كلمة النائب الاقليمي بجرادة بمناسبة حفل اختتام السنة الدراسية وعيد العرش
كلمة السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة بمناسبة احتفال النيابة الإقليمية بالذكرى الخامسة عشر لعيد العرش المجيد و تنظيم حفل اختتام السنة الدراسية: 2013/2014 :
إشادة قوية بالالتفاف الإقليمي المتين حول أوراش التربية والتكوين
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبـعـد ،
السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم جرادة
السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية
السيد رئيس المجلس العلمي المحلي
السادة ممثلي السلطات المحلية والأمنية
السادة ممثلي القطاعات الحكومية بالإقليم
السادة ممثلي الهيئات السياسية والنقابية
السادة ممثلي فعاليات المجتمع المدني
السادة ممثلي جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ
السادة ممثلي الصحافة والإعلام
أطرنا الإدارية والتربوية
تلامذتنا الأعزاء
أيها الحضور الكريم
بطمأنينة ساكنة ، وابتهال عميق ، نستقبل شهر رمضان المبارك بأريجه الروحي ونسائمه الدينية العطرة . وفي تضرع وخشوع وخضوع ، نسأل العلي القدير أن يجعلنا وإياكم من الذين يصومونه إيمانا واحتسابا ، مخلصين العمل فيه لجلاله دون سواه ، سائلين تقبله قبولا حسنا ، وجزاءه – كما وعد– الجزاء الأوفى ، مستلهمين آياته التي ضرب بها مثلا في كتابه الحكيم ، من خلق البشر الأول من تراب ، وخلق الزوج من نفس واحدة ، إلى خلق السموات والأرض واختلاف الألوان والألسنة ، وجعله سبحانه الليل سباتا والنهار معاشا ، وتسخيره الريح لتجري السفن في البحر كالأعلام بأمره ، وإحيائه الأرض بعد موتها من قطر يتنزل من السماء بعد برق وطمع ، وبعثه الخلائق وجمعهم ليوم الحساب من بعد موت وفناء ، مستحضرين في هذا المقام آية من آيات الله العظمى ، وسط آيات عزته وجلاله التي لا تعد ولا تحصى ، إذ جعل العلم نورا يضيء بالأفئدة والخلائد ليمحو ظلام الجهل بقبس المعرفة ، متجليا في أبهى صوره الشاهدة في تلامذة ولجوا المدارس لأول مرة في عمر متقدم لا يعرفون إلى القراءة والكتابة سبيلا ، نتوجهم اليوم ، بفضل الله الذي يسر لهم الأسباب ، وجند لهم طاقات من رجال ونساء فضلاء ، أحسنوا درسهم وتأديبهم، و آزروهم وحفزوهم على الكد والاجتهاد المحفوف بالتوكل على الذي إن شاء لشيء أن يقول له كن فيكون ، حتى كان نجاحهم وتميزهم ، فاستحقوا بذلك أن يتوجوا بتاج منير متلألئ لا يزول ،(إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) .
وإذ نستحضر بخشوع وجلال آيات الله في خلقه، أن جعل العلم نورا يؤتيه من يشاء ، فإننا نشيد بفخر واعتزاز بإرادات قوية جعلها الله سببا في تلألئ نور العلم ليعم أريجه ويملأ قبسه المكان ، وفي طليعتها الإرادة الملكية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ، الذي يقترن احتفاء المؤسسات التعليمية بمختلف ربوع الوطن العزيز بتميز تلامذتها باحتفالها مع الشعب المغربي الأغر بذكرى اعتلاء جلالته على عرش أسلافه الميامين ، مع ما يحمل ذلكم الاقتران من دلالات قوية ومعان خالدة ، تلكم الدلالات التي تستوحي قوتها من حرص جلالته الأكيد على إحاطة قطاع التربية والتكوين بعناية مخصوصة ، وهو الذي ما فتئ يدعو في كل محطة ومناسبة إلى ضرورة الالتفاف المتين حول أوراشه ليظل شأنه على الدوام شأن الجميع ، وتلكم المعاني التي تضمن خلودها بما يسجله التاريخ ويحفظه من أيادي جلالته البيضاء على مكونات القطاع من تلامذة متمدرسين ، وأسر قائمة على تبليغهم أسباب النجاح ، وأسرة تعليمية ساهرة بأطرها التربوية والإدارية على تمكينها من آليات التوسل الناجعة .
