لافتة الأربعين !
صف لي شعورك بعد إدراكك الأربعين؟
فجأة أدركناها..أتينا إليها مكرهين
كنا صغارا تراودنا أحلام البالغين
ثم بلغنا فدخلنا نوادي المجانين
شقينا وتُهْنا ثم عدنا إلى الله راغبين
ثم هرعنا إلى الزواج فعشنا حياة الراشدين.
طيب ! أوجزت مسار عمر فماذا عن المشاعر؟
تتزاحم بذهني الخواطر .. أجدني حائر !
واختلطت بداخلي المشاعر !
استلمت نفسي قديما فطاب عيشي
ولا أدري متى وكيف تبلى السرائر
لا أجزم إن كنت قادرا على إرجاعها
هل أُسْلِمها في زمة الأوائل أم الأواخر
ذهلت من قوة أخذها بناصيتي إلى الحياة
أرهقتني من فرط افتتانها بالجمال
دوختني إذ شَعَّبَتْ بي كل المعابر.
لطالما رمتني في المهالك واستقدمت
إلى مَدائِني الكبائر.
خبرتها .. قاومتها.. عشقتها
ولم تنل من عَزْمَتي إلا الصغائر.
حسبك فقد أغرفتنا مشاعر ! فهلا أخبرتنا عن المقابر ؟
حديثي طوال عمري يجاوز رقائق المقابر
ومالي وأحوال السكون !
أجدير بأمتي المكوث بأرض تَمُور
لتأتي جل العبادات وتُنهي كل الشعائر؟ !
أيستقيم بأمة الجمال أن تجرفها مجاري
الرَّجِيعِ وتُنْهَك من فيض الدماء والمجازر ؟ !
قل بصدق وقد أدركت الأربعين..
أتريد البقاء أم تريد أن تغادر؟ !
لا هذا ولا ذاك
أرغب أن أقف أنا وعمري عند الأربعين
أنظر إلى شباب العشرين قادمين
إلى رياضنا راغبين
نغني لحب يغيض كل الحاقدين
نقطف أزهارا ما ذقنا بعد رحيقها
نعيد مجدا سُرِقَ
في عَتْمَةٍ من حوزة الصالحين
حينها لا أبالي إن جاءني الموت توا
أو توارى تمجيدا لأرواح الخالدين.
Aucun commentaire