في سابقة هي الأولى من نوعها في مدينة وجدة توحدت مختلف الأحزاب السياسية ومختلف النقابات من اقصى  اليسار الى اقصى اليمين مع الحركات الأسلامية  في  المسيرة الأحتجاجية ضد نشر واعادة نشر الرسوم المسيئة لمقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك في مسيرة ضخمة يوم الجمعة 18 محرم موافق 17 فبراير  والتي انطلقت على الساعة الرابعة  بعد الزوال  من ساحة جدة ، مرورا  بشارع محمد الخامس حيث توقفت بساحة 18 مارس 2003  امام  محطة القطار ، وشارك في هذه المسيرة حوالي 25000 مواطن ومواطنة من سكان وجدة والذين هبوا بحماس ، وبنظام وانتظام  لأستنكار وأدانة الذين سولت لهم انفسهم الأساءة الى الرسول الكريم  رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد ردد  المشاركون  الذين كانوا يحملون لا فتات تندد بكل اساءة  لمقدساتنا الدينية ،  ومرددين شعارات تدين  نشر واعادة نشر الرسوم التي  تستفز بواسطتها الصحافة الغربية  مشاعر مليار ونصف المليار مسلم ، الذين هبوا  في مشارق الأرض ومغاربها منددين بهذا العمل الأجرامي الدنيء ، والذي يعكس مدى الوقاحة التي وصل اليها الأعلام الغربي ، والذي بذلك يعبر عن مدى حقده وكراهيته للأسلام والمسلمين خلافا للشعارات الكاذبة التي  يرددها بعض قادة الغرب والتي تدعو الى الأحترام ، وحوار الحضارات …الخ كما ردد المشاركون شعارات  تدعو الى مقاطعة  منتوجات كل بلد يتورط اعلامه او صحافته في اعادة نشر الرسومات  المذكورة …
     هذا وفي ساحة 18مارس2003 تمت تلاوة  بيان الى الرأي العام  هذا نصه :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الى الرأي العام
في تصعيد خطير  وتطاول غير مسبوق لجأت دوائر الأستكبار الصهيوني  الصليبي  الى فتح  معركة جديدة  تضرب في العمق المقومات الأساسية لعقيدة الأسلام  بدءا بمسلسل منع الحجاب  ومرورا بتدنيس  المصحف الشريف والاعتداءعلى أعراض الأسرى المسلمين  بمعتقلات الخزي والعار بكوانتانامو  وأبوغريب وكابل…وحصار  الدعاة والتضييق على الحريات الدينية للجاليات المسلمة ، والهجوم على مفردات الهوية الأسلامية  في المنظومات التربوية والتعليمية والاسلامية ، وصولا الى ما اقدمت عليه بعض الصحف الشيطانية من نشر رسومات مسيئة لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوى حرية التعبير متجاهلة عن قصد مشاعر ما يزيد عن المليار ونصف المليار مسلم .
           ان هذه الجريمة السافرة والتي تدعي الانتصار لمبداء حرية التعبير ليست مبادرة فردية معزولة وانما هي حلقة موصولة في المخطط الشامل والمستمر للعدو الصهيوني الصليبي في حربه على الاسلام والمسلمين ، واستجابة طبيعية لمشروعه الهيمني التوسعي المتستر وراء مقولات الحرب على الارهاب وتحقيق السلام العالمي …
      يا جماهير شعبنا  المسلم
     ان الهيئات السياسية والحركات الاسلامية والتمثيليات النقابية والمدنية المنظمة لهذه المسيرة تقديرا منها لفظاعة الموقف ، وانطلاقا  من قناعتها  بضرورة الانخراط في كل اشكال المقاومة المدنية واحياء  المناعة الحضارية لهذه الأمة  تدعو الرأي العام الى ما يلي :
اولا :  الحرص على تعميق الانتماء للاسلام والتشبث بثوابته العقدية وتربية الأجيال الصاعدة على الايمان بالله وبالرسول صلى الله عليه وسلم وحبه اللامتناهي وحب آل بيته وصحابته والاقتداء به والتمسك بسنته .
ثانيا :مواصلة التعبير  عن حالة  الغضب العارم على اي مساس بمقدسات الأمة الاسلامية وابداع وتطوير أشكال المقاومة المدنية .
 ثالثا :  المقاطعة الاقتصادية  والثقافية لمنتجات الدول المتورطة في هذه الجريمة العنصرية .
رابعا :  مقاطعة الصحف المحلية والدولية التي نشرت او اعادت  نشر هذه الرسومات الحاقدة
خامسا :  الضغط بكل الوسائل  والاشكال  لانتزاع اقرار المنتظم الدولي لقانون يجرم المس بالمقدسات الاسلامية ، وكذا الاعتراف بالدين الاسلامي بوصفه مكونا اساسيا للمشهد الديني للدول الغربية التي لا تزال ترفض هذا الحق للجاليات المسلمة .
سادسا : دعوة الحكومة  المغربية الى المقاطعة الدبلوماسية  والاقتصادية للدول المتورطة مباشرة في الاساءة الى أقدس مقدسات الشعب المغربي .
قال تعالى : " ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا " صدق الله العظيم ….والسلام عليكم ورحمة الله  تعالى وبركاته .