هل هي سنة سعيدة حقا 2016؟
قال أبو الطيب المتنبي الشاعر العربي رحمه الله مهموما محزونا مغموما ومغبونا كالهموم و الحزن و الغم و الغبن الذي تحس به و تعيشه الفئات التي تعيش على وقع جلاد ارتفاع الأسعار و الغلاء الفاحش:
عيد باية حال عدت يا عيد بما مضى ام لامر فيك تجديد ؟
و قال أيضا:
يا ساقيي. أخمر في كؤوسكما آم في كؤوسكما هم و تسهيد؟
تحل السنة الميلادية الجديدة و فيها إعلان بالهموم و الغبن و بالزيادات في ثمن السكر مع بداية السنة كما أعلن ذلك رأس الحكومة مرارا و تكرارا. و تحل السنة الجديدة و فيها إعلان عن الزيادة في ثمن استهلاك المواطنين للكهرباء و الماء،ناهيك و بدون نسيان التلاعبات في احتساب فاتورات الاستهلاك خلال دورة، مما يجعل المواطن يدخل طوعا أو كرها في الذين تطبق عليهم التسعيرة الجديدة. لان الحساب و طرقه الملتوية لا يعرفها إلا أهل مكة الطيبون .
و لولا سقوط و انهيار أثمان البترول و الغاز عالميا لزادت الحكومة الرشيدة في أثمانه وهي التي لا تبالي بالشعب المسحوق على أمره. فلقد حذرت وقررت و هيأت الشعب نفسيا مرارا و تكرارا إلى هذه الزيادة في ثمن غاز البوطان لولا الألطاف الإلهية و بوار هذه المادة في الأسواق العالمية. و رغم هذا الانهيار في أسعار المحروقات في السوق العالمية إلا أن المواطن لم يشاهد انهيارا في ثمن غاز البوطان و لا في أثمان الكازوال و البنزين في أسواق و محطات بيع البنزين. و كأن قدرنا أن نؤدي ما بذره المسئولون عن شركة لاسامير بإغراقها في الإفلاس و القروض والضرائب. كما حدث هذا أيضا للوكالة المستقلة للماء و الكهرباء التي عمل المسئولون عنها على انهيارها و إفلاسها نتيجة سوء تدبيرها و اغتصاب أموالها.و لان مسئولوها من الحيتان الكبيرة و العفاريت و التماسيح فان سعادته لم يستطع أن يناطح السباع فتوجه نحو النعاج ليسلبها حليبها و لحمها و شحمها إن توفر.و هو السيد الملتحي الوقور الذي لن يتكلم إلا بالدين في الصباح و المساء و عند القيلولة، و يسبح و يستغفر ، و يتغذى بالدين و يتعشى على آلام المواطنين و أوجاعهم…ولم يعمل سعادته طيلة مدة استوزاره بالنصيحة التي هي من الدين ( و ابتغ في ما أتاك الله الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك و لا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) سورة القصص الآية 77.
فهل بعد هذا المكر سنقول لأنفسنا سنة سعيدة يا أنفسنا؟
Aucun commentaire