بمناسبة اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية أغبال للتنمية والتضامن يوم 12 غشت 2012 م بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج بحامة عين الشفاء بجماعة أزلاف بإقليم الدريوش حول موضوع: « دور مغاربة العالم في التنمية الجهوية »، وبعد التدخلات التي تقدم بها بعض الأساتذة بعد الافتتاح والتي تمحورت حول دور الجالية المغربية  في الديار الأروبية وخاصة المتعلق بالمهاجر الريفي الذي عاش تطورا كبيرا ومدى أهمية الإنجازات التي أصبح يحققها، قمت بإلقاء كلمة متواضعة أشرت في مقدمتها إلى كون التاريخ يشبه الطبيعة، فهو لا يقبل الفراغ و أنه ما من شيء يُفقَد أو يخلق، بل كل شيء يتحول. (لافوازيي)
وفيما يلي مضمون الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
السيد رئيس الجمعية، نائب الأمين العام لمجلس الجالية بالخارج، السادة النواب المحترمون، السادة رؤساء أعضاء الجماعات المحلية، السادة المسؤولون المحليون، السادة رؤساء جمعيات المجتمع المدني، شباب الغد، أهل البلد الكرام، إخواني أخواتي.
يشرفني اليوم أن أكون عضو شرف في هذا الملتقى الحميمي والجمعوي الذي يدخل في إطارالتنمية الجهوية و إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي مرة أخرى، أتمنى أن لا تكون الأخيرة، مع نخبة من الأصدقاء الدكاترة والأساتذة والأطر، ومع أهل هذا البلد المضياف.
لقد تعرفت على أهل هذا البلد عن طريق صديقي في العمل المهندس المقتدر حسن البودنتي سنة 1995 خلال مأدبة غذاء ).ADAMأقامها ببيته بمناسبة تأسيس جمعية اغبال لتنمية ميضار (
حيث حضر مؤسسوا الجمعية وأعضاء مكتبها كالأستاذ حسن أبومريم والأستاذ الباز والأستاذ الهاروتي والأستاذ الطاهري و السيد بوشواريت رئيس جماعتكم آنذاك وصهرنا الأستاذ العيساتي الذي للإشارة كان معلما خلال الستينيات ببلدة مستكمار، حيث ترعرعت والمنتمية لقبيلة بني بوزكو ، – للمعلومة صدر مؤخرا كتاب محوره تاريخ قبيلة بني بوزكو البربرية المتواجدة شرق مدينة تاوريرت وجنوب مدينة العيون والذي كان وراء تأليفه صديقنا وابن بلدتنا بوبكر النكادي من الجالية المغربية المتواجدة بمدينة بروكسيل البلجيكية والذي نكن له كل التقدير على هذا الإنجاز- بالإضافة إلى إخوان آخرين لم تتبادر أسماؤهم إلى ذهني،  كان عددهم حوالي 15 شخصا جلهم قدموا من ميضار.
لقد دعاني هؤلاء الإخوان للاستشارة قصد تأسيس جمعيتكم المذكورة كوني من مؤسسي جمعية قدماء تلاميذ تاوريرت سنة 1982 والتي كان يرأسها ابن عمنا المرحوم عبد العزيز مزيان بلفقيه مدير الطرق بالأشغال العمومية آنذاك.(إقرأ مجلة تاوريرت)
والذي انطلق نشاطها الثقافي بإلقاء محاضرات شهرية وانشاء خزانة جماعية وتنظيم اسبوع  سينمائي قدمت خلاله اشرطة مغربية.
هذه الجمعية التي كان لها الفضل في إنجاز عدة مشاريع بمدينة تاوريرت مسقط رأسي، أهمها المبادرة بإحياء مشروع بناء سد الحسن الثاني المعروف بالمنطقة باسم سد « لغراس » على واد زا  ومشروع بناء محطة لتصفية المياه المستعملة والغير الصالحة  والذي كانت وراءه جمعية أصدقاء تاوريرت التي أنشئت بباريس.
www.facebook.com/taourirt.utesco
وبعض المهندسين الشباب المحليين الطموحين والغيورين على بلدتهم.
كنت كذلك عضوا بفرع الرباط لجمعية قدماء وأصدقاء مدارس العيون الشرقية التي تأسست سنة 1997 ، حيث درست بضع سنوات بها خلال النصف الاخير من الخمسينات.
وتأسس  فرعها سنة 1998 الذي كان يرأسه الأستاذ الطاهر عطاف ، محامي لدى هيئة المحامين بالرباط.
كان أبرز منجزاتها الاجتماعية القيام بقافلة طبية على صعيد لمنطقة و على امتداد أسبوع أطرها أعضاء الجمعية الأم التي كان يرأسها المهندس محمد الكايدي والتي شارك فيها أربعون طبيبا، أربع وعشرون من المركز الاستشفائي الجامعي بالرباط و ستة عشر طبيبا محليا وجهويا مع تجهيز مستشفى الولادة وقسم جراحة الأسنان (اقرأ مجلة عيون الشرق).
للإشارة فقد انبثقت من هذه الجمعية جمعية أصدقاء ومتعاطفي العيون الشرقية والتي برز نشاطها اوربيا ومحليا.
www.asso-aseo.fr
يتبين إذن جليا أن هاتين الجمعيتين شكلتا نموذجا يقتدى به فيما يتعلق بانخراط المهاجر المغربي لتعبئة خبراته وامكانياته في التنمية البشرية لبلاده، وبالتالي وللتذكير لا يكون مفهوم التنمية البشرية وليد اليوم، بل هو مشروع سعى له اناس غيورون على بلادهم منذ عشرات السنين.
بالفعل تم تأسيس جمعية تنمية ميضار وذلك بعد يوم كامل من الاجتماع، وبعد ذلك تم خلق  توأمة مع الجمعيتين السالفتي الذكر، هذه التوأمة التي أعطت ثمارها ولله الحمد، شكلت جسر تواصل وتعاون تجسد في حضور المرحوم الأستاذ عاصم عبدالله والأستاذ بناصر البوعزاتي والمهندس حسن البودونتي والطالبة الصالحي من المنطقة الشرقية، مجازة في العلوم الاقتصادية، ليوم دراسي اقتصادي نظمته جمعية مستكمار للتنمية التي كان يرأسها الاستاذ احمد ازرار
www.facebook.com/amcd.mestegmer
بشراكة مع جمعيتنا بتاوريرت حيث ألقى الأستاذ عاصم بتلك المناسبة خطابا تاريخيا مضمونه التطور السوسيو اقتصادي للمنطقة الشرقية مرفوقا بنبذة تاريخية عنها، ومداخلة الطالبة المجازة لتكملته. كان ذلك اليوم بمثابة أرضية للتفكير في كيفية تطوير  مقاولات صغرى المتواجدة بالمدينة و إحداث أخرى في ميادين شتى والذي مع مرور الزمن أعطى أكله.
تجسد هذا التعاون كذلك في إنجاز أول مشروع برمجته جمعيتكم ألا وهو إنشاء طريق تربط بين ميضار الأعلى و عزيب ميضار ، حيث اتصلنا بالمرحوم « مزيان بلفقيه » بصفته وزيرا للأشغال العمومية ليعيننا على الربط بين هاتين البلدتين كرمز للانفتاح والتواصل. و بهذه المناسبة ندعو الله سبحانه وتعالى أن يزيد له أجر هذا العمل في ميزان حسناته.
بعد ذلك، قامت جمعية تنمية ميضار بإطلاق مشاريع أخرى لا شك أنكم تعرفونها، وبصفتي ناشطا جمعويا أهنئكم بهذه المنجزات التي لم تتمكن الدولة من إنجاز مثلها آنذاك في جهات نائية كهاته، وأهل الميضارين أدرى بشعابهما.
إخواني أخواتي، حضوري اليوم في الحقيقة لا يجب أن  أعتبره تشريفا، ولكن تكليفا لأنني أشعر بكوني واحدا منكم خاصة بعد أن حضرت العديد من الملتقيات بين أساتذة من أهل البلد منها ملتقيات بالرباط وأخرى بالدارالبيضاء وبميضار كذلك بمناسبة انطلاق مشروع عين الشفا الذي نتمنى له الانطلاقة الفعلية وانبعاثه من جديد بحيوية جديدة.
في الأخير، أتمنى لكم التوفيق في أنشطتكم ومسيرة جيدة مليئة بالعطاء إذ لا أخفيكم سرا أنني استخلصت من تجربتي معكم أنكم أناس عندما تريدون القيام بشيء لصالح البلدة والبلاد وحتى لا أنسى العباد، فإنكم تتمكنون من ذلك وأشكر جمعيتكم في شخص رئيسها الطموح الذي أتاح لي فرصة تناول هذه المداخلة المتواضعة متمنيا له ولكل اعضائها كل التوفيق مع المزيد من العطاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم وصديقكم محمد بوعصابة