الولايات المتحدة الأمريكية وصناعة الحروب
امريكا تخوض الحروب، امريكا تفرض الحروب ، امريكا تصطنع الحروب.
· امريكا شاركت في الحربين الكونيتين الاولى والثانية، وكان لتدخلها في تلكما الحربين الاثر الاكبر في تغيير مسارهما وفي تحقيق النصر لامريكا وحلفاءها.
· امريكا حاربت في كوريا.
· امريكا ابتدعت (الحرب الباردة) ضد الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشيوعي والتي امتدت على مدى ما يقرب من اربعين سنة وانتهت تلك الحرب المتسترة بزوال الاتحاد السوفيتي وسقوط الانظمة الشيوعية الدائرة في فلكها.
· امريكا خاضت حربا ضروسا وطويلة في فيتنام وهي قد انهزمت فيها.
· امريكا غزت كرينادا.
· امريكا حاربت في افغانستان.
· امريكا خاضت ثلاث حروب في العراق والخليج (حروب الخليج الثلاثة)، وهي:
1- حرب الخليج الاولى او (الحرب العراقية الايرانية)، وهي حرب مدمرة امتدت على مدى ثمان سنوات ، وكانت في حقيقتها حربا امريكية (اهدافا وتخطيطا وادارة وتوجيها) وكان تمويلها من اموال دول الخليج الدائرة في الفلك الامريكي (ولم يكن صدام وجيشه الا آلة التنفيذ الظاهرة في الواجهة). وقد اعترف صدام نفسه (في رسالة موجهة الى الايرانيين بعد غزوه الكويت) بانه قد قام بالحرب بالنيابة عن الغرب.
2- حرب الخليج الثانية او ما سمي بحرب تحرير الكويت.
3- حرب الخليج الثالثة او الغزو الامريكي للعراق في آذار 2003 .
· امريكا خاضت الحرب في البلقان (يوغوسلافيا السابقة).
· امريكا حاربت في كوