في نهاية الحرب تقتسم الغنائم. و في الليلة الظلماء يفتقد البد
تنتهي الحروب دائما و على الأغلب الأعم بمنتصر و منهزم.كما هو الحال في المباريات الاقصائية.
في المباريات الاقصائية تتحارب (و إن كانت هذه لعبة) الفرق الرياضية من أجل الحصول على الغنيمة و هي الكأس.أما في الحروب بين الدول، فالغنائم اكبر:احتلال للأراضي بما فوقها و ما تحتها ،و استيلاء على الوديان أو الأنهار الموجودة فيها و كذلك البحار المطلة عليها و ما تحتويه من ثروات(الأسماك و المعادن النفيسة من الذهب الأسود و كل الألوان و غيرها). والانتصار في الحروب هو سبي للنساء(ما ملكت أيمانهم ( و سجن للرجال وإذلالهم و استعبادهم أو قتلهم،و سطو على الأموال و الممتلكات و الأراضي و المزروعات.
ذلك ما تفعله الجيوش المنتصرة بعد انتهاء الحرب.و ذلك ما فعلته إسرائيل بالأراضي العربية.
الحملة الانتخابية هي شكل آخر من الحروب،تستعمل فيها الحرب الإعلامية و الحرب السيكولوجية و الحرب الكلامية (الخطابية و الدعائية التي تقوم بها النساء في الأسواق و الحمامات، و يقوم بها الرجال في المقاهي و المساجد و المدارس و الأسواق أيضا).
انتهت الحملة الانتخابية(الحرب الانتخابية) و أفرزت المنتصرين(الغالبون) و المنهزمين( المغلوبون) الذين لم ينالوا إلا الفتات من هذه الغنائم و من هذه الحملة.وأفرزت كذلك منهزمين شر هزيمة ،وهزيمة نكراء شنيعة:او هزيمة مذلة .لأنهم خرجوا من الحرب بخفي حنين، و بلا فول و لا حمص و لا بلح اليمن،أي باختصار: بالجعجعة و ليس بالطحين.
انتهت الحملة الانتخابية بمنتصرين انتشوا بانتصاراتهم.و الوعود التي قطعوها على أنفسهم، محاها كلام النهار(كلام الليل يمحوه النهار).فوعدوا و توعدواوأقسموا …و عندما أصبح الصبح ندموا،و تنكروا لوعودهم….فأصدقاء الأمس أو الإخوة، أصبحوا بعد الحرب أعداء، و أعداء الأمس أصبحوا إخوانا. » و تلك الأيام نداولها بين الناس » صدق الله العظيم…
الآن فقط يقتسمون الغنائم،و يعقدون أحلافا،و يتنافسون على المناصب العليا لاحتوائها على صناديق كبيرة .لأجل هذا، تباع الأخلاق و النزاهة و الصدق و العدالة و الشفافية و الزهد و التصوف و المصلحة العامة في أسواق الفقراء فقط. فمن يشتري؟ لا أحد… لعلها سلعة بائرة و عانس أيضا لا تجد من يقبل عليها إلا المغفلون أمثالنا…انه الزمن الرديء كما يقول الصحافيون.
و في الغنائم حديث ذو شجون حبذا لو أدخلونا ،أو ادخلوا المصورين بكاميراتهم إلى دهاليز السياسة و آبارها العميقة حيث يجثمون هناك يمارسون الابتزاز على بعضهم بعضا.فالغنائم ما شاء الله كبيرة،و الأيادي التي تمتد إليها طويلة.ولا وجود هناك للشعار » العين بصيرة و اليد قصيرة. » بل العين بصيرة و تسلط حدقتها في جميع الاتجاهات كما تفعل عيون بعض السحليات( نوع من الزواحف) و اليد طويلة،يحميها و يشد أزرها لسان سليط كالمنشار الكهربائي .
فتبارك الله أحسن الخالقين، وما شاء الله قدر و ما شاء فعل، و لا حول و لا قوة إلا بالله عليكم أيها المنتخبون ،اللهم لا حسد،فعين الحسود فيها عود يا أهل الله.نتمنى لكم مزيدا من الغنائم، »فارتعوا و تبرعوا و تمرغوا في النعيم و تفششوا و تقلشوا »( اعتذر عن هذه اللغة العامية البسيطة، لأنها لأهلنا البسطاء الفقراء و الحكماء، الذين اسكن بجوارهم)… فالرزق كثير و نعم الله عليكم لا تعد و لا تحصى،فهاتوا حميركم و بغالكم وأحصنتكم و جمالكم و قوافلكم… لتحملوا عليها الغنائم…
و إلى غنائم أخرى في السنة المقبلة(الانتخابات التشريعية)…فاعدوا لها ما استطعتم من قطارات و بواخر.فالمسؤولية موجودة والمحاسبة مفقودة،و القانون « من اين لك هذا » عفى عنه الزمن،و اصبح من التاريخ او في مزبلته…. >>>>>>>>>>>>>
ملحوظة: المستشارون الصغار عليهم بالعمل و امضاء وثائق المواطنين تلك غنائمهم،و علينا الدعاء لهم بالعافية و الصبر على المحن و طول العمر…
1 Comment
merci monsieur kaddouri et merci oujda city