الثوابت الثوابت أهل المغرب …كيف تهدم مجتمعا (للأغبياء)
الثوابت الثوابت أهل المغرب
كيف تهدم مجتمعا (للأغبياء)
حتى تهدم مجتمعا فلا شك ان اهم شيء يمكن ان تنقضه هو هويته. فمجتمع بلا هوية هو مجتمع ذليل سليب يمكن ان يقبل خانعا راكعا كل ما يملى عليه.
هي حرب قد بدأت منذ زمن على بلاد المسلمين و لا تزال رحاها قائمة. و ما بلادنا ببعيدة عن وعثائها. بدءا استهدفنا في لغتنا العربية باعتبارها احدى لبنات هذا المجتمع لنجد مخبولا يقول باعتماد الدارجة بدلا منها في سلك التعليم و التعليم منه و من أهله براء ليخرج علينا بعض من استوزرناهم و الذين لم يجدوا حرجا و هم يصرحون بأنهم يشعرون بالغثيان حين ينطقون بها فتقدم لنا قناة وطنية و في شهر رمضان سلسلة خاسرة خسران أصحابها يمثلون فيها بالعربية أشنع تمثيل و يذبحون الضاد من الوريد الى الوريد و يستبيحون شرفها و نحن عنهم ساكتون. و كل هؤلاء يعلمون كما نعلم أن وأد العربية إنما هو وأد للغة القرآن و أن المراد ليس حربا على لغة بل هو أشد وقعا و أبعد مرمى.
حتى تهدم مجتمعا ينبغي أن تحيد عمل الدعاة و تخلي المساجد فقد دأب الأئمة على الخوض في غير ما يهم الأمة حتى لكأن المرأ يخال أن المساجد ليست من المجتمع في شيء و تلك علمانية نطبقها دون أن نقر و الهدف منها فصل الدين عن الدولة بل و عن الناس و يرى الأئمة المنكر و لا يغيرونه و ذاك خطب جلل. و في انتفاء خطاب ديني يهم العبد فإن مصيره التيهان بين ما يقوله الشرع و بين ما يبصره بالشارع و حين يتجه للمساجد و يسأل الأئمة فلا يلفي الا صدودا و أبوابا موصودة اذاك يبحث عمن يجيبه عن الأسئلة العالقة لديه و عمن ينتصر لما يخامر فكره و هنا نكون قد سلمناه لتجار الدين يفصلون له حسب هواهم و يعلمونه من الدين ما يحبون.
حتى تهدم مجتمعا يجب أن تغيب كل ما يجر الى التناصح و الدعوة إلى المعروف. فقد أضحينا نرى الفسق و الفجور حيثما نولي وجوهنا و لا نحرك ساكنا لأن ذلك قانونا من مهام الدولة و حين لا تفعل الدولة شيئا حياله فإن ذلك مدعاة لاستباحة المزيد و هو ما يأتيه أهل التحرر و الخلاعة
حتى تهدم مجتمعا يلزم أن تخوي أفئدة الرجال من رجولتها و أن تميط عن النساء الحشمة و الوقار فينتشر العار انتشار النار في الهشيم و يصير من عوائد المجتمع و تقاليده. و حين ذلك فإن كل ذي نخوة سيبحث عن سبيل آخر لاستردادها و لو كان فيه مقتله.
حين يفرض عليك و أنت المسلم الأبي أن تتقبل أن تصور أفلام بورنوغرافية بسيقان و صدور عارية مغربية و تسمع من الكلام الداعر ما لذ و طاب تحت مسمى الفن و الإبداع و تشخيص الواقع و تذعن و أنت الرجل الرجل لمطالب من يريد للرجل أن يجامع الرجل و يقبله على مرأى منك و من أهلك و الا غدوت رجعيا هاضما للحريات و لا يضيرك شيء و أنت صائم في رمضان أن ترى من يفطر دون عذر و من تكشف عن مفاتنها و تعري حياءها بتعلة الحرية الشخصية و حقوق الانسان فلا شك أن الزمان غير الزمان و الناس غير الناس
حتى تهدم مجتمعا يكفي أن تسلط عليه أشباه الحكومات و أشباه الأحزاب و أشباه المنظمات الحقوقية كما أشباه المفكرين و الفنانين فيجتمع الفاسد بالكاذب و الطماع و يعيثوا في العقول و الحقول نهبا و خرابا
كيف يعقل في مجتمع مسلم تسيره حكومة مسلمة أقصى ما تنويه السير بالولاية الحكومية الى منتهاها أيا كانت الخسائر و التنازلات حتى و لو تخلت عن دينها و دنياها و لا تجد حرجا في تمويل مهرجان للغناء و الفحش بالملايير ما يلبث مدعووه من مغنيي الحانات و المواخير أن يسبونا و أهلينا و يلعنوا بلدنا عوض أن تبني طرقا لفك عزلة مناطق كاملة و مستشفيات و معامل نحن أحوج ما نكون اليها فأين الموازين يا أهل العقول؟ حكومة يشهد لها القاصي و الداني انها رعت الفساد و أهلكت العباد و تاريخها مفضوح كلائحة الفضائح التي تناسلت لمرورها « عفو عن المفسدين، كراطة، شوكولاتة، سرير، عري، تسريبات… »
