Home»International»الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واستمرار سقوط أوراق الخريف

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واستمرار سقوط أوراق الخريف

0
Shares
PinterestGoogle+

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واستمرار سقوط أوراق الخريف

منذ رحيل الأستاذ عبد الرحيم بوعبيد وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعيش حالة الإبريق الذي وضع على النار وبه ماء ، تشتد حرارته فيتدفق الماء الساخن من أنبوبه ومن تحت غطائه ليطفئ بعضا من الجمر ويضيع وسط رماد النار ، وأهله منشغلون عنه إلى أن ينفذ كل الماء فيحترق الإناء.
هذه – في اعتقادي المتواضع – هي الحال التي عاش عليها حزب أكدنا مرارا انه ليس ملكا لأحد مهما علت درجته داخل مؤسساته ، وانه ملك للشعب المغربي حتى الذين يعارضونه منه . ولنقف عند بعض المحطات لاستجلاء الأمر.

لقد أكدت قيادة الاتحاد من المهدي إلى عمر فعبد الرحيم واللائحة طويلة أنها اختارت سبيل التضحية والنضال من اجل الغد الأفضل لأبناء هذا البلد وليس الغد الأفضل لها كقيادة. وكان هذا رأس مالها الذي لم يستطع أي كان أن يقايضها أو يساومها بشأنه. وبالرغم من توفر وتوافر العديد من الفرص أمامها بل وتقديم كل أسباب الراحة في مقاعد السلطة والاستوزار، إلا أنها كانت تربا بنفسها عن ذلك ، ليس لصفات ملائكية كانت مرتبطة بها ولكن لأخلاق نضالية جبلت عليها . وكانت النتيجة دائما أن الشعب المغربي عانق تلك القيادات وامن بها ، وجعلها بالرغم من كل التزوير الذي عرفته الاستحقاقات الانتخابية لسنوات عديدة ، جعلها تفرض ذاتها وتجعل المخزن الذي كان يعرف حقيقة الانتخابات ونتائجها يحسب لها ألف حساب.

وغابت تلك القيادات إلى الأبد بلقاء ربها ولكن أسماءها بقيت محفورة في التاريخ وفي أذهان العدو قبل الصديق.
غير أن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن ، فتؤول الأمور إلى أشخاص أصبحت قناعتهم راسخة بان الأعمال بنتائجها الذاتية، وان عهد الحديث عن النضال قد ولى وانه يكفي أن تصبح وزيرا لتترجم التصفيقات بعد خطبك على فراغها إلى أصوات بصناديق الاقتراع .
ويدق ناقوس الخطر البعض القليل من أبناء هذا الشعب وأبناء حزب هذا الشعب الانظاف أمثال حفيظ و الساسي . في حين كان صخب البعض الآخر يصب في اتجاه الاحتجاج على حرمانه من نصيبه في " الكعكة".

فماذا كانت النتيجة ؟
خرج البعض إلى ارض الله الواسعة ومعه كثيرون إما لتأسيس حزب يسعى من ورائه إلى تحقيق ما حال دونه وإياه القادة الدينصورات داخل حزب الاتحاد، ليصدم بالنتائج الفظيعة لمبادرته . وخرج البعض الآخر أيضا إلى ارض الله الواسعة للبحث عن بديل. ولكن لا هذا ولا ذاك أصاب في الطرح والاختيار . فضاعت الجهود وتفرقت القوى وركب آخرون على الحدث فخلقوا لأنفسهم مكانا في الفضاء السياسي للمغرب ، وهم الذين كانوا إلى وقت قريب أدوات في يد

السلطة تسخرها كيفما شاءت وأنى أرادت .
نتج أيضا عن كل ما سلف أن قررت حوالي 80 بالمائة من المغاربة الناخبين مقاطعة العمل السياسي والعمليات الانتخابية ليس انتقاما من الدولة أو سخطا عليها بل انتقاما من قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي خانت العهد . وكانت السكتة القلبية التي لا محالة ستتحول إلى سكتة دماغية إذا لم يتم التدخل السريع لإنقاذ الوضع.

فما العمل ياترى؟ وهل بالإمكان إنقاذ الوضع؟
بكل بساطة نعم ، وبكل تأكيد نعم.
إن مسؤولية ما حدث لأبناء الشعب المغربي الذين شكلوا الأغلبية الساخطة على قيادة الاتحاد الاشتراكي ليس هو إقالة – كما أسلفنا في كلمة سابقة من أقدموا على إعادة اغتيال المهدي وعمر وبقية الرفاق – بل لابد من إقالة المكتب السياسي ككل وحل المجلس الوطني وعقد مؤتمر استثنائي يحضره كل الذين انسحبوا إلى ارض الله الواسعة .

لابد من تنقية الحزب من كل الوصوليين والانتهازيين والساعين إلى المناصب مهما كانت تركتهم التاريخية سواء وطنيا أو جهويا أو محليا.
لابد أيضا من حل نقابة يذكرنا وجودها بتلك الأجهزة التي خلقتها وزارة الداخلية في سنوات خلت لتحطيم هذه القوة أو تلك .

لابد من لم الشمل ليعود الجميع إلى القواعد سالما.
إن مسؤولية ما حدث وما يمكن أن يحدث تقع على الجميع ، إن الأمر يتعلق بمستقبل البلد ككل لأنه لا يمكن أن تكون هناك أية قوة سياسية بإمكانها أن تجمع شتات اليسار غير الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
إن الإناء الذي احترق فوق النار أو هو بصدد الاحتراق لا يمكن أن يتم إنقاذه بتفقده وإضافة الماء إليه ، بل لابد من تنظيفه بشكل جيد وإعادة ملئه قبل وضعه من جديد فوق النار ليؤدي وظيفته المتوخاة .

وجدة في 09/12/2007
محمد ابوضمير

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. samir Ismail
    12/12/2007 at 00:14

    بدأت مشاكل الاتحاد الاشتراكي بعد وفاة الأخ عبد الرحيم بوعبيد رحمه الله واستفحلت مع دخول الاتحاد الاشتراكي للحكومة بدون استعدادات قبلية ولا أجندة وطنية. كان الفريق الوزاري لسنة 1998 ضعيفا قبل بكل شيء بكل الشروط المفروضة في ذلك الوقت والتي رفضت سنة 1994. قبل الاتحاد الاشتراكي أن ينخرط في « المسسلسل » موهما المناضلين بأنه يقدم خدمة للوطن. أداؤه في حكومة اليوسفي كان دون المستوى المطلوب بل كان دون التصريح الأول ونتائجه كانت جد بعيدة حتى على المخطط الخماسي و في كل الأصعدة: تدحرج المغرب في سلم التنمية الاجتماعية وفي الشفافية (تراساسبرانسي). وبدا فريق الاتحاد الاشتراكي وكأن هدفه الأساسي هو البقاء على كراسي الحكومة. زد على هذا تورط وزراءه في فضائح كبيرة مثل العمران والثقافة والتعليم. على مستوى التعليم العالي : الكل شهد أن الوزير خالد عليوة تسرع كثيرا في إنزال الإصلاح الجامعي وطبقه بدون أي غلاف مالي ولا تهييء للموارد البرية. في الفترة الأولى لولاية الأستاذ اليوسفي تقريبا لم تكن معارضة حتى العدالة والتنمية ساندته وللأسف الشديد لم تستفيد الحكومة من هذا الوضع. والقشة التي قسمت ظهر البعير هي مشاركة الاتحاد الاشتراكي في حكومة الأستاذ جطو رغم إصداره للبيان الذي عبر فيه عن تراجع المغرب عن المنهجية الديمقراطية. في ذلك الحين لم يفهم المغاربة أي شيء. ماذا يريد الاتحاد؟ وتكرس هذا بمواقف الأستاذ محمد اليازغي وتصريحاته نصب نفسه مدافعا عن كل توجهات الأجهزة الأمنية ناسيا أنه يمثل حزبا حداثيا ديمقراطيا مبادؤه فوق كل الاعتبارات الظرفية. وبدا للجميع أن منافس الاتحاد الاشتراكي هو الإسلاميين وخاصة العدالة والتنمية. في حين كان على الاتحاد الاشتراكي أن يبحث عن كل الديمقراطيين والوطنيين ويضع يده في أياديهم لإرساء الديمقراطية الحقيقية في البلاد.

  2. اتحادي من شرق المغرب يقيم منذ سنوات بشما
    12/12/2007 at 00:14

    أحيي نضليتك ودفاعك عن مبادئ الإتحاد , أيها الإتحادي الأصيل المتشبع بأفكار المهدي وعمر وعبد الرحيم وكل مناضلي وشرفاء الوطن ’ وأتمنى أن يراجع الناضلون سلوكاتهم ويعيدوا للحزب مكانته بعيدا عن كل انتهازية أو وصولية ’ وان يعمل التنظيم عاى مصالحة جميع مناضليه وتطهير صفوفه من الكائنات الإنتخابة , والرجوع الى الجماهير الشعبية وملامسة همومها والدفاع عنها , والتقيد بأدبيات الحزب المعروفة …….تحية نضالية لكل شرفاء هذاالوطن

  3. عبد العزيز قريش
    12/12/2007 at 00:14

    صوت لن يجد في مكانه صدى لأن الصدى امتصه الردى. شكرا على المقال.

  4. محمد من شفشاون
    13/12/2007 at 00:01

    لا يمكن وبكل موضوعية أن نتنكر للمجهود التي بذلت من طرف حكومة الاستاذ عبد الرحمان اليوسفي وحومة جطو لإنقاد البلاد من السكتة القلبية’ والدور الذي لعبه الإتحاد الإشتراكي بكل وطنية صادقة في تدبير الشأن العام’ وللذي يدعي أن الوزراء الإتحاديين أساءوا تدبير وقاموا بممارسات مشينة أن يثبت ذلك بالحجج ’ وكفى من الإشاعات وألإفتراءات للمس بالإتحاد ’

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *