بنية التدبير العقلاني ودال الاستثمار التربوي
بنية التدبير العقلاني ودال الاستثمار التربوي
1- ماهية الاستثمار في حقل التربية:
تبشر دعامات الميثاق الوطني للتربية والتكوين وكذا مختلف أدبيات الوزارة من مراسيم وقرارات ومذكرات بميلاد مرحلة جديدة للمدرسة العمومية المدعمة من طرف الدولة تتمثل في الانتقال إلى اختيار المدرسة الرأسمالية المرتكزة على الفكر ألمقاولاتي وتمهين المعرفة…و من شروط تأمين هذا الانتقال : الشراكة ، ومشروع كريطا والاستثمار في حقل التربية… فما المراد بالاستثمار في بنية التدبير؟
حمل رواد التدبير ألمقاولاتي دال الاستثمار عدة دلالات منها:
1
–
تعبئة موارد المؤسسة التعليمية وتنميتها لتحقيق الأهداف المرسومة وتنفيذ مختلف المشاريع المصممة في برنامج العمل السنوي سواء تعلق الأمر بمشروع المؤسسة أو المشروع البيداغوجي أوالمشروع الديداكتيكي أو مشروع التلميذ…
-2- توظيف المتوفر من الموارد المالية والمادية والبشرية والمعلوماتية قصد إغنائها وتشغيلها في أقصى درجات الجودة والمردودية الداخلية والخارجية…
-3-البحث عن مصادر تمويل جديدة واستعمالها في تنفيذ برامج عمل من منظورات خمس:التدبير المادي، التدبير المالي، التدبير التربوي، التدبير الإداري ،والتدبير الاجتماعي.
والمؤسسة التربوية باعتبارها مجتمعا مدرسيا متماسكا يتمتع بعتبة من الانسجام وبقدر من الانفتاح على المحيط بمكوناته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية منجم نفيس وأرض بكر مضمونة المكاسب لم يلجلها أحد من مالكي رؤوس الأموال الوطنية أو المغربية المهاجرة . فما على صناع القرار من مهندسي التدبير ألمقاولاتي إلا الدعاية لمشروعهم وتحديث العدة القانونية وتمرين النصوص المعمول بها وإصدار دليل المستثمرين وخرائط الاستثمار وتحسيس الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والثقافيين بأهمية الاستثمار داخل المؤسسة التربوية في ثلاثة أوراش أرباحها كبيرة هي:
1
– ورش الدعم في مواد التعثر كالرياضيات والفيزياء وعلوم الحياة والأرض وكذا في اللغات. وهي مناسبة لتقنين دروس الدعم وتنظيمها وإضفاء الصفة القانونية عليها.
2
– ورش التكوين المستمر عن قرب أو بعد لفائدة التلاميذ أو الأساتذة أوموظفي الخواص و الشركاء وباقي مكونات المجتمع.
-3- السياحة التربوية بالنسبة للرحلات والمخيمات والعطل وإقامة الحفلات…
2
– أنواع الاستثمار في حقل التربية:
أ- الاستثمار المادي:
يعتبر الفضاء المركزي/ القسم والفضاءات الموازية له من قاعة المعلوميات والقاعة المتعددة الوسائط وقاعة العروض والمقصف وإقامة الداخلية وساحات المؤسسة …أطرا مكانية لتشغيل مكتسب التلاميذ ومهاراتهم وتفتيق مواهبهم وإنضاج شخصيتهم وكذا تعد موردا إضافيا لتنمية العائد المادي والتربوي للمؤسسة.
ب- الاستثمار المالي:
بالنظر إلى شح ميزانية المؤسسة المستخلصة من رسوم التسجيل يتعين على فريق تدبير المؤسسة تنميتها من خلال جلب المستثمر المغربي والأجنبي وتحفيزه لتمويل مشاريع مدروسة تعود بالمنفعة على ناشئتنا وكذا استقطاب دعم الجماعات المحلية وتفعيل عضويتها في مجلس تدبير المؤسسة والبحث عن شركاء محليين وخارجيين لتنفيذ برامج عمل ومخططات تحسين الجودة…
-ج- الاستثمار المعلوماتي:
إذا كان العالم يعيش في مرحلة ما بعد الصناعة مرحلة التكنولوجيا والثقافة الرقمية فإنه يتعين على المدرسة المغربية الانخراط في مجتمع المعرفة وتهييئ أنظمة معلوماتية للتكوين بحسب الحاجة وإعداد المترشحين لمختلف المباريات والامتحانات بل وإعداد برامج للتكوين المستمر في مختلف التخصصات ونماذج عمل في الدعم لربح رهان التنمية الذهنية.
د- الاستثمار التربوي:
لتحقيق التوازن بين دال التكوين ودال تشغيل الكفايات أصبح من الضروري خلق جسور التكامل بين النشاط الصفي داخل القسم والأنشطة اللاصفية الممارسة في الفضاءات الموازية بما يؤهل التلميذ للفروض المحروسة ومختلف الامتحانات ويقوي حس المنفعة بينه وبين المؤسسة التعليمية حتى تتحول بالنسبة إليه إلى نقطة جذب حقيقية.لهذا أصبح من المؤكد تفريغ أساتذة التنشيط والاستعانة بمتخصصين في تقنيات التنشيط التربوي في مجالات السينما والمسرح والمعلوميات… من خلال صياغة برامج عمل فعلية ومتنوعة لتنمية قدرات المتعلمين.
