بعض مظاهر الاخلال داخل المساجد وبخاصة في شهر رمضان
بعض المصلين يتصرفون داخل المساجد , بطريقة فظة, تنم عن حدة في الطبع , وجهل بآداب المسجد , التي توجب التزام السكينة و تجنب الجدال المفضي الى تنفير الناس ,من المساجد , و أهله ,بل ان تصرفهم في بعض المواقف , يعطي الانطباع أن شعائر العبادة التي هي هنا اقامة الصلاة , تربيهم على القسوة و الجرأة القرينة بالوقاحة, فمجرد سماعهم أثناء الصلاة , داخل المسجد , رنات الهاتف تصدر من جيوب أحد المصلين , حتى ينهالوا عليه بالعتاب , و اللوم , لكونه كان سببا في التشويش على المصلين , ولكونه تهاون عن إغلاق الهاتف قبل الشروع في الصلاة , وفي اعتقاد هؤلاء المصلين , أنه لا مجال للتسامح مع مظاهر التسيب والتشويش داخل المساجد , كيفما كان مصدرها , وأيا كان حجمها , فالمساجد يجب أن يسودها الهدوء و السكينة , وأي اخلال بهذه الأجواء , يجب أن يتصدى له المصلون بحزم لامكان فيه للباقة ا ,و دون أن تشفع له نية القصد أو غيره , لأنه قد يحدث أن يرن الهاتف أثناء الصلاة , فيحاول أحد المصلين ابطال الرنات دون جدوى , فيستمر الهاتف في التشويش على المصلين , فكل شيء ممكن , مع غزو التكنولوجيا لكل الفضاءات و المساجد طبعا , لا تستثنى من هذا العالم , فيما يسمى بعولمة التواصل والاتصال بشتى مظاهرها , الايجابية والسلبة ،غير ان رغبة هؤلاء في الظهور بمظهر الصلاح و التقوى , لا يفلتون أي حدث داخل المسجد فقط , من شأنه أن يتيح لهم افراغ شحنة مكبوتة , داخل صدورهم تكونت لديهم جراء احساسهم , بالاقصاء و التهميش داخل المجتمع , فأكثر هؤلاء من المتقاعدين و متقدمي السن , او من المغلوبين على أمرهم من قبل أزواجهم و أبنائهم , ففي كل مرة يرون صبيا يركض أو يشوش داخل المسجد , يتصدون له , بشكل لا يخلو من قسوة , وأحيانا لا يسلم حتى الامام عند و قوع سهو في الصلاة , فيقع في ارتباك في اتخاذ موقف فقهي تجاهه , و قد عشنا أحداثا كثيرة , يفجر بعض المصلين ثورة عارمة لسبب بسيط , لا يستحق أي ذكر , لكنهم من فرط اعجابهم بأنفسهم يجعلون من الحبة قبة , و أن تعجب لهؤلاء الصنف من المصلين , حينما يجد الجد , و يتعرض المسجد لاقتحام من السكارى و ….. فلا تسمع لهم حينئذ همسا , ببساطة يفتقدون الى الجرأة في هذه المواقف , لأن النتائج قد لا تكون محمودة في اعتقادهم , و حتى عندما تسد أبواب المساجد , بعربات الباعة المتجولين ,فهم أعجز أن يغيروا المنكر الذي يتزعمون حركته داخل المسجد تجاه المصلين , و الصبيان , حيث تشل أيديهم , و تخرص ألسنتهم , بل مثل هذا الموقف يصنف ضمن أضعف الايمان و هو تغيير المنكر باللسان , لافتقادهم الى السلطة أي القوة التي تحتكرها الدولة , ومع مجيء رمضان , يكثر الاقبال على المسجد , من كل شرائح المجتمع ,, ليصبح محور الحياة اليومية , و هكذا بقدر ما يزداد الحضور في المسجد , بقدر ما تشتد المناوشات داخله , فهذا يريد تشغيل المكيف الهوائي و هذا يعترض عليه , أما الأطفال فيتزاحمون على الصفوف وما يسببه من اضطراب , لا يملك البعض قيم الصبر والحكمة في التعامل مع هذه الشريحة , فيصادف أن يكون أحد الاباء متواجدا بالمسجد , فلا يروقه هذا التصرف و مع أجواء الصيام , قد يتطور الموقف الى مشاجرة , كل هذه الأحداث تدور رحالها في المسجد الذي هو في الأصل بيت للسكينة و التعبد , لكن سوء تقدير البعض , و فقدانهم السيطرة على أنفسهم , حولوا المسجد الى حلبة للمصارعة و المشاجرة لأتفه الأسباب , و هؤلاء ينطبق عليهم القول المأثور,عبادةالجاهل في حجره اذا قام أهرقها ,
و خلاصة القول , فان المساجد هي فضاءات متميزة , يلجأ إلها المصلون لأداء شعائر دينية أبرزها الصلاة , وما يقع فيها من أحداث غير عادية , من الأفضل أن لا يشارك أحد فيها , كيفما كانت الذرائع والمبررات،لان ذلك يزيد في اشعال فتيل الفتن , فالغيرة على المساجد , لا يعبر عنها دائما برفع الصوت و التلفظ بكلمات جارحة في حق مصلين او صبيان او متسولين، لان هذا الموقف يفرض عليك ان تصحبه خارج المسجد، لتكون لك الجرأة والشجاعة في التصدي
. لكل مظاهر *الحكرة * , حتى وان رأيت رجال السلطة مثلا او مجرمين يعتدون على أحد المواطنين بالضرب و الرفس , وهناك سنكون سعداء بوجود هؤلاء النماذج الذي يتوفرون على شجاعة تحمي قيم المجتمع الانساني داخل المسجد وخارجه…….
Aucun commentaire