Home»Régional»فلسفة اللغة: (2) أوسفالد ديكرو : المنجد الموسوعي لعلوم اللغة.ص. 123.

فلسفة اللغة: (2) أوسفالد ديكرو : المنجد الموسوعي لعلوم اللغة.ص. 123.

0
Shares
PinterestGoogle+

-2-

لكن، ومع ذلك، فإن التوجه المعاكس، يظل هو المهيمن داخل المدرسة التحليلية. إنه توجه مدرسة أوكسفورد، حيث منخرطيها يطلقون على أنفسهم: فلاسفة اللغة العادية. فهم لا يلقون اللائمة على اللغة وإنما على الطريقة التي تستعمل بها من طرف الفلاسفة. فقد تنتج المشاكل الفلسفية، كون الكلمات العادية تستعمل خارج الموضوع ( نحن أمام كانتية Kantisme ألسنية: بالنسبة لكانت، فإن التناقضات الفلسفية تنتج عن كون مقولات الفكر ، تطبق خارج الشروء التي هي وحدها تعطيها معنى موضوعيا). يتم التعبير عن الأطروحة المركزية لفلاسفة أوكسفورد، بشعار: "المعنى هو الاستعمال" The meaning is use : في هذه الحالة، فإن عملية وصف معنى كلمة ما، تتحقق عبر إعطاء وصفة حول طريق استعمال هذه الكلمة، أي الإشارة إلى عدد أفعال اللغة التي بإمكانها تحقيقها ( هكذا قد تكون للنعت "حسن" قيمة أساسية تتجلى في كونه يجعل من الممكن تحقيق فعل خاص، أي فعل الاقتراح. والقول: " هذا الشيء حسن" = " أقترح عليك هذا الشيء"). ويتجلى بالضبط خطأ الفلسفة التقليدية في كونها أعطت للكلمات وظائف لم تخلقها اللغة العادية لها (مثلا استعمال:" هذا حسن" لوصف شيء ما). وعليه لا يمكن لنا القول إن اللسان غير منطقي؛ بل بالعكس، فهو له منطقه الخاص به الذي يقترب أكثر من منطق الفعل عوض منطق الرياضيات، وهذا هو الشيء الذي لم يستطع الفلاسفة تمييزه. فمن خلال أشغال مدرسة أوكسفورد، نجد إذن من جهة، تصنيفا مدققا للاستعمالات المختلفة والممكنة للغة، ومن جهة أخرى، الإشارة إلى أنماط الاستعمالات الممكنة الخاصة بتعابير أي لسان.

أغلبية فلاسفة المدرسة التحليلية، متشبثين بالتمييز بين مقاربتهم وبين دراسة ألسنية محضة. وبالمقابل، وإلى حدود الساعة، فإن أغلب الألسنيين، لا يعتبرون أنفسهم معنيين بهذه البحوث التي تنعت نفسها بنوع من الشذوذ العضال، بالفلسفية. إن هذه التفرقة تعزى إلى سببين – اللذين يفقدان أهميتهما تدريجيا، نظرا للتطور الحالي للألسنية.

أ) أولئك المتشبتين مباشرة أكثر بالوضعية الحديثة من بين الفلاسفة التحليليين، لديهم إحساسا على أن أبحاثهم تؤدي إلى نقد اللغة، ذلك النقد الذي يتناقض بدون شك مع الموقف الوصفي للألسنيين. لكن هذا الإحساس ناتج عن كونهم يتمثلون الواقع النحوي للجملة من خلال التنسيق الظاهر للكلمات، وعن كونهم يتكلمون عن اللامنطق كلما ضم نفس التنسيق تنظيمات دلالية مختلفة ( وهكذا فقد تكون للعبارتين nobody و somebody نفس الطبيعة النحوية، بحيث قد تكون كل واحدة منهما إما فاعلا أو مفعول به: و قد يحث النحو على السفسطة التي تعني أنهما يشيران إلى أشياء موجودة). لكن تطور مفهوم التحول الألسني يسمح بتصور أكثر تجريد للحقيقة النحوية. فمثلا بالنسبة لعدد كبير من بين التوليديين، فإن البنيات "العميقة" للجمل المحتوية على nobody و somebody ، تختلف بالتأكيد عن بعضها البعض، وذلك رغم تشابه تنظيمهن الظاهري. وهكذا حينما نتعمق في اللسان، ربما يبدو لنا أقل لامنطقية، مقارنة بما هو عليه في الظاهر. بل أكثر من ذلك، يمكن حسب هذا التصور، دمج البحث المهتم باللامنطقيات الظاهرة، بالاستقصاء الألسني: وقد يمدنا بمؤشرات أو على الأقل بفرضيات حول البنيات العميقة.

ب) من بين الفلاسفة التحليليين الذين يهتمون بدراسة أفعال اللغة، هناك من يعتبر هذا البحث غريبا عن الألسنية، زاعما أن الألسنية تدرس اللسان (= الشفرة) وليس استعماله أثناء الكلام. لكن بعض الألسنيين، الذين يعتمدون على أشغال إ. بنفنيست E. Benveniste، يحاولون إعادة إدماج العلاقات البين ذاتية التي تتحقق أثناء الكلام، داخل اللسان. فبالنسبة إليهم، يتعذر وصف اللسان إذا لم تؤخذ بعين الاعتبار، على الأقل، بعض تأثيرات استعماله. وقد يتعلم الألسني هكذا، الشيء الكثير من "فلسفة اللغة" الحالية.

نهاية

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *