استفحال ظاهرة التخلي عن الاطفال الرضع
في صباح يوم الثلاثاء 8 مارس 2014 بلازاري (حي الفتح) تم العثو على طفلة حديثة الولادة التي كانت على قيد الحياة
حوالي الساعة العاشرة صباحا خلاجت إحدا النساء لإصطحاب ابنها الصغير إلى المدرسة إلا أنها لاحظت وجود في الرصيف المقابل بطانية في حالة جيدة ملفوفة بعنالية و قد إعتقدت القاطنة بالحي في الوهلة الأولى أنها ليست سوى قطة إلا أنها فؤجئت حينما قامت بإزاحة الغطاء بوجود طفلة صغيرة التي استرسلت في البكاء و بعد تجمع الجيران نودي على الشرطة و قد استمر المشهد أكثر من ساعتين قبل أن يتفرق الغفير
مشهد و إن كان حديثا في ذالك الحي الذي اعتاد على الهدوء و الإستقرار و الذي فزع أهله بسماعهم الخبر فهو أضحى عاديا بالنسبة للمستشفيات بالمغرب و التي أمست تستقطب آلاف من الرضع و حديثي الولادة بصورة يومية و هذه ظاهرة جد خطيرة تجسد لنا ما آل إليه المجتمع من فساد و انحلال أخلاقي و انعدام الضمير و تلاشي القيم الإسلامية …فالعامل الأول و السبب المباشر الذي يغذي و ينمي هذه الظاهرة هو العلاقات الغير الشرعية فأمام تزايد كما يسمى « بائعات الهوى » تفاقمت ظاهرة التخلص من المواليد بشتى طرق و من الطرق السائدة و الأكثر انتشارا تركه أمام أبواب البيوت و المنازل أو بأحد الحدائق…أما أبشعها فهي إلقاء المولود بالقمامة أو القتل و مع الأسف كل هذه الأشكال تحدث بالمغرب خاصة بالمدن الكبرى و السياحية التي يكثر فيها الأجانب كطنجة و الدار البيضاء أما سبب توجه معظم النساء إلى التخلص من مواليدهن فذلك تنصلا من الفضيحة فالحامل بجنين غير شرعي و لا يملك أب (حلال)تدرك مدى قذارة هذا العمل و مدى عظمته بالنسبة لمجتمعنا الإسلامي الذي تنتمي إليه و تدرك كذالك صعوبة تقبل الوالدان- في حال تواجدهم-هذه الخطيئة التي اقترفتها …و تعتبر هذه الظاهرة أسهل نسبيا من اللجوء إلى إسقاط الحمل و ذالك لأسباب قانونية و شخصية و كذالك خطورة العملية
إذا ما حاولنا تقديم حلول للتصدي لهذه الظاهرة وجب علينا البحث عن الأسباب و بما أن الكل متفق على أن العلاقة غير الشرعية هي السبب الرئيسي كما أشرنا الى ذلك سابقا . فمن الضروري البحث عن حلول جذرية لهذه الظاهرة الإجتماعية التي من الصعوبة علاجها خاصة و أن الكل في هذه العقود الأخيرة يصرخ و يندد تحت لواء الحرية كيفما كان سواء إيجابيا أو سلبيا .
وهكذا يمكننا طرح عدة تساؤلات بخصوص استفحال ظاهرة التخلي عن المواليد حديثي العهد خصوصا أمام ما نعيشه اليوم من عولمة خطيرة و تداخلات و إختلاط رهيب يهدد بيئتنا الدينية ، الاخلاقية والاجتماعية باستمرار . فماذا سيكون مصير الأجيال القادمة إذا لم نسارع إلى تربيتها أحسن تربية ؟ والعمل على محاربة هذه الظواهر البشعة التي غزت محيطنا و التي أضحت كالزلزال تدمر كل القيم الاخلاقية والانسانية …. ظواهر لا يمكن القضاء عليها الا بالرجوع إلى الدين الإسلامي الحنيف و العلم و التوجيه السديد و التربية الصحيحة إضافة إلى التربية الحسنة .
2 Comments
كاتب الثانوية … دائما تتحفنا بالجديد
جميل جدا ورائع أن نجد في الثانوية تلميذا يكتب بهذا الشكل