هل أصبــــــــــــــــح رقميا ؟
هل أصبح رقميا ؟
جلس صاحبي بجانبي أثناء تصفحي إحدى الجرائد بالمقهى و قال :
· من فضلك التلفاز نستفيد منها في البرامج الثقافية و تتبع الأخبار…لكن الحاسوب فرض علي شراءه و لا أدري ما الفائدة منه منزليا فهو آلة إدارية أكثر مما هي منزلية ؟
سؤال صاحبي كان له أكثر من دلالة، وكم هم يحملونه في ذاكرتهم و لا يستطيعوا أن يبحثوا عن الجواب:
· قلت : من الذي فرضه عليك ؟
· رد: هي
· قلت : و من هي ؟
· رد : أنت تعرفها
فعلا أعرفها هي صاحبة القرار المنزلي ، و صاحبنا المسكين أدخلته دهاليز السلف لمدة 24 شهرا هو في غنى عنها لمحدودية دخله الشهري .
· قلت : الحاسوب العائلي إن صح التعبير فهو لجميع أفراد الأسرة ، الاستفادة منه تكون جماعية وبسخاء يكفي أن نتعلم طرق التعامل معه خاصة الأبناء إن كانوا يتابعون دراستهم .
· رد: أعرف هذا يا أستاذ، و أعرف أيضا أنه أصبح يتداول داخل الأقسام من – بعض المدرسيين – في شرحهم للدروس ، و أبنائي سيحسون بهذا النقص المنزلي خاصة إن كان غير مرفق بأداة الإنترنيت كما قيل لي ، و بما أنني سلطوي معهم يلتجئون لأمهم التي لبت الطلب و بالطبع أنا الذي أؤدي …- و تبعها بابتسامة مفروضة هي أيضا علية – لكن من الواجب علي أن أبحث عن خدماته المنزلية حتى لا يصبح جهازا للتباهي بين أفراد الأسرة .
· قلت : من حقك هذا ، فما عليك إلا أن تلجئ لإحدى مدارس التكوين لتأخذ قسطك في مجال المعلوميات .
· رد: يا أخي الثمن الشهري مرتفع ، ثم أن كل حاسوب أمامه اثنان يتعلمان و يؤديان نفس الثمن رغم احتوائه على فأرة واحدة …، و أنا لا أريد دبلوما في المجال لأن الهدف هو حسن استعمال الجهاز مع أبنائي لا أقل و لا أكثر حتى لا أطبق المقولة :" أتيت بما يأتي اللقلق لأبنائه في العش"
· قلت : أفصح أكثر
· رد : ذهب اللقلق لاصطياد فريسة لأبنائه فأتى بثعبان لهم ، فلما رجع بفريسة ثانية وجد الثعبان أكل له أبناءه في العش .
و حتى لا يأكل لي الحاسوب و الإنترنيت أبنائي لهذا أستفسر عن هذا الصندوق العجيب وما الاستفادة منه عائليا.
مرة أخرى من خلال هذا الحوار نتساءل : ماهي الطريقة التي يمكن أن نسير عليها لنشر الثقافة المعلومياتية بمفهومها المعلومياتي و ليس لقتل الوقت لا أقل و لا أكثر في ما لا يعود علينا بالنفع ؟
فأعتقد :
1. المجتمع المدني له دور، خاصة في إطار التنمية البشرية ما علينا إلا تأطيره في هذا المجال .
2. المؤسسات التعليمية المحتوية على قاعة للمعلوميات لماذا لا تنفتح على ساكنة الحي الذي توجد فيه ، من السابعة مساءا إلى التاسعة و بثمن رمزي يوظف في صيانة العتاد .
3. تبرع المؤسسات الخدماتية مثل الأبناك بحواسيب الجيل الثالث- Pentium III – للمؤسسات التعليمية المتواجدة بالقرى النائية حتى لا تبقى عرضة للنسيان في هذا المجال .
ذ/عبد الفتاح بلبركة
العرائش
Belbaraka2000@yahoo.fr
2 Comments
حفظك الله يا اخي فلا تبخل عنا بيومياتك ،كنا نتبعها من صفحة تواصل و اعلام التي كانت تصدر بجرية الصباح فناسف لتوقفها . كنت تتحفنا كل اسبوع بهذه اليوميات اذن ناخذ معك هذه السنة بجريدة وجدة سيتي
ربما العنوان هل أصبح رقمي و ليس هل أصبح رقميا ؟ لكن كيفما كان الحال فالمقال جيد يستحق التنويه .وفق الله