البحث الحثيث في مكان قوم لوط وهلاكهم
البحث الحثيث في مكان قوم لوط وهلاكهم
اختلف الباحثون عن مكان قوم لوط وفي كيفية هلاكهم، فقمت بدراسة و بحث لتسجيل حقائق جديدة في التاريخ، انطلاقا من الكتاب و السنة النبوية الشريفة.
مكان قوم لوط او المؤتفكة :
قالت الطائفة الاولى : أنهم كانوا بأرض الطائف قريبا من مكة، واستدلوا بقوله تعالى (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)، وقالوا أن الأرض التي باركها الله للعالمين هي مكة، لقوله تعالى(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)، فرجحوا بذلك أن قرية قوم لوط هي الطائف ايضا لقوله تعالى (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هى من الظالمين ببعيد)، قالوا أن الظالمين في الأية يقصد بهم قريش فإذا قريتهم ليست بعيدة عن مكة ولما قارنوا المسافة بين الطائف ومكة، عند قوله تعالى (وإنكملتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون)، يتأكد عندهم أنها الطائف واكتفي بهذا القدر من الأدلة التي ذكرتها في هذا البحث.
أما الطائفة الثانية : فرجحت أن قوم لوط كانوا بأرض الشام وهذا ما نقلته الكتب السماوية الأخرى، بل وجدت في بعض الأبحاث من قال أنهم قرب البحر الميت من أرض سورية، وأمام ما عرض من الأدلة الغير الكافية الى اثبات ذلك قمت بالبحث في هذا الموضوع كي أصل الى معرفة مكانهم كما ألفت القارئ أن بحثي كله ينطلق من القران والسنة، وبعد ما انتهيت وجدت التالي :
أول ما أبدئ به في هذا البحث معرفة الأرض التي رحل اليها نبي الله ورسوله ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ذلك لأن لوط عليه السلام خرج معه من أرض العراق متجهين الى حيث أمرهم الله.
قال تعالى (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)، وهته الأرض في الغالب هي بيت المقدس وليست مكة لما في ذلك من الأدلة التي تثبت ذلك، قال تعالى (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله…)، وقوله تعالى (وأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ ومَغَارِبَهَا الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا)، وقال موضحا ذلك عند ذكر سليمان وهو من بنى بيت المقدس فقال تعالى (ولِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا)، ولما خاطب الحق سبحانه قريشا قال تعالى (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ) ‘أي قريش’ وَبَيْنَ القُرَى الَتِي (بَارَكْنَا فِيهَ) ‘أي القدس’ قُرًى ظَاهِرَةً (وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ)، فلو كانت الطائف كيف يخاطب القران قريشا ويقول لهم (سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ) انما هذا يدل على بعد المسافة بين مكة وأرض قوم لوط.
أما الاستدلال بأنها مكة لقوله تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)، فهو استدلال باطل لأن مكة خصها الله انها كلها مباركة وهدى للعالمين.
قال تعالى (وإنها لبسبيل مقيم)، أي قرية قوم لوط نفهم أنها تقع على طريق واضح مأهول يرتاده التجار والمارة والسكان.
أما قوله تعالى (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هى من الظالمين ببعيد وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ…وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ)، من هم الظالمون في قوله (وما هى من الظالمين ببعيد) الفتنا الحق تعالى بعدها الى ذكر مدين قوم شعيب هذا ليبين لنا أن المقصود بهذا الخطاب هم أهل مدين قوم شعيب وهم المعروفون في أيات اخرى بأصحاب الأيكة، فقال تعالى (وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين)، اذا قوم لوط ليسوا ببعيدين عن أصحاب الأيكة مدين قوم شعيب ومدين تقع في جنوب الغربي للأردن، نفهم أنها على زمان ومسافة ليست ببعيدة عن قوم لوط ويتضح هذا جليا عند قول شعيب لقومه (وَمَا قَوْمُ لُوطٍ منكم بِبَعِيد) منكم تفيد المكان كما تفيد الزمان أيضا وهذا يفند قول القائل أن المقصود بالظالمين أهل مكة.
أما قوله تعالى (وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون)، هنا الخطاب لأهل مكة وجاء القران بضمير المخاطب ‘وإنكم’ نفهم أنَّ أهل مكة كانوا يمرون على موقع قوم لوط صباحا ومساءً أثناء رحلتهم التجارية إلى الشام فعندما يذهبون الى الشام يمرون على قرية قوم لوط بالليل ليدخلوا السوق صباحا وإذا خرجوا من الشام الى مكة يخرجون مساءا فيمرون عليها صباحا، وهذا يدل أن بين القدس حيث أسواق الشام وبين قرية قوم لوط مسيرة نصف يوم أو نصف ليلة والدليل أن أسواقهم كانت بالقدس، حديث أبا سفيان بن حرب مع هرقل عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب بن أمية أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي هادن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان وكفار قريش فأتوه بإيليا فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ..).
وفي قوله تعالى (ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها)، اشارة انهم كانوا يمرون عليها ولكن لا يلتفتون الى مكانها لما أراد الله تعالى أن يحل بقوم لوط الدمار والهلاك أرسل ملائكة فمروا على إبراهيم أولا قال تعالى (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِين).
أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ هذه لفظ اشارة للقريب وهذا دليل على أن لوطا يسكن بالقرب من ابراهيم عليه السلام، وكأنها على مرمى العين المجردة كان ابراهيم يراها كل يوم وأثبتنا بالأدلة القطعية أن ابراهيم كان ببيت المقدس، ومن الأدلة الدامغة حتى لا يبقى للقارئ أي شك في المسالة قوله تعالى (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذ)، لو كان في مكة لقال بجمل لأن الأبقار لم تكن بمكة ولهذا لا تجد في فقه مالك زكاة البقر قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (فصل لربك وانحر)، والنحر للإبل لأن السائد عند أهل مكة الابل وقوله تعالى حنيد أي سمين دل على أن المكان فيه عشب كثير ومكة أرض قاحلة صحراء على خلاف أرض المقدس أرض ماء وعشب، ثم يحدد الحق تبارك وتعالى مكان قوم لوط في أية اخرى قال تعالى (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)، ‘بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ’ يعني أنه انطلق في جزء من الليل وليس الليل كله قال الكشاف في تفسيره القطع هو نصف الليل وقد بين هذا سبحانه في قوله ‘أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ’ فاذا مشى لوط نصف الليل حتى أصبح بمقدار ست ساعات تقريبا الى بيت المقدس حيث ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فيكون قد قطع مشيا على الأقدام مع من معه من الأطفال والنساء والشيوخ مسافة بين عشرين أو ثلاثين كيلومتر، وهذه هي المسافة بين قوم لوط والقدس وهذا تابت لمن رجع الى الخريطة لقياس المسافات، تبعد القدس 52 كيلومتراً عن البحر المتوسط في خط مستقيم، و 22 كم عن البحر الميت، و 250 كيلومتر عن البحر الأحمر، وتبعد عن عمّان 88 كيلومتراً، وعن بيروت 388 كيلومتراً، وعن دمشق 290 كيلومتراً. وهذا ما كنت قد بينته من قبل في خطاب القران لقريش في قوله تعالى (وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون)، أي أثناء ذهابكم الى القدس أو ايابكم الى مكة في تجارتكم.
أما قوله تعالى ‘ولا يلتفت منكم احد’ هذا يدل أن لوط في طريقه الى القدس لو التفت لأبصر ما يحدث لقومه من غضب الله، يدل ان المؤتفكة أي أرض قوم لوط جد منخفضة وأن الذي يخرج منها يسير في طريقه الى القدس انما يسير الى أعلى، حتى أنك لو التفت لرأيتها ولهذا نهى الله لوطا أن يلتفت حتى لا تأخذه بهم رحمة.
و أثناء بحثي تحقق لي ان مدينة القدس تقع في وسط فلسطين تقريباً إلى الشرق من البحر المتوسط على سلسلة جبالٍ ذات سفوحٍ، تميل إلى الغرب وإلى الشرق وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو 750 متر، وعن سطح البحر الميت نحو 1150 متر، وتقع على خط طول 35 درجة و 13 دقيقة شرقاً وخط عرض 31 درجة و 52 دقيقة شمالاً.
هنا يتضح لنا أن قوم لوط اهلكهم الله في منطقة جد منخفضة ألا وهي البحر الميت الذي يعد أكثر منطقة على وجه الأرض انخفاضاً وهذا ما أكده العلماء ومصداقا لقوله تعالى (غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين)، وكان ذلك في ضواحي البحر الميت.
كيف كان هلاك قوم لوط :
لو قرأت قول الله تعالى من سورة الحاقة (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً)، عندما ذكر الله تعالى قوم عاد وثمود في آية واحدة عاد ليفصلهما في الآيات التي تتحدث عن عذابهم لأن طبيعة العذاب مختلفة فقال تعالى (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا)، أما عندما ذكر فرعون و المؤتفكات أبقى على شرح صورة العذاب في إطار آية واحدة دون فصل وهذا يدل أن قوم لوط كان من صنوف عذابهم الغرق فإذا كان عندنا ما لا شك فيه كما أخبرنا القران أن فرعون وقومه أهلكوا غرقا اذا كذلك قوم لوط بالغرق والمشهور عندنا أن الله قلب بهم الأرض وحتى نقف على الحقيقة تتبع معي قراءة نصوص القرأن جيدا.