مشهد تؤثث فضاءه السياسي احزاب تدعي الدفاع عن الهوية الاسلامية و لا تتورع عن المطالبة بتقنين الكيف و السماح بالإجهاض و لا تتوانى عن الانتصار لفناني العهر و الدعارة و دينها و ديدنها انتخابات تكسبها و جماعات تحررها من قبضة حزب عدو. مجتمع تنخر جسده جمعيات برقوقية أكثر ما تنشد الاستحواذ على دعم الداخل و الخارج و ترفع بيارق لقضايا عبثية هادمة و تنافح عما يندى له جبين كل مسلم حق من قبيل « ما صايمينش و صايتي حريتي و مثلي و افتخر » حتى صرنا محط هزء الصديق قبل العدو بدل ان تنظر هذه الكائنات الحقيرة الى هموم الشعب و بؤسه و السبب بسيط ان ما يعني الشعب لا يجلب دعما لكن ما يهلك الحرث و النسل فهو مدر للعطايا و الهبات
ضف الى ذلك كتابا و مفكرين و فنانين لا يحملون من الأفكار غير الاسم يبيعون الأصل و الفصل لأجل أن يصنعوا لهم اسما و يذبحون الفكر و الفن ليحيا و يسمو العهر في تنافر واضح و قيم المجتمع ففيهم من يصرح علانية بممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج خلافا للاعراف قبل الدين يبارك جماعه الداعر الاله ياكوش و منهم من يبيح الزنا لامه و اخته و ذويه و فيهم من لا يجد حرجا في أن يتعرى و يأتي فعل العاهرات باسم الفن فكيف بعقول الضحالة أن تبني مجتمع الأصالة؟
و حين يتحرك فؤاد الرجال و تغلي نفوسهم و تشرئب الى الكرامة و نبل الخلق و سليم القيم يقحمهم كتاب العهر تحت طائلة الإرهابيين و الظلاميين و الدواعش فإما أن نكون منهم او ننتسب إلى داعش و هي تعويذة يلجأ اليها نظار الفساد كلما حاصرهم الحق ليهب الجميع لنجدتهم و يصيرون و هم الفسدة الفجرة الآثمون اصحاب الحق و الضحايا
حتى تهدم مجتمعا يكفي ان تضيف الى الخلطة اعلاما عاريا يقدم لك في بيتك و انت بجوار العيال و ام العيال خصرا دائريا و نهدا عاريا باسم الغناء و الطرب و لا يستنكف صحفيوه عن الدفاع عن الدعارة و المثلية و يجرمون كل من تعرض لهما بسوء فيلبسوا العاهرة ثوب الحمل و المثلي طاقية القديس و الشريفة العفيفة أشكال الرجعية و الرجل التقي الورع المنافح عن الحق لباس المجرم الإرهابي الظلامي الداعشي.
حتى تهدم مجتمعا يتوجب أن تهلك تعليمه و تلقن فلذات الأكباد ما لا ينفع البلاد و لا العباد فينقلب حفيد بوكماخ إلى بوكلاخ. و تعليمنا صار يستقبل براعم ليصنع منهم كوارث. فتلاميذنا ليسوا بالعلميين و لا بالادبيين و قد استحال توجيههم الدراسي أزمة تنضاف الى أزمات قطاع التربية و التعليم. جل مدارك هذا الجيل أسماء لاعبين و فرق ليتها كانت مغربية و أقصى كفاياتهم و كفاءاتهم أساليب مبتكرة للغش.
و ان حربا كالتي نعيش هدفها النيل من هويتنا و بلدنا لا يمكن ان يتصدى لها الا مغربي مسلم مثقف و واع بما يحاك ضد هذا البلد العزيز لكن و التعليم على حاله يكاد الامر يبدو محالا ما لم تتدخل الدولة و ما تبقى من أهل فكر و دين للذود عن ثوابت الأمة.
و الحال على ما هو عليه فإن الحل من وجهة نظري يكمن في صياغة منظومة للقيم خلفا للتي أضعنا. منظومة جديدة نحن في أمس الحاجة اليها بناء على هويتنا العربية الامازيغية الاسلامية ، منظومة يعاقب كل من يتجرأ على النيل منها و تتكفل الدولة وحدها برعايتها و يساهم المواطن في مراقبتها و رحم الله فقيد الأمة الحسن الثاني حين قال : » إذا كان المقصود بالحداثة القضاء على مفهوم الأسرة وعلى روح الواجب إزاء الأسرة ، والسماح بالمعاشرة الحرة بين الرجل والمرأة والإباحية في طريقة اللباس مما يخدش مشاعر الناس ، إذا كان هذا هو المقصود بالحداثة ، فإني أفضل أن يعتبر المغرب بلدا يعيش في عهد القرون الوسطى ، على ألا يكون حديثا « كلمة يجب أن نستحضرها و وصية يجب أن نأخذ بها و نعض عليها بالنواجذ.
ما نحتاجه هو عودة للثوابت : مغرب مسلم في ظل نظام ملكي. ثوابت لطالما صدحت بها حناجرنا و نحن نردد نشيدنا الوطني. و أكيد أن ما يعتبره أهل الهامش و العبثيون حراكا و نضالا و نشاطا و حداثة لا يعدو أن يكون بعدا عن الثوابت و قتلا للهوية المغربية الاسلامية التي نرجو من الله الا نحيد عنها ما بقيت حياة.
Aucun commentaire