أعداء الامس قد يصبحون اصدقاء اليوم
انتهت الحملة الانتخابية بما لها وبما عليها.ووزعت المناشير و هتف اصحاب السيارات عشية يوم الخميس و هم في اخر لحظة من الحملة الانتخابية ،يمرون على بعض الازقة وهم يصدرون المنبهات من سياراتهم كانهم في موكب العرس.انها الطلقة الاخيرة لجندي في المعركة،ليعلن عن نهاية الحرب الباردة و الساخنة في نفس الوقت.
و تبادل المرشحون من احزاب مختلفة التهم و الاشاعات و السب و القذف و التحريض ضد بعضهم بعضا…و لكنها السياسة ،قد تبدو لنا حالة غير طبيعية،و لكنها في غاية الحالة السليمة بالنسبة للسياسيين: »في السياسة لا عداوة دائمة و لا صداقة دائمة ،و لكن هناك مصالح دائمة » انها مقولة السياسيين الغربيين.و شعارهم المصلحة اولا و المصلحة اخيرا.(طبعا المصلحة لبلادهم و لشعوبهم)…
اعداء الامس (احزاب:العدالة و التنمية و الاستقلال و الاصالة و المعاصرة و الاتحاد الاشتراكي) من يدري قد تجمعهم حكومة واحدة؟؟.كما جمعت العدالة و التنمية بحزب الاستقلال في المرحلة الاولى؟و في المرحلة الثانية العدالة و التنمية و حزب الاحرار؟…
اصدقاء الامس قد يصبحون اعداء اليوم،و العكس صحيح ايضا…قد نرى غدا حكومة مؤلفة فقط من حزب المصباح و حزب الجرار؟ما المانع من ذلك؟ انها السياسة:كل الطرق مؤدية الى روما (الحكم و السلطة و الجاه و المناصب و المكاسب و الغنائم يسيل لها لعاب النساك و المتصوف و الزهاد) ، لهذا كل السبل مشروعة في سبيل الهدف (نظرية ميكيافيلي في الحكم) و يجب الاقتناع انها مشروعة وخاصة من يتهافت على المناصب و المغانم. و يقول المثل الدارجي المغربي من اهلنا البسطاء/ والذي ساحاول ترجمته الى لغة الكتابة( ما عوى ذئب في سبيل الله)
اخيرا اقول مستنتجا ان لا اخلاق في السياسة.و على الذين يلبسون معطف الاخلاق ان يبتعدوا عن السياسة،فهما عدوتان لدودتان.و قد قال اهل المنطق السليم(المنطق كشعبة من شعب الفلسفة):النقيضان لا يجتمعان معا و لا يرتفعان: واحد منهما هو الصحيح او هو الحقيقة… .الاخلاق قاعدتها المبادئ و السياسة قاعدتها المصالح.المبادئ ثابتة لا تتغير،و السياسة كائن متحول، يتغير بتغير المصالح.
فاين تجد نفسك يا مواطن؟؟
Aucun commentaire