لماذا فشل أجدادنا في استرجاع سبتة ومليلية؟

الأستاذ والمؤرخ العربي كنينح يبحر في التاريخ ويقف عند مكامن الخطأ

فاطمة بوبكري

إبان الندوة التي جرت أطوارها يوم السبت الماضي 2 فبراير الحالي, برحاب غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بوجدة , سافر الحضور النوعي الذي حضر إلى هذا اللقاء في سياحة ممتعة عبر التاريخ قاد سفينتها الأستاذ العربي كنينح ,واستأثر باهتمام الحاضرين الذين شدوا إليه الانتباه إلى آخر لحظة.

فاهتماما بقضية وطننا الترابية وطلبا لتنوير الرأي العام بهته القضية وعلى رأسها سبتة ومليلية والجزر الجعفرية, ونتيجة لضعف الإلمام بالجوانب التاريخية والسياسية المتعلقة بهته القضية ارتأت الجمعية المغربية للصحافة الجهوية أن تنظم يوما دراسيا متكاملا خصصت صبيحته للندوة العلمية الهامة , فيما شهد المساء تكوينا خاصا بتقنيات الكتابة الصحفية لفائدة الجرائد الجهوية ومراسلي الصحف الوطنية من وجدة وذلك تحت إشراف الأستاذ احمد افزارن وقد حملت هته الدورة اسم الاعلامي المرحوم محمد بنهرى, على أن تعمم على باقي المدن المغربية , بهدف النهوض بالمستوى المهني للمشتغلين بالحقل الإعلامي وللإشارة بلغ عدد المستفيدين ما يقارب40 مستفيدا حصلوا بموجب هذه الدورة على شواهد.

لقد أكد السيد كنينح أن الهفوات والأخطاء التي وقع فيها أجدادنا والتي تعكس تعاملهم العاطفي مع الأحداث جعلهم يقعون في فخ المكائد والزلات وهذا مايفسر التاريخ الدوراني للأمم العربية خلافا لأوربا التي تمشي خطوة بخطوة.

إذن في سنة 1956 خريطة المغرب السياسية المسترجعة لم تمثل سوى خمس خريطة المغرب التاريخية والسياسية, أين هي باقي الثغور المغربية؟ إن المغرب كان محاصرا من طرف الإمبراطوريات المحيطة ففي سنة 1456 عندما سقطت مدينة القسطنطينية على يد محمد الفاتح كان هذا حدثا مدويا تسبب في فرار عدد ضخم من العلماء القسطنيطينيين بكتبهم ومخطوطاتهم واستقرارهم في المدن الايطالية , وقد استرسل السيد كنينح أن تاريخ احتلال سبتة كان هو 1415من طرف البرتغال وليس من طرف الأسبان كما يعتقد الكثيرون ,إذن وضعية المغرب كانت متدهورة بحيث كان هناك صراع بين أبو سعيد المر يني وعبد المجيد أبو حسون,وبعدما وصل فاسكو دي كاما سنة 1478الى الهندابان الاكتشافات الجغرافية وما عرفته المرحلة من توثرات احتلت البرتغال جميع المنافذ المغربية 1415سبتة, 1485القصر الكبير,1471 طنجة و أصيلا, 1481اسفي , 1486 ازمور, 1487العرائش , 1502البريجة أو الجديدة ثم مدينة اكادير.

ليخلص الأستاذ في الأخير إلى القولة التاريخية :"إن الشعوب التي تجهل تاريخها تضطر إلى ارتكاب نفس الأخطاء والتخبط في نفس الماسي التي عاش عليها أجدادها" وهذا هو السبب الذي لم نستطع بواسطته استرجاع سبتة ومليلية.