M 2 « الصهيونية »  ضد الصحراء المغربية

أحمد الجبلي

لست أدري لماذا لم يلتفت أحد لتصريحات الدكتور المهدي المنجرة رحمه الله عندما اعتبر دوزيم قناة صهيونية بامتياز، ولو تم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هذه القناة التي ظلت لمدة طويلة وهي تمول من جيوب الشعب المغربي، لما رأيناها تنشر فيلم لائحة شندلر الصهيوني الذي ينشر التعاطف مع يهود الهولوكوست البولنديين الذين تم إنقاذهم إبان الحرب العالمية الثانية, ولما تم نشر العديد من أفلام أخرى لبني صهيون ماجنة وجنسية ضدا على عقيدة وتوجه المغاربة، ولما تجرأت على أن تهزأ بأرواح المغاربة التي أزهقت السنة الماضية بعد كارثة الفيضانات، فكيف يعقل لقناة يمولها الشعب أن ترقص على جراحه على نغمات الطرب الشعبي، وسهرات المطربة  صباح، تعاملت هذه القناة مع النكبة وكأنها من كوكب آخر،أو كأن  لا علم لها بما أصاب المغاربة من حزن عميق لفقدان أقرب الناس إليهم.

وكما عبر القيادي في حزب العدالة والتنمية الدكتور عبد السلام بلاجي عن هذه السهرات الدوزيمية قائلا:  « تقول لكم دوزيم: أيها المغاربة، موتوا بحزنكم ونكبتكم وغيظكم، إن لم ترضوا بالطرب المغربي المباشر أعطيكم الطرب الشرقي غير المباشر، المهم أن أنغص عليكم في هذه الأيام الحزينة، و »أقلي » لكم السم، وأزيد في حزنكم بالمباشر وغير المباشر« . 

ربما نقبل كمغاربة أن ترقص قناتنا على جراحنا، وربما نقبل أن تديع ما شاءت من سهرات لأننا سندير الصحن في اتجاه القنوات التي تحترمنا وتحترم عزاءنا، وربما قد نقبل منها أن تنشر أفلام الخمور وسهرات العري في شهر رمضان المبارك لأن الصيام عندنا صار هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج و قناة دوزيم الشيطانية,

ولكن الذي لا يمكن أن نغفره نحن كمغاربة هو أن تأتي  قناة   » بني صهيون  » ، في الوقت الذي نحن مجندون وراء جلالة الملك ورئيس الحكومة وكل الفعاليات السياسية وغير السياسية من أجل الدفاع عن قضيتنا الوطنية، سواء ببعث وفود سياسين إلى السويد، أو بالدعوة إلى مقاطعة جميع المنتجات السويدية، وبالاحتجاجات عند أبواب السفارات والمراكز السويدية في الداخل والخارج، تأتي قناة دوزيم لتطعننا كمغاربة في الظهر بنشرها إشهارات لشركة إيكيا داعمة للنهج الانفصالي اللقيط، ومدافعة بشكل غير مباشر عن دولة السويد والبرلمان السويدي والمتطرفين على رأسهم العنصري هانس كوريل.

في الأمس القريب، نشرت قناة دوزيم خريطة المغرب معزولة عن صحرائنا في برنامج رشيد شو ماي 2014

، ورغم تعالي نداءات المحاسبة والضرب من حديد على يد قناة تخوننا يوميا وتخون الوطن، لم تتخذ أية إجراءات ضد هذه القناة المشؤومة الدخيلة، ولعل هذا التساهل معها والتماطل في اتخاذ إجراءات صارمة في حقها من جعلها تستمر في التنكيل بنا نحن المغاربة والتنكيل بوحدتنا الترابية التي نفديها بأرواحنا،

وحتما، إذا استمر هذا التماطل وهذا الجبن في التعامل مع قناة بني صهيون فسنتلقى المزيد من الضربات، وما على المغاربة إلا أن يصبروا أو يرفعوا أكف الضراعة إلى الله تعالى القادر على دوزيم وعلى مموليها من بني صهيون أن يشتت شملها وشملهم ويمزق صفها وصفوفهم وأن يجعلها ويجعلهم عبرة لغيرها وغيرهم.