Home»Correspondants»صحف مغربية خارج الإجماع..انتقدت ردود فعل المسلمين ضد الإساءة للرسول الكريم واتهمتها بالتسييس

صحف مغربية خارج الإجماع..انتقدت ردود فعل المسلمين ضد الإساءة للرسول الكريم واتهمتها بالتسييس

0
Shares
PinterestGoogle+

اختلفت الصحف المغربية في تعاطيها مع واقعة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم التي نشرتها الصحيفة دانماركية  »جيلاند بوستن » يوم 30 شتنبر الماضي وأعادت نشرها جرائد أخرى في النرويج وإيطاليا وفرنسا وغيرها.

منها من واكبها بتغطية ردود الفعل بدون أن تبرز موقفا من الجريمة النكراء لكنها نشرت بالمقابل مقالات رأي منددة بالرسوم وبالمنطق الأعور لحرية التعبير عند البعض، كما هو الحال بالنسبة لصحيفتي الاتحاد الاشتراكي والصحراء المغربية، فيما عملت يومية الأحداث المغربية على متابعة التداعيات مع نشر مقالات رأي في عمود » منتدى الاحداث »منها ما هو مدين لتلك الرسوم وكاشف لزيف منطق حرية التعبير بدون حدود في شخص مقال الدكتور عبد الهادي بوطالب في عدد أول أمس تحت عنوان  »معادلة الحرية والمسؤولية »، ومنها ما هو مدين للرسوم، لكنه مدافع عن عدم اعتذار الحكومة الدانماركية عن الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومستغرب لموقف المقاطعة الاقتصادية على اعتبار أن الدنمارك كدولة مظلومة ولا ذنب لها فيما جرى كما هو الحال في المقال المعنون بـ » الدنمارك والإعتذار » حيث خلط بين الإساءة لخاتم الأنبياء والرسل، بالسلوكات والمواقف المنحرفة والمتطرفة لقلة من المسلمين لايمثلون مطلقا دين الإسلام، ولايشكلون شيئا يذكر بالمقارنة مع الطابع المعتدل والوسطي للفئة العريضة والساحقة للمسلمين وكذا داخل التيار الإسلامي أو ما يعرف بالحركات الإسلامية.

أما يوميات أخرى فقرنت المتابعة الخبرية لجريمة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم بالتعبير عن مواقف واضحة كما هو الحال بالنسبة لجريدة الصباح والعلم والتجديد و »بيان اليوم » على سبيل المثال، حيث كتب عبد المنعم الديلمي افتتاحية يوم 6/2/06 تحت عنوان  »فاشستية ». فيما أدانت  » العلم » الصمت المذهل للحكومات الإسلامية، وتساءلت عن أي قانون يحمي حرية  »السفهاء »، أما بيان اليوم فاعتبرت أن حرية التعبير لا تبررانتهاك المشاعر الدينية، وشددت على أن تلك الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم استفزاز وزيغ إعلامي.

ولأن كانت يومية  »النهارالمغربية » قد انزلقت نحو إعادة بعض تلك الرسوم مع تعليقاتها بدعوى تعريف القارئ بسبب الاحتجاجات قد خالفت القانون خاصة لما أعادت نشر الصورة الأكثر استفزازا، فإنه فيما يبدو لم تكن لها نية وخلفية سيئة وراء إعادة النشر ولكن بالأساس خطأ في التقدير والقرار، ولأن كانت أسبوعية  »لوجرنال » قد ارتبكت في قرار إعادة النشر، وحاولت أن تدافع عن مبدأ حرية التعبير بشكل عام مع إدانة الرسوم، فإن أختها باللغة العربية أسبوعية  »الصحيفة » عبرت في افتتاحية لها بعنوان » الآخر والحرية » عن حرية التعبير دون احتياطات ولا استثناءات، وهو الأمر الذي ينم عن عدم إلمام بمعطيات قانونية وحقوقية وواقعية في الغرب تجعل للحرية حدودا وأكثر من ذلك خطوطا أشد حمرة في الغرب قبل غيره ، من قبيل القوانين المانعة لأي تشكيك في قضية المحرقة » الهلوكست ».