حضرات السيدات والسادة ،
لقد حضي إقليم جرادة و لا يزال بعناية ملكية مخصوصة، تجلت معالمها بقوة في رمزية إعطاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاقة الشطر الثاني من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2011- 2015) من ربوعه العزيزة ، وهي الانطلاقة التي بدأت تؤتي ثمارها الوارفة في قطاع التربية والتكوين، وذلكم باستكمال بناء خمس وعشرين سكنا للأساتذة العاملين بالوسط القروي في كل من جماعة أولاد غزيل ولمريجة وبني مطهر وكفايت ولبخاتا ولعوينات ، وهو السكن الذي تم بناؤه في إطار برنامج التعاون بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجمعية المغربية لدعم التمدرس ، ليستفيد منه أساتذة الجماعات القروية المعنية مع مطلع السنة الدراسية 2014/2015 ، بغاية مساعدتهم على الاستقرار في الظروف المطلوبة التي ستيسر دونما شك أداءهم لمهامهم التربوية والتعليمية الموكولة . ثمار تنضاف إلى سلة ثمار ناضجة أخرى سبق أن دنت بقطوفها على القطاع خلال الموسم الدراسي الحالي ومواسم سابقة ، بما قدمت من دعم اجتماعي للمتعلمات والمتعلمين في مختلف المؤسسات التعليمية ،على تباين الجماعات الترابية، بتمكينهم من حافلات مدرسية ودراجات هوائية تعزز حصة الوزارة المخولة، متوجهة بالخصوص للتلاميذ الذين يقطعون مسافات طويلة نسبيا ،قصد الوصول إلى المؤسسة التعليمية ، وخصوصا النازحين منهم من العالم القروي .
وموازاة مع ما تم إنجازه في إطار برنامج التعاون المذكور ، فإن دأب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ظل قائما على توسيع العرض التربوي وإرساء مبدأ الحكامة ، وتعزيز أوراش العمل التربوي ، استرشادا بالتوجيهات الملكية السامية ، وتنزيلا للبرنامج الحكومي ، وتنفيذا لمخطط عمل الوزارة المتوسط المدى (2013-2016)، في انسجام تام مع الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي يعتبر ورشا اجتماعيا بامتياز حضي بمشاركة الجميع .
وقد استفادت النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة من مشاريع هامة في مجال توسيع العرض التربوي ، برسم السنة المالية 2014، تمثلت في مشروع بناء ثانوية الزيتون الإعدادية بجماعة كفايت ، ومشروع بناء جناح داخلي بثانوية الفتح التأهيلية بجرادة ، وجناح داخلي بثانوية عمر بن الخطاب الإعدادية بتويسيت، إلى جانب تعويض ثمان حجرات دراسية من البناء المفكك . وتوسيع مؤسستين تعليميتين، وبناء حجرة للتعليم الأولي ،وتأهيل مدرسة الأزهار ومدرسة الوفاء، ومدرسة أبي عبيد البكري بجرادة التي نسعى إلى جعلها أول مؤسسة عمومية للتعليم الأولي ، في إطار التعاون مع منظمة اليونيسيف ، حفاظا على رمزيتها التاريخية من جهة ، وخدمة لأبناء هذا الإقليم من أطفاله الذين يتعذر على أسرهم تمكينهم من ولوج المؤسسات التعليمية الخصوصية من جهة ثانية. إلى جانب بناء خمس حجرات دراسية في إطار التعاون مع المندوبية الإقليمية للإنعاش الوطني، وهي مشاريع مهمة تضاف إلى مشاريع كبرى ستبدأ قريبا في استقبال المتعلمات والمتعلمين وتقديم خدماتها التربوية والتعليمية والاجتماعية، ويتعلق الأمر بثانوية الإمام علي التأهيلية بعين بني مطهر ، وثانوية الفتح التأهيلية وثانوية ابن سينا الإعدادية بجرادة ، وثانوية الأمل الإعدادية بسيدي بوبكر، والمدرستين الجماعيتين كنفودة وأولاد غزيل ، إلى جانب المدرسة الجماعاتية سيدي جابر برأس عصفور التي تفضلت المندوبية الإقليمية للإنعاش الوطني ببناء جناحها الداخلي .
وقد حرصت النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة على ترسيخ مبدأ الحكامة في مجالات هامة ومختلفة برسم السنة الدراسية الحالية: 2013/2014 ، وذلك بدءا من إعادة تنظيم هيكلتها الإدارية، لتستوعب – إلى جانب المصالح والوحدات والمكاتب القائمة- مكتبا للمحاسبتين العامة والتحليلية ، ومكتبا للافتحاص الداخلي ، بدءا يباشران مهامهما التأطيرية والمحاسباتية الموكولة، مركزة على إقرار مبدأ المناصفة في التدبير ، من خلال تبويء النساء مهام المسؤولية في تدبير الشأن المالي والإداري والتربوي، عن طريق جعلهن على رأس عدد هام من الوحدات والمكاتب بمصالح النيابة الإقليمية، أثبتن في تدبيرهن كفاءة مهنية عالية، على قدر إثباتهن جدارتهن بالثقة الموضوعة. وقد انتهت النيابة الإقليمية من عملية فصل عدادات الكهرباء بالسكنيات الوظيفية عن المؤسسات التعليمية التي بدأت منذ مارس من السنة الماضية 2013 ،مترتبة عن فصل ثمان وثلاثين سكنا وظيفيا، مكن النيابة الإقليمية من توفير نسبة هامة وغير مسبوقة في مصاريف استهلاك الكهرباء ، في ظل التوسيع الإيجابي المتزايد لقاعدة المؤسسات التعليمية المستهدفة من الربط بالشبكة الكهربائية ، وهي عملية تضاف إلى ترشيد نفقات التدبير الإداري ونفقات التنقل البري الذي سجل مؤشرات جيدة برسم السنة المالية الجارية ،وعملية التخلص من المتلاشي التي استوفت مراحلها الكاملة في ظروف جيدة.
وقد حرصت النيابة الإقليمية على ترسيخ مبدأ الحكامة في تدبير الموارد البشرية بتعاون دائم مع الشركاء الاجتماعيين ، تدبيرا مكن من ضمان دخول مدرسي جيد على قدر تمكينه من ضمان تمدرس مسترسل للمتعلمات والمتعلمين ، وتأمين زمنهم المدرسي وزمن تعلماتهم على امتداد السنة الدراسية وبمختلف الأسلاك والمؤسسات التعليمية .
وفي الإطار الدائم لإرساء مبدأ الحكامة في التدبير، ظلت النيابة الإقليمية وفية لتيسير ولوج المرفق العام من قبل المرتادين عليه على اختلافهم ، حريصة على الاستجابة الفورية والناجعة في إطار ما يكفله القانون من حقوق ، وفي تقيد تام بالنصوص التنظيمية المؤطرة .
وسعيا إلى تنزيل مخطط وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني وبرامجها في مجال العمل التربوي ، فقد عرف الموسم الدراسي 2013/2014 تنظيم أنشطة تربوية وازنة بالنيابة الإقليمية والمؤسسات التعليمية التابعة لها ، توجت باحتضان المهرجان الجهوي للعدو الريفي بعد احتضان المهرجان الجهوي للمسرح المدرسي نهاية السنة الماضية، وتنظيم المهرجان الإقليمي الأول للتعاونيات المدرسية، واختيار النيابة للمشاركة في الاحتفال بمرور خمس وعشرين سنة على التوقيع على اتفاقية حقوق الطفل في إطار برنامج (المغرب بألف لون) الذي سيحظى بشرف إعطاء انطلاقته من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ، بباريز شهر شتنبر2014 ، إلى جانب تنظيم أيام دراسية في محاور متباينة كان أهمها اليوم الدراسي الذي تم تنظيم جلسته الافتتاحية بعمالة إقليم جرادة حول (مبادرة انصاف) ،واليوم الدراسي المنظم بثانوية القدس التأهيلية بتويسيت في محور (التدفئة المركزية بين إرادة التجريب وإمكانية التعميم)،وهما التظاهرتان اللتان حضيا بشرف ترؤسهما وإعطاء انطلاقتهما الرسمية من طرف السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم جرادة ، وافتتاحهما من طرف السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية .
وفي إطار الارتقاء بمؤهلات الأطر الإدارية والتربوية وصقل ملكاتها التدبيرية ،تم تنظيم دورات تكوينية في برنامج جيني لفائدة أطر التدريس والإدارة التربوية، وأخرى حول إرساء المحاسبة العامة والمحاسبة التحليلية لفائدة المكلفين بالتدبير الإداري والتدبير المادي والمالي بالمؤسسات التعليمية، فضلا عن رؤساء المصالح والوحدات بالنيابة الإقليمية .
وقد توجت الانشطة التربوية المنظمة بإحراز النيابة الإقليمية على الرتبة الأولى وطنيا في مباراة الصحفيين الشباب إضافة إلى الرتبة الأولى جهويا في المسابقة الوطنية لميثاق التلميذ المواطن اللتين حازتهما معا ثانوية القدس التأهيلية بتويست ، كما تبوأت النيابة الإقليمية المرتبة الأولى وطنيا في مباراة أحسن نشاط ضد التدخين ، حصلتها ثانوية جرادة الإعدادية بجرادة.
