تلميذ يشق رأس أستاذه بهراوة بمؤسسة التكوين المهني بالدار البيضاء
بين الحين والآخر نفاجأ باعتداءات شنيعة على رجال التعليم من تلامذتهم , الذين يعتبرون بمثابة أبنائهم ,بل يقضون من الوقت أكثر مما يقضون مع آبائهم . حسب الجريدة التي أوردت الخبر فإن الاعتداء وقع يوم السبت 5 أكتوبر بإحدى مؤسسات التكوين المهني بالدار البيضاء عندما انهال تلميذ على أستاذه بهراوة هشمت رأسه , وكادت تؤذي بحياته.
نحن على أبواب بداية السنة الدراسية لنسمع بمثل هذه الأحداث الغريبة , والتصرفات الكئيبة من فلذات أكبادنا . فهل يا ترى العيب فينا أم فيهم ؟ أم نحن معا ؟ أم الجميع ضحية ؟
– من جانب أبنائنا وتلامذتنا لا يختلف إثنان في أنهم ابتعدوا كثيرا عن تعاليم ديننا التي تدعو الى احترام الصغير للكبير, والى تقدير الأستاذ الذي يعتبر بدرجة الأب الثاني, والى التحلي بالأخلاق الحميدة وما تتطلبه من حشمة ووقار . ولعل من يتتبع قصة التلميذين اللذان ضبطا قرب الثانوية الإعدادية طارق بن زياد بالناظور في وضعية مخلة بالآداب , ومع ذلك تحرك الكثير من العلمانيين والداعين الى الفجور لتحطيم قيمنا الدينية , من اعتبار ما حصل شيء طبيعي وأنه تبادل للحب بين مراهقين , وأنه…. وأنه…. إن أبناءنا قد تجاوزوا كل الحدود وتحدوا كل القيود, بممارسة حرية مغلوطة مفادها الثورة على كل شيء وممارسة كل ما تريد وفق ما يروق نزواتك ونفسك الأمارة بالسوء.أبناء افتقدوا الى القيم السامية والأخلاق النامية , وجنحوا الى العصيان والنقمة العمياء.
– من جانب أساتذتنا. أيضا نحن مقصرون بالتعامل مع تلامذتنا وفق ما كان يتعامل معه أساتذتنا. الوضع تغير , تلاميذ مشبعين بإعلام يغرد خارج السرب , ويسرب لهم ممارسة حرية بدون حدود والتصرف خارج القيود. لم يعد التلميذ ذلك التلميذ الخجول البريء المستمع المستحيي المجيب… إنه تلميذ ناقم غاضب , لا يقبل العتاب العلني ولا الانتقاد الصارخ. يفضل أن تعامله بلطف وتتفهم شخصيته المليئة بالتناقضات , يفقه في كل شيء إلا الدراسة, وينتقد كل ما هو خارج سربه بعيدا عن الحراسة.
– من جانب أسرنا. تلك طامة كبرى ,عندما فقدت الأسرة هيبتها ونظامها وتلاحمها . أسرة لم يعد فيها أبناء يحترمون الآباء ولا صغير يحترم الكبير. أسرة مفككة ,إما ضغط على الأبناء في الصغر لينفجروا في الكبر, وإما تفكك وتشتت وانعدام المراقبة التي تصل بالأبناء الى الهاوية.
– من جانب مجتمعنا. تلك قصة أخرى: مقاهي لبيع كل الممنوعات , وملاهي لممارسة الرذائل, وإعلام فاسد, وأصدقاء السوء في كل مكان, وبيع للمخدرات أمام العيان , وعنف متزايد في الطرقات , وتناقص للأمان في كل مكان. مجتمع انحطت قيمه وغابت فضائله.
لن أقول أكثر من هذا ,لأن القلب حزين والعين بصيرة واليد قصيرة . فإلى أين نحن نسير؟ وكفى سينتهي بنا المصير؟ الله أعلم……
2 Comments
تحية خالصة إلى الأستاذ لمقدم والله يا أستاذ كل ما قلته صحيح لكن ماعسانا نفعل في مجتمع لم نعد نفقه من تداعياته شيئا ، إلا النقد الغير البناء والتشجيع على الفاحشة ما ظهر منها وما بطن حسبنا الله ونعم الوكيل .
سعدات المفتشين وصافي ما تشق لهم راس ما تفكس لهم عين ما يتهرس لهم كتف ما تشرط لهم وجه. كالسين كيفرجو فالاساتذة كيكلو لعصا مساكين.