غير أن يومية  »صوت الناس » وأسبوعية  »تيل كيل » كانت شادتين في التعاطي مع واقعة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، مع اختلاف في الدرجات فإذا كانت  »تيل كيل » قد انطلقت بأن أمر الكاريكاتير متجاوز، وتساءلت في ملف طويل عريض لماذا لا يمكن أن يظهر من يشخص دور رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأفلام السينمائية؟ على غرار موسى وعيسى عليهما السلام، فإن يومية  »صوت الناس » لم تكن صريحة واختارات عبر افتتاحيات أبو بيسان ومقالات لكتبة متتعدين وعلى رأسهم الأردني شاكر النابلسي، اللغة الحربائية لإدانة تلك الرسوم لكنها في الوقت نفسه لم تعمق التحليل في أسباب الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم وعدم جرأة الصحف الغربية والأوربية تحديدا على تناول مواضيع من قبيل المحرقة، بل أحلت المسلمين محل الجاني والرسامين ودولهم محل الضحية وخلط كتبة اليومية بشكل يدعو للتساؤل، بحيث كتب مرة أبو بيسان يوما: »

جميل أن يتحدث متأسلمو المغرب وغير المغرب عن » الغضب ضد الإساءة للرسول الكريم » والجميل أكثر أن يستفيضوا في تغطية مظاهر الغضب ـ كما فعلت لسان حال الفرع المغربي للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين »التجديد »…..فالرسوم التي صدرت في الصحيفة الدنماركية  »بولاند بوسطن » في30 شتنبر الماضي أساءت فعلا للمسلمين جميعا، من خلال إساءتهالنبيهم.. والغضب في هذه الحالة مشروع.. ولكن… هناك إساءة بل إساءات اكبر وافظع للنبي الكريم، تصدر عن مسلمين يقدمون انفسهم للعالم باعتبارهم الممثلين الأصفياء لدين الله…

بهذا استهل أبو بيسان طلقة حبره منذ أيام وأعاد في طلقة الأمس نفس الفكرة مع قليل من التوابل والمسوح ، لكي يخلط شعبان برمضان، ويخلط الإساءات الفظيعة للرسول الكريم عبر رسوم كاريكاتورية انتفض ضدها كل المسلمين، بمواقف وتصريحات فئات من المسلمين محدودة التأثير وحالات شاذة لاتمثل الإسلام ولا المسلمين، لم يفهم الزميل ابو بيسان أن هناك فرق كبير بين الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لرمز دين الإسلام وبالتالي لكل المسلمين، وبين مواقف وسلوكات متطرفة باسم الإسلام أصحابها لاهم في العير ولا في النفير، إن الخلط بين الأمرين مقصود لأن الليبراليين الجدد يرومون علمنة للمجتمعات والدول الإسلامية لاتبقي للدين كلمة ولاقولا في الحياة وتسجنة في المساجد والأديرة والبيع، ولذلك قال أبوبيسان  »فالرسوم التي صدرت في الصحيفة الدنماركية »بولاند بوسطن » في 30شتنبر الماضي أساءت فعلا للمسلمين جميعا، من خلال إساءتهالنبيهم » وكلمة نبيهم هنا لها دلالتها البالغة.

كعادته سيسارع صاحب طلقة حبر إلى الاتهام المجاني لكل من يكشف حربائيته وازدوجيته بأنه يكفر ويحرض وما إلى ذلك من الهراء السخيف الذي لا يمل من تكراره، والحال أنه قال بالحرف في طلقته الحبرية للعدد الموالي: » والغريب في الأمر هو أن تطالب الحكومة الدانماركية بالإعتذار عن فعل لم ترتكبه، بل وإلزام الصحيفة المعنية بالاعتذار، وهذا طبعا لا يمكن أن يتحقق إلا في بلداننا التي لا يعرف أغلبها شيئا اسمه حرية الصحافة أو سيادة القانون ». وهو كلام واضح لا يحتاج لتعليق، خاصة أنه يعتبر كل من احتج على تلك الرسوم متأسلم، وأحل الضحية محل المجرم بقوله  »ألم يكن من الأجدى الاكتفاء بالاحتجاج عن طريق الرسائل والبرقيات والعرائض، والكتابة في الصحف والمجلات؟ اللهم إلا إذا كنا نبحث عن »صدام حضاري » أو عن حرب دينية »نحقق بها حلم المحافظين الجدد في واشنطن ».

فمن الذي بحث ويبحث عن الصدام الحضاري وسعى لفتنة بين الأديان؟ الواقفون وراء الرسوم الكاريكاتورية والذين نشروها ودعموها وأعادو نشرها إمعانا في التحدي والاستفزاز، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، الذين نشروا الصور حقدا وغلا أم الذين قالوا لا لتلك الرسوم بشكل حضاري وسلمي.

ومهما يكن فقد نددت فيدرالية ناشري الصحف بكل مس مجاني للمعتقدات الدينية، وكانت جل الصحافة المغربية في مستوى الحدث وأدانت بشكل أو بآخر الرسوم المذكورة ونشرت تحليلات مختلفة لخلفياتها، مثلها مثل الشعب المغربي الذي أدان بكل شرائحه ومكوناته الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، أما المنابر التي اختارت الشذوذ عن القاعدة والخروج عن الإجماع بمبررات واهية فأمرها إلى قرائها والقانون .

محمد بلمساري
عن جريدة التجديد

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. جمال اقرقاش
    02/07/2006 at 21:19

    صحف لا تعبر عن الراى الشعبى

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *