قرر مجموعة من المعاقين المنتمين لجمعية الشبيبة المعوقة وأصدقاؤها بوجدة، في غياب تحرك للسلطة وبعد استنفاذ جميع الطرق والوسائل السلمية لاستعادة حقوقهم، اقتحام مركز المعاقين بحي التقدم بكولوش يوم الثلاثاء 27 نونبر الحالي بعد أن تم طردهم منه من طرف رئيسة الجمعية التي تمكنت من السيطرة على المكتب المسير ضدا على قانون الجمعيات، حسب ما صرح به المعاقون في تجمعهم الذي نظم بحديقة لالة عائشة يوم 18 نونبر الحالي ذكرى عيد الاستقلال. وقد وجهت المجموعة عددا من الرسائل والمراسلات في الموضوع ذاته لجميع السلطات المختصة والمنتخبة والقضائية بقيت دون ردّ من الجهات المعنية لإيجاد حل لهؤلاء المعاقين الذين وجدوا أنفسهم على هامش المجتمع وخارج مركز تابع للدولة ممول من طرف المال العام، بعد أن تمت "خوصصته" وتحول إلى "ملكية خاصة" لا يلجه إلى من حصل على الرضا بتعبير الأشخاص المعاقين الذين تم طردهم وعددهم ليس بقليل. وعبرت مجموعة المعاقين المنتمين لجمعية الشبيبة المعوقة وأصدقاؤها بوجدة في الرسالة الإخبارية التي وجهتها إلى والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد صباح يوم الأربعاء 21 نونبر الحالي، عن أسفها الشديد وهي تطرح عليه ملف معاناتها وعن شعورها بمرارة لا يمكن وصفها من جراء التجاهل وعدم الإنصاف الذي قوبلت به المجموعة من طرف كل أجهزة الدولة التي يعتزون بالانتماء إليها ويتشبثون بمقدساتها ويعملون على احترام قوانينها ومسؤوليها "لكن ، تقول الرسالة،مع الأسف الشديد كان جزاء المخلصين التنكر لهم والتلاعب بمشاعرهم والإلقاء بهم في سلة المهملات ، وكان بذلك ظلم ذوي القربى أشد مضمضة من وقع السيف الحسام المهند، وكان مصير المعتدين الفاسدين المتسلطين المنتهكين للمقدسات والقيم العناية التامة والاحتضان الشامل والحماية الكاملة والحصانة الدائمة توجتها الرعاية الملكية السامية لرئيسة الجمعية التي ألقت بنا في الشارع وزورت إرادة المعاقين وحاربت كل من يخالف أمرها واعتدت على المعاقين وضربت كل التعليمات الملكية السامية عرض الحائط وانتهكت حرمة الملك." وأضافت الرسالة أن المعنية بالأمر حظيت بمقابلة الملك وسكتت كل الأجهزة عن خروقاتها الفاضحة ، بتعبير الرسالة، "وساهمتم السيد الوالي ، في حصولها على المزيد من العناية! وعليه يحق لنا أن نتساءل بصوت مرتفع : ماذا بقي لنا في هذا الوطن؟…ألا ترددون أنتم السيد الوالي في كل لقاءاتكم وتدعون التمسك بالمواطنة وخدمة الوطن وفق المبادئ الوطنية؟ " وأضافت الرسالة "فما العمل إذن أمام هذه الازدواجية في التعامل ؟ إن كل أجهزة الدولة بهذا السلوك اللاوطني تدعونا إلى الانفجار وسلك كل الطرق التي تسيء إلى وطننا، ومقدساته وقيمه، لكننا ما زلنا متمسكين بمغربيتنا ووطنيتنا ، وإخلاصنا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.". ودعت مجموعة المعاقين الوالي إلى الاحتكام إلى القوانين والقيم الإنسانية النبيلة ، وإلى مبادئ الإنصاف وتكافؤ الفرص". وأخبرت المجموعة أنها بعد استنفاذ كل الوسائل الحضارية والتعبيرية ستقوم بولوج مركز المعاقين يوم الثلاثاء المقبل 27 نونبر .

وكان المعاقون قد نظموا يوم الأحد 18 نونبر الحالي وقفة احتجاجية تخللتها شعارات من قبيل " اللهم إنا هذا منكر" و"الله يأخذ الحق" و"احنا أولاد الشبيبة المعوقة وطردتنا منها…" و"فين هي حقوق المعوق، حقنا ضاع ؟" و"واش حنا ما عندناش الحق نعيشو…؟" و"اشكيناها لله والملك محمد السادس"، في تَجمُّع كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم بحديقة لالة عائشة بمدينة وجدة. لقد تجمَّع ما يقارب ال200 معاق يمثلون أكثر من 2000 معاق حسب التوقيعات التي تم جمعها، على مختلف إعاقاتهم الحركية وحتى الذهنية بالمكان في الهواء الطلق تحت رحمة الله ينادون المسؤولين وأولي الأمر والقائمين على الشأن المحلي للالتفات إلى أوضاعهم المزرية والقاسية، ويطالبونهم بحماية حقوقهم في الاستفادة من مؤسسة الدولة وجمعية المجتمع المدني ومن ماليتها. التحقت المعاقات والمعاقون رفقة أفراد أسرهم من مختلف مدينة وجدة بل حتى من نواحيها بالتجمع منذ الساعة الواحدة والنصف كل حسب وسائله الخاصة أو قدراته الحركية، فمنهم من تحرك على دراجة هوائية ثلاثية العجلات ومنهم من قدم وهو يجُرُّ رجلا أو رجلين، ومنهم من أتى متكأ على عكاز أو عكازين ومنهم من أتوا به محمولا…ومنهم الطفل والطفلة ومنهم الفتاة والشاب ومنهم العجوز وكلهم يشتركون في إعاقة ويشتكون أوضاعهم المزرية المشتركة ويطلبون حقوقهم التي تم هضمها هضما ويطالبون باستعادتها وحمايتها…