قال تعالى (فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا(عاد)ومنهم من أخذته الصيحة(ثمود)ومنهم من خسفنا به الأرض(لوط)ومنهم من أغرقنا(فرعون)وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)، الخسف معناه في اللغة نقول خسفت الأرض أي غارت خسف به الأرض غيبه فيها خسف القمر ذهب نوره ومنها قوله تعالى (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ)،في الصحيح عند البخاري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال (بينما رجل يجر إزاره إذ خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة)، وهذا يعني أن الله انما أنزل قرية قوم لوط من أعلى الى تحت الأرض.
في أية اخرى قال تعالى (فلما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك)، معنى عاليها سافلها يخيل للقارئ ان ما كان فوق الارض اصبح اسفلها وما تحتها اصبح عاليها وهذا صحيح لكن ليس كما نتصوره كانت قرية قوم لوط مرتفعة عن البحر الميت فخسف الله بها تحت الأرض، حتى أصبحت في قعره والماء فوقها أعلى منها وهي تزداد عمقا عبر السنين، اكتشف العلماء أن منسوب المياه في البحر الميت كان في بداية الستينات 392 متراً تحت سطح البحر، واليوم يبلغ منسوبه 412 متراً تحت سطح البحر، وهذا يدل أنه يزداد انخفاضه عبر السنين، وصدق الله تعالى لما قال(وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى)، المؤتفكة هم قوم لوط وكلمة أهوى تأتي من الهوي والسقوط من فوق الى تحت وهذا يساند رأينا وبقوة وكلمة ‘أهوى’ ليس كهوى تفيد أنها مستمرة في الاهواء لا يقف اهوائها عند حد حتى يرث الله الارض ومن عليها كقوله تعالى (هو اقسط عند الله) (اقرا وربك الاكرم)، أما قوله تعالى ‘فغشاها ما غشا’ أي بعد انزلاقها وسقوطها في البحر الميت أخذت تنهال عليها الحجارة والحمم قال تعالى (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها)، فالله تعالى فجر براكين حولهم فرماهم بحجارتها حتى أحرقهم قال تعالى (وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك)، ثم أغرقهم بعد ذالك في البحر الميت وبيئة البحر الميت بيئة فريدة تجعل من الصعب أن تعيش فيه كائنات حية إذ ترتفع فيه درجة الملوحة بشدة حتى إن اللتر الواحد يحتوي على 300 جرام من الملح مقابل 35 في المتوسط من البحار الأخرى، ولعل الحكمة من هذا حتى لا ينتشر في الناس ما كان فيهم من الأمراض كالايدز وغيرها مما لا نعلم بسبب اللواط والغريب في الأمر أنني أثناء هذا البحث سألت بعض الأطباء في أوروبا عن بعض الامراض كالايدز فاخبرني انها تتواجد خاصة عند من يتعاطى اللواط واخبرني ان من مات من هؤلاء لا يعطى لأهله انما يقومون بحرقه ثم يضعون هذا الرماد في قنينة في اماكن خاصة مخافة ان تتنقل هذه الامراض الى غيره، روى أحمد عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبييقول (إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط)،
في سنن ابن ماجة باب من عمل عمل قوم لوط عنابن عباس قال(من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به)، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم ولعن من يجامع زوجته من دبرها لان هذا يعد من عمل قوم لوط عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ملعون من أتى امرأة في دبرها) رواه أحمد وأبو داود وفي لفظ (لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها)رواه أحمد وابن ماجه.
هذا وبالله التوفيق ان اصبت فبعون الله لي وان اخطئت فمن تقصيري ومن نفسي ومن الشيطان
6 Comments
بحث موفق أخي و لكن حبذا لو استعملت لفظ الشذوذ الجنسي أو فعل قوم لوط بدل كلمة اللواط التي هي مشتقة من اسم سيدنا لوط عليه السلام و الله أعلم
جزاك الله خيرا
ما شاء الله ايش ها الترابط بين الادلة وتوظيف النصوص …انت صاحي كيف يمروا مصبحين ويعودوا ثاني يوم وبين الموقع المذكور والشام 150 كيلو ومتى كان قوم شعيب مدين بالاردن خجلان تقول بالسعودية والادها والامر تفسير الايات وتحميل النصوص اكثر مما تحتمل
لم أستطع فهم الغرض من مقالك هذا، يرجى توضيح بعض منه حتى أفهم
ممكن تعطيني حساب لك لأنه موضوعك وكلامك منطقي وحاب استفيد منك ومن تعليمك يا استاذي.
للأسف اجترار للإسرائيليات لا يوجد اي دليل علمي ولا أثري ولا جيولوجي