ه- الاستثمار الاجتماعي:
إذا كانت المؤسسة التعليمية مجتمعا مدرسيا منسجما فلا بد من تقوية الشعور بالانتماء إليها من خلال استحداث صندوق الدعم الاجتماعي الذي يكفل محفظة الدراسة للمعوزين من المتعلمين والخدمة الصحية للمرضى منهم من ناقصي النظر والسمع…والتحفيز والتتويج للمتفوقين من التلاميذ ومقصفا للاستراحة وتجديد النشاط والترفيه المفيد من خلال صبحيات وأمسيات للتنشيط وللبستنة والرسم والنظافة والتزيين أوحفلات أورحلات لتكسير الرتابة و الاسترخاء بعد عناء البحث ومشقة التحصيل خلال مشوار دراسي مفعم بالاكتساب والتحصيل…
و- الاستثمار الإداري:
إن المرسوم الوزاري رقم854 قد استثنى هيئة الإدارة من أطر الوزارة الخمس واحتفظ بإطارها المرجعي القديم رغم تغير المهمة المسندة لها وفي هذا تثبيط لنساء الإدارة ورجالها لايجبره إلا تحفيز أطر هذه الهيئة ماديا ومعنويا لإنجاح ورش الإصلاح وتأمين عملية الانتقال من بنية التسيير إلى بنية التدبير بحيث تتطلب المرحلة الجديدة تجديد نظام العمل وتطوير آليات الاشتغال على طريق تكنولوجية الإدارة واعتماد مقاربة التدبير التشاركي المرتكز على النتائج والجودة وفق نظرية إدارية حديثة تستند على النظرية السلوكية والنظرية الموقفية ونظرية البعدين ونظرية تدرج الحاجات ونظرية إيكريك…لتنحت نموذج عملها على قاعدة التفويض والتفاوض وفريق العمل و التخطيط..لترتقي بالعملية الإدارية من دال الإدارة التعليمية التقليدية إلى دال الإدارة التربوية الحديثة.
3
– قيمة الاستثمار في حقل التربية:
إن الاستثمار في حقل التربية هوا لمدخل الأساسي لأية مقاربة نسقية تدخلية لمشاكل المدرسة المغربية و تحديد حاجياتها في أفق البحث عن البدائل والحلول و الارتقاء بأداء المؤسسة في درجات الجودة وتأهيلها للاضطلاع بأدوارها الجديدة في منظومة التدبير ألمقاولاتي.
3 Comments
السلام عليكم
وجدت نفسي أقرأ شيئا ، رغم أني من أسرة التعليم ، ومؤمنة بأن المدرسة والمؤسسة التعليمية هي استثمار للغد و مكسب تنموي محظ، لكن لم يغب عن ذهني الواقع الذي تعيشه المؤسسات أو بعض المؤسسات الغير محظوظة ، و بالخصوص التي أنتمي إليها،لكي يتم كل ما جاء في مضمون المقال أعلاه يجب أن تكون المؤسسة المستهدفة و المعنية بالأمر سقفها من حديد و جدرانها صلبة ، و الذي سيفكر باحتضان المشروع الإستثماري ودراسة الملف ثم تقديمه إلى المقاولة أو إلى…. نيابة عن المدرسة أو ثانوية أو مؤسسة تربوية ، يجب أن يكون شخصية مهمة لها وزنها في المدينة أو من أعيان البلاد ..أو عضو مهم في جمعية الآباء إلخ…. حتى يلفت النظر إلى المدرسة أو الؤسسة التربوية التي ينتمي إليها خلاف الثانوية و المدرسة التي تضم تلاميذ الفقراء البسطاء المعتادين على الجدران المشقوقة والسقف الذي يتقاطر على كراريس هؤلاء التلاميذ ذنبهم الوحيد أن ملف الإستفادة بالترميم والصيانة لم يحظى بشرف الإحتضان من طرف الجهات المعنية بالأمر، فالثانوية التي أنتمي إليها وعلى حسب أطرها الإدارية يمكن في أي لحظة تتسبب في كارثة وحينها لكم واسع النظر…………. مع العلم أن مجهودات جمعية الآباء و السيد المدير لا يمكن نكرانها جزاهم الله خيرا ,
لاأعلم إذا كنت على صواب وأنا أكتب هذا لكن هذه حقيقة لا أجد مانعا من سردها وأنا لا أشك بهذا في ذوي النوايا الحسنة و وجود اناس مهتمين بمثل هذا الموضوع و الله ولي التوفيق..
استثمار كل شيء، ولم لا الاستثمارالإنساني: استثمار الموارد البشرية، استثمار طاقات الفرد/ الطالب/التلميذ،استثمار مجهوداته الفكرية والعضلية، بما يمكنه من امتلاك ناصية المعرفة والتأهيل المعرفي والمهني، وبما يضمن له الاستقرار النفسي والمستقبل الزاهر والعيش الكريم.
فالملاحظ أن كل الاستثمارات تنهض على عاتق التلميذ: يمتحن، ينجز الفروض المحروسة. كما تمارس عيله أشد مساطر التقييم والانتقاء: تحدد نسب النجاح، تحدد نسب الحصول على الشهادات، تحدد نسب التكوين، تحدد نسب الاندماج…، فمتى يستثمر التلميذ/الطالب مؤهلاته وطاقاته الخلاقة والإبداعية بلا قيد ولا شرط؟
محمد ابراهيمي الأستاذ الفاضل الكريم، لقد قلت شيئا جميلا؛ لكن هم يستثمرون في العقارات والفلاحة والأبناك و … إلا حقل الموارد البشرية. فالتعليم يستثمرون فيه حقلا تجاريا لا تربويا ولا تعليميا ولا تكوينيا. ويبقى الواقع في واد وأحلام الميثاق في واد آخر، يبقى للأدبيات التربوية وللاختبارات المهنية وللبحوث النظرية ولغيرها.
لك كل التحيات مع العلم أن مقالك له رصيد قوي عند العقلاء الذي يستثمرون في الموارد البشرية. دام قلمك. وشكرا