فكرة إلصاق فشل المنظومة التعليمية برجال التعليم ما هي إلا سياسة العاجز عن المواجهة الحقيقية لإخفاقاته في حقل التعليم
فكرة إلصاق فشل المنظومة التعليمية برجال التعليم ما هي إلا سياسة العاجز عن المواجهة الحقيقية لإخفاقاته في حقل التعليم . دأب عامة القوم كلما فشل مرفق من مرافق الدولة على إلصاق هذا الفشل أوتوماتيكيا بالعنصر البشري،في حكم متسرع تعوزه النظرة الثاقبة لطبيعة الأمور،وإن كنا نلتمس العذر لهذه الفئة من الناس وهي تصدر هكذا حكما نتيجة جهلها بحيثيات الموضوع وعدم قدرتها على الغوص في المضمون،باعتبار أن أي فشل ما هوإلا تراكم للعديد من الأمور الذاتية والموضوعية،فإنه بالمقابل لن نسكت على كل اتهام صادر من مدبر للشأن التعليمي ومعه كل مسؤول بيده زمام أمور هذه المنظومة التي لم تستقر على حال نتيجة سياسات تعليمية متعاقبة أوصلتنا إلى ما نحن عليه.نقول هذا في الوقت الذي تتأذى آذاننا نحن رجال التعليم بأحكام قاسية تبخس ذلك المجهود الذي مافتئ رجال التعليم يبذلونه حفاظا على بيضة التعليم.
إن فشل سياسة تعليمية أكبر من أن تختزل في مسؤولية رجل التعليم،نعم نقر بتحمل رجل التعليم لجزء من المسؤولية وليس كل المسؤولية. لذلك نعتبر أن الإشكالية الكبيرة التي يعاني منها حقل التعليم تكمن في السياسة التعليمية نفسها التي لم ترق إلى مخرجات تضع بلادنا في مصاف الدول المنتجة،وهذا ما يقودنا إلى الإشكالية الأعمق والتي يتفادى المسؤولون عن الشأن التعليمي الخوض فيها،يتجلى ذلك في إشكالية وجود فلسفة تربوية من عدمه .ليبقى تعليمنا يدور في حلقة مفرغة،ما لم يتم تبني فلسفة تربوية تراهن على الائتلاف والنظرة البعيدة والقطع مع سياسة تعليمية تراهن على الاختلاف والنظرة الضيقة.هذه هي الإشكالية التي يتفادى القائمون على الشأن التعليمي الخوض فيها مكتفين بتوجيه سهام نقدهم لرجل تعليم مغلوب على أمره،هذا يعاني من الاكتظاظ و ذاك يتجشم عناء الوصول إلى مقر عمله نتيجة حركة انتقالية غير منصفة،وأولئك يعانون الأمرين جراء جيل فيسبوكي لم يعد يردعه رادع ،إن أنت تركته يمارس شغبه اهتزت صورتك أمام التلاميذ،وإن أنت هممت بمعاقبته تصدت لك جمعيات ماتقيش ولادي وبناتي،هذا دون أن نعرج على رجال التعليم بالعالم القروي،فعن أي رجل تعليم نتكلم و نحمل كل هذا الفشل. إنها لعمري نظرة ضيقة للأمور تعوزها الحكمة ويغيب عنها التحليل العميق،وهذا ليس مستغربا في بلدنا،فقد تعودنا على الحلول الجاهزة والأحكام المسبقة، وعدم بذل الجهد الكافي لتصحيح المسار،وتصحيح المسار هذا يقتضي من جملة مايقتضيه المصارحة والمكاشفة وتفعيل الحكامة الجيدة.
Aucun commentaire