وقد عملت النيابة الإقليمية على تعزيز شراكاتها الناجعة ، وتقوية تعاونها مع شركائها الفاعلين وطنيا ودوليا ، على قدر حرصها على الانفتاح على محيطها الإقليمي وفعالياته من طاقاته الشابة في إطار إتاحة الاستفادة من خدمات قطاع التربية والتكوين ، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لخريجي المركز الإقليمي للتكوين المهني للقيام بفترات تدريبية ، وهم الذين بلغ عددهم برسم السنة الدراسية الحالية ثلاثين مستفيدة ومستفيدا ، مع الحرص على تنظيم دورات تكوينية لفائدة حاملي الشواهد استفاد منها ما يناهز سبعين راغبا وراغبة في الترشح لولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين لمدة خمسة أيام في محاور متباينة ،وهم الذين نتمنى أن تتوج استفادتهم من الدورات التكوينية المنظمة بإكليل النجاح وباقة التوفيق.
أيها الحضور الكريم ،
إن ميزة هذا الإقليم الشامخ التفاف أبنائه على أوراشه التنموية ، وفي طليعتها أوراش التربية والتكوين ، وهو الالتفاف الذي تجسد بشكل قوي في أوراش اللقاءات التشاورية الإقليمية حول المدرسة المغربية التي حضيت بالعناية المستحقة محققة نجاحا كبيرا في بلوغ الغايات المقصودة ، وهو الالتفاف الذي جعل النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني تحظى بشرف انتقائها للجائزة الوطنية الأولى في المجالات المذكورة ، كما جعلها تحظى بتشريفات موازية ، نذكر منها مثلا اختيارها لتكون واحدة من نيابات قليلة مشمولة ببرنامج التعاون من منظمة اليونسيف التي نعتز بتعاونها المستمر في الحوضيين المدرسيين كنفودة وبني مطهر على وجه الخصوص.
غير أننا لا نخفي أن هذا التشريف يظل بناء قائما لا يزال في حاجة إلى لبنة رئيسة حتى يستكمل صورته البهية ، تلكم اللبنة هي نتائج امتحانات البكالوريا التي نعتبرها لا تزال دون الآفاق التي يستشرفها الجميع برؤى حالمة طموحة، إذ لازالت في حاجة إلى تطوير وارتقاء من خلال تكثيف الجهود لإيجاد الحلول الناجعة والتوسل بالآليات التربوية الداعمة ، والوسائل البيداغوجية الكفيلة ، وهو محور برنامجنا الاستشرافي الذي ينبغي أن يحضى بالأولوية المستحقة والعناية المخصوصة، إلى جانب ما سنستمر عليه خلال الموسم الدراسي المقبل بإذن الله من مضي في استكمال ترسيخ مبدأ الحكامة ، وتأمين الزمن المدرسي وزمن التعلمات، واستكمال إقرار مبدأ المناصفة ، وإرساء مبدأ المحاسبة العامة والمحاسبة التحليلية ، وتعزيز الثقة الواجبة بين الإدارة وموظفيها من جهة، وبين الإدارة ومكونات المجتمع التي ترتاد مرافقها لقضاء مصالحها الإدارية التي تعتبر حقا مشروعا على الإدارة أن تسهر على تقديم خدماته في ظروف مريحة من جهة ثانية .
ولئن كان الاحتفاء بالتميز يستوجب الاحتفاء بمن كان وراء صناعته وتحققه ، فإن الشكر يظل واجبا للأستاذات والأساتذة الذين لا يمكن لأي منظومة بأي حال أن تعطي مثلما تعطي كفاءتهم ، شكرا مقرونا بعرفان بجهود الأسر التي تظل مضحية بالنفيس لترسم بسمة النجاح على شفاه أبنائها في نهاية السنة الدراسية، وشكرا موصولا بتقدير لجهود الأطر الإدارية والتربوية على اختلاف مواقعها وتنوع اختصاصاتها لما عملت وأخلصت، وشكرا معززا بتقدير لجهود شركائنا الاجتماعيين الذين ظلوا سندا داعما بملاحظاتهم التي لامسنا فيها حسا وطنيا عاليا وغيرة تربوية أكيدة ، ظلت توازن على اختلاف محطات اشتغالنا معهم ، بين ضمان مصلحة المتمدرسين في المقام الأول ، وتيسير الظروف الاجتماعية وأسباب الاستقرار للمدرسات والمدرسين واشتغالهم في ظروف لائقة ، مستثمرين تجربتهم النقابية الطويلة وخبراتهم المهنية المصقولة .
وأحف هذا الشكر بباقة عرفان وتقدير للسيد عامل صاحب الجلالة على إقليم جرادة ،الذي ظل مواكبا لأوراش القطاع بغيرة شديدة ، وحب ملموس لمكوناته ، جسده بحرصه الأكيد على إنجاح مشروع ثانوية الزيتون الإعدادية بكافايت ووقوفه الشخصي على توفير وعائه العقاري المخصص، متمثلا مصلحة المتعلمات والمتعلمين وضمان تمدرسهم في وضعية آمنة سليمة ، إلى جانب حرصه الدائم على حضور تظاهرات القطاع ومبادراته التربوية ،والاسهام فيها إسهاما فعليا سرعان ما تجلت انعكاساته الموجبة ونتائجه المثمرة ، ولعل في زيارته لمركز من مراكز امتحانات البكالوريا خلال اليوم الأول من تنظيم الدورة العادية دلالات عميقة وإشارات قوية على احتضان القطاع ودعمه، وترجمانا لقربه من انشغالات تلامذته واهتمامات أطره الساهرة ، معربا عن ذلك في رغبته النبيلة في تشجيع المتميزات والمتميزين من التلاميذ ، وتمكينهم من الاستفادة من ست وثلاثين دراجة هوائية واثني عشر لوحة إلكترونية وستة عشر حاسوبا محمولا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،في مبادرة ممتازة وغير مسبوقة .
وهو شكر موصول للسيد الكاتب العام لعمالة إقليم جرادة لحضوره ومؤازرته الدائمة للقطاع ،وقربه الواضح من قضايا التعليم وشؤونه، وإلى السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بجرادة وأعضاءه الموقرين، والسادة رؤساء الجماعات المحلية ،والمصالح الخارجية وممثلي القطاعات الحكومية المختلفة ،على دعمهم وشراكاتهم الفاعلة، ومساعدتهم الداعمة المجسدة لحبهم الملموس للتلميذ ، شكرا مقترنا بتقدير خاص للإدارة الإقليمية للدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية والسلطات المحلية الذين ظلوا قريبين على الدوام من المؤسسات التعليمية ، مقدمين العون اللازم في الحفاظ على أمنها وسلامتها ، محملا رؤساءها تبليغ عبارات تنويه خاصة بجهود عناصرهم الذين أبانوا في محطات الامتحانات الإشهادية المتوالية عن انخراط ايجابي كبير آلف بين الكفاءة المهنية والأخلاق العالية والسلوك المهني الرفيع .
وإلى ممثلي فعاليات المجتمع المدني والجمعيات النشيطة، وأخص منهم من ساهم في إعداد هذا الحفل وشارك في دعمه وتمويله : فيدرالية جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ ، وجمعية تنمية التعاون المدرسي ،ومؤسسة الأعمال الاجتماعية لرجال ونساء التعليم بالإقليم ،وجمعية الجوهرة السوداء، باقة شكر وتقدير وامتنان .
وأتوج هذا الشكر المحلق في ربوع الإقليم بشكر يمتد إلى أصول الجهة العامرة ، متوجها به إلى السيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة الشرقية، الذي ظل على الدوام المساعد والميسر لمخلف العمليات التدبيرية ، الغيور على أوراش الإقليم ومشاريعه الهادفة ، وهو الذي لم يطرق بابه إلا كان الملبي بتسخير ما توفر من الإمكانات والوسائل المتاحة دون تردد أو تشدد، معتزا شديد الاعتزاز بمبادراته السابقة في أحيان كثيرة للطلب ، وإنالته قبل الاستنالة في كثير مقامات التدخل اللازمة ، بما تملك من تمكن سريع من تحديد حاجات الجهة التربوية وحاجيات الأقاليم ذات الأولوية تبعا لمعيار الخصوصية ، محملا إياه تبليغ عبارات تقدير خاصة لمؤازرة الوزارة واعتزاز بثقتها ومساندتها الجلية للجهة الشرقية عامة وإقليم جرادة على وجه الخصوص .
أيها السيدات والسادة ،
إن لي حبا لهذا الإقليم وأبنائه سأظل أحمله وأعمل به ما لبثت فيه خدمة لمتعلميه وأطره ، وسعيا للارتقاء بقطاع التربية والتكوين فيه ، نحو الجودة المطلوبة ، مؤازرا بالتفافكم نحو أوراشه ،واهتمامكم المحمود بقضاياه وشؤونه ، سائلا العلي القدير في هذه الليلة المباركة أن يكون لنا المعين جميعا للإسهام من خلاله في مسيرة البناء والنماء وراء القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده (وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب) صدق الله العظيم.
رمضان مبارك سعيد وكل عام وانتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
Aucun commentaire