Home»Régional»وقفة مع تقرير وزارة الداخلية حول نتائج 2007

وقفة مع تقرير وزارة الداخلية حول نتائج 2007

0
Shares
PinterestGoogle+

الحالة الحرضانية داخل الأحزاب
أصدرت وزارة الداخلية المغربية تقريرا تحمل فيه الأحزاب جزء كبير من المسؤولية على نسب التصويت الضعيفة والتي كانت اجابة واضحة عن التأطير الضعيق للأحزاب ، وتنصلها من دورها التاريخي في التعبئة ، وبقراءة بسيطة في التقرير يتضح بأن أحزابنا لا زالت لم تبلغ سن الرشد ، فهي تحتاج دائما الى توجيه وتدخل حسب ما تدعيه في شؤونها الداخلية ، فلم تبادر أحزابنا حتى بمشاريع قوانين منظمة للأحزاب ، بل اكتفت بالمساهة في تمييع الفعل السياسي واقتصار دورها على المهرجانات الانتخابية التي لم تزد الأحزاب الا أكثر تصدعا وانشقاقا في ضوء غياب الديمقراطية الداخلية وتحول الأحزاب الكبرى و الصغرى منها الى مقاولات عائلية يحكم فيها الولاء الشخصي والعائلي والمصلحي على الولاء الايديلوجي والصالح العام حتى ولو كان الصالح الداخلي للأحزاب.
…… فما هي تجليات كل هذه التفاصيل عبى واقعنا المحلي الأحفيري ونأخذ فرع الاستقلال كمثال للقياس فقط ، وعممم على ذلك باعتبار أن المثال لتقريب الفهم لا كي نتلذذ به كما يدعي البعض ، أو كما تتلذ به الأطراف الأخرى ، ولاعتبار آخر ومهم وهو أن صاحب المقال يتحدث عن تجربة عايشها ويدعي بأنه يمسك ببعض خيوطها وتفاصيلها.
لنبقى واقفين على المثال ونقول بأن الأحزاب بدأت تتحرك من أجل الاجابة على تقرير وزارة الداخلية ، فقد توصل فرع أحفير بمراسلة من المفتش الاقليمي بتلريخ 21 يناير 2008 ومسجلة تحت رقم 52/08 ، المراسلة طلبت من كتابة الفرع عقد الجمع العام من أجل تجديد فرع أحفير ، حسب القانون 17 والذي ينص على تجديد الفرع كل سنتين ، وتنص قوانين أخرى بأن لا تستمر كتابة الفرع لولاية ثالثة متتابعة ، رغم أن البعض يصر على حرضنة كتابة الفرع والتي لا يغيرها الا الموت ، فلا يحب البعض سماع كلمة كاتب الفرع السابق ، بل اختاروا كلمة كاتب الفرع الراحل ، رغم أن أغلبية الأعضاء تطالب باصلاح الوضع الداخلي وأنهم تحركوا في هذا الاتجاه من أجل تغيير كتابة الفرع والتي وصفوها بالغير الشرعية والتي كانت سببا رئيسيا فيما آلت اليه وضعية الحزب وهيئاته الموازية بل كان لها أثرا كذلك حتى على النائج الهزيلة التي حصل عليها حزب الاستقلال ، أضف الى ذلك أن أحدئ الجرائد المحلية أشارت الى حملة شرسة يشنها برلماني سابق من أجل ما سماه تطهير في صفوف الحزب ومن كانوا سببا في النتائج الهزيلة التي حصل عليها والتي لا تعبر عن تواجد وانتشار الحزب في اقليم بركان.
ليعلم الجميع بأنهم جزء من انتشار كل هذا اليأس والعزوف ، فالعملية السياسية ركبها الأنانيون والمصلحيون ، وبسلوكاتهم أضافوا مزيد من الكراهية لدى مناضليهم قبل الشارع و الرأي العام ، فغياب الصدق و الأخلاق السياسية الشرعية ، فسحت الباب على مشراعيه للتسربات الحزبية ، فعندما ينظر الشارع الى الخارجين من العملية السياسية يعطي تفسير بأن أهل مكة أدرى بشعلبها ، وبذلك يكون قد سأل المجرب بدل الطبيب ، كلنا نتأسف على وضعيتنا وما آلت اليه ، كلنا حسرة على انتشار الرشوة والمحسوبية والزبونية ، كلنا يأمل بأن نكون على الأقل كباقي الدول السائرة في طريق النمو ، لكن لا أحد يسأل عن دوره في هذه العملية ، لا أحد يقف عند الثغر الذي هو عليه موقف المسؤول ، فالعملية السياسية تفقد مزيدا من الثقة من ثغور متعددة رغم أن البعض بسفهه لا يكاد يعرف قيمة الثغر الذي يقف عليه ، فالكيس الكبير مهما كبر حجمه ان كثرت ثقوبه كثرت عيوبه وأفرغ في وقت قياسي ، لكن بدل أن نلعن الثقب الكثيرة نقوم بسد واحدة منها ، وبدل أن نستمر في لعن الظلام ، بدل ذلك من الأفضل اشعال شمعة واحدة ، فمسافة الألف ميل تبدأ بالخطوة الواحدة ، والخطوة الواحدة هي التصدي للمصلحيين والانتهازيين ، وابلاغ الرأي ل موضوعية ورجولة بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة الظرفية ، أما اذا كنا نفضل بأن يعيش أبنائنا على مثل هذه الوضعية ، فلنبدأ من التنصل لمسؤولياتنا ونقوم بجمع ما أمكن من حلال وحرام لأبنائنا في انتظار يوم لا ينفع معه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.
ان معرفة الخطأ ومكان الثقب و سكوت عنه بمقابل أو بدونه جريمة في حق النفس والأولاد والشعب ، فمن تدعي بأنك ستؤمن مستقبل لهم سيأتون يوم القيامة ليتبرأوا منك ، سيما حين يعلموا بأن كل ما جمعت لهم هو من مال السحت ، وأنك أخلطت عملا صالح بآخر غير ذلك ، لا تستهن بأي عمل رغم صغر حجمه ، لا تسمح لنفسك باستغلال معرفة شخصية أو حزبية من أجل مصلحتك أو مصلحة أبنائك ، لا تعطي لنفسك مسوغات ولا تتحول الى مفتي يجيز لنفسه كل ممارسة في اجتهاد قد لا يتعدى بعض ثوان ولا يعود الى الذات أو أهل الفتوى لاستشارتهم ، فحجة كذلك وجدنا آبائنا يفعلون ومن سبقنا لن تنفعك لا أنت ولا أبنائك ، وهذه الرسالة موجهة الى الشرفاء من يقفون على ثغر العملية السياسية.
علينا أن نختار هل نكون أو لا نكون ؟

أحفير في 29 يناير 2008 عبد الواحد مزويرح

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. بنونس المتتبع
    06/02/2008 at 20:12

    شكرا على طرح الموضوع للنقاش. لكن اللون الأخضر لا يصلح للقراءة في شاشة الحاسوب

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *