..في الآونة الأخيرة الذين وقفوا مندهشين من انقلاب 360 درجة فى ميزان العلاقات الأمريكية مع بلدنا…وقد نسوا طبيعة العم سام التى لا تستقر على حال..هذه الطبيعة التى لم يخفها ابدا…وأن ليس في السياسة صداقة. ..بل هناك المصالح أولا وأخيراً. .
الفوضى الخلاقة …أم كاسحة أمبريالة عملاقة متحركة لا تبقي ولا تذر أثرا للأنظمة التقليدية خاصة منها العربية والإسلامية. .هذه الأنظمة التى تأسست بنيتها الفوقية على ركام من المعتقدات الدينية والنزاعات القومية والعرقية ..وبقيت متشبثة بها…بل واصبحت ثابتا من ثوابتها الوطنية…إلا أن الرأسمالية المتطورة والتى يفترض أن تتطور أكثر. .بل والا تعرف نهاية لتطورها…تلقى بعض العقبات وبعض العراقل المتمثلة فى الأفكار التى تحس وكأنها تحاصرها. ..هذه الإفكار التى لم تعد تساير التطور الحر والطبيعي للرأسمالية. ..
نعم انها الأفكار الدينية الإسلامية التى أضحت منذ سقوط الاتحاد السوفياتي تشكل العائق الأكبر أمام الإمبريالية العالمية لكي تمد أرجلها الأخطبوطية فى كل مكان وبدون عوارض …
ونظر لتصلب البنية الفوقية. .بل ولجمودها حسب الرؤية الرأسمالية إلى الدول الاسلامية…فإن الظروف تكون قد فرضت تعايشا او قبولا مرحليا ربما كان الهدف منه هو القضاء النهائى علىالنقيض الأهم الذى كان يشكله الاتحاد السوفياتي….بأفكاره الاشتراكية والشيوعية..وفى نفس الوقت تحريك بعض المواقف الإسلامية وتوريطها فى الأعمال الإرهابية. .وذلك حتىيقتنع الجميع بأن الإرهاب يأتى من الإسلام. .بل وأن الإسلام كتلة واحدة ليس فيه ماهو متطرف وما هو معتدل
وقد بدأ هذا المسلسل يتجسد على أرض الواقع منذ أواخر القرن الماضي بل وابتداء من هزيمة الاتحاد السوفياتي فى حرب أفغانستان…يمر بمراحل بدأت بالتشكيك فى الاسلام ثم اتهامه ثم الحكم عليه جهرا بملف ضخم ناطق بأبشع جرائم إرهابية شهدها العالم..حيث حل الإسلام رسميا محل النقيض الأهم فى علاقة امريكا مع العالم
…
وقد بدأ هذا المسلسل يتجسد على أرض الواقع منذ أواخر القرن الماضي بل وابتداء من هزيمة الاتحاد السوفياتي فى حرب أفغانستان…يمر بمراحل بدأت بالتشكيك فى الاسلام ثم اتهامه ثم الحكم عليه جهرا بملف ضخم ناطق بأبشع جرائم إرهابية شهدها العالم..حيث حل الإسلام رسميا محل النقيض الأهم فى علاقة امريكا مع العالم….
أن سرعة تطور البنيات التحتيةللانتاج الصناعي تحت تأثير الثورة الرقمية خاصة في مجالي الاتصال والإعلام، والتبني المنطقي للتكنلوجيا الحديثة من طرف الشركات وما أفرزت من وفرة الإنتاج الصناعي…جعلت سياسة التسويق المتبعة لحد الآن. ..تفقد بعض صوابها كلما اعترضتها عوارض..لتصب جام غضبها على كل ماتراه معرقلا لأنسياب سلعلها..
إن البنية التحتية المتطورة بهذه الدرجة تستدعي بالضرورة بنية فوقية أكثر تطورا وأنصياعا لتتمكن من مسايرتها فى تناغم تام…
كما نرى اذا ،فإن ما سمي بالعولمة ما هو في حقيقة الأمر إلا مرحلة متطورة من مراحل الرأسمالية الجشعة…هذه المرحلة التى قد تأخذ وقتا طويلا لاستكمال ملامحها ..
إذا فإن عرقلة أو مناهضة المصالح الأمريكية أو عرقلتها بصفة من الصفات مباشرة أو غير مباشرة..يشعل الضوء الأحمر على لوحة القيادة..لدى اللوبيات الأمريكية….. وبالأحرى لدى مراكز القرار فى هذه الدولة التى لا تعترف بأية ثوابت..ولا تحترم اية التزامات فى ما يجري حولها فى بقاع العالم..
.أن الولايات المتحدة الأمريكية. .بعد أن أشعلت نار الفتنة فى الشرق الأوسط وتركها تأتى على الأخضر واليابس. .وكلما رات انها ستخمد في مربع معين إلا وحركت دواليبها العسكرية والاستخبراتية لتزيد من عمر هذه النيران وبالا حرى لتتحرك عجلات الاقتصاد الامريكي الذى لا يحب الركود
وحتى تضمن استمراريةالفوضى الخلاقة فإنها بدأت تفكر جديا فى استعمال ورقة احتفظت بها منذ عقود وهي ورقة الصحراء المغربية. . التى ربما آن لها الأوان لتغير بواسطتها موازين القوى فى المنطقة. ..
ولعل لحالة جارتنا المريضة الجزائر دخل مباشر فى الانقلاب الأمريكي على المغرب… فإذا كانت خريطة الجزائر ستعرف تغييرا …وأن هذا التغيير سيكون بمباركة أمريكية. .فإن التغيير فى العلاقات مع المغرب تعد كالهدوء الذى يسبق العاصفة. ..وربما برقية مرموزة مفادها أن الذى سيطلب من المغرب ما هو الا ضريبة على الذى سيلحق بالجزائر
.
وحتى تضمن استمراريةالفوضى الخلاقة فإنها بدأت تفكر جديا فى استعمال ورقة احتفظت بها منذ عقود وهي ورقة الصحراء المغربية. . التى ربما آن لها الأوان لتغير بواسطتها موازين القوى فى المنطقة. ..
ولعل لحالة جارتنا المريضة الجزائر دخل مباشر فى الانقلاب الأمريكي على المغرب… فإذا كانت خريطة الجزائر ستعرف تغييرا …وأن هذا التغيير سيكون بمباركة أمريكية. .فإن التغيير فى العلاقات مع المغرب تعد كالهدوء الذى يسبق العاصفة. ..وربما برقية مرموزة مفادها أن الذى سيطلب من المغرب ما هو الا ضريبة على الذى سيلحق بالجزائر. ….
Aucun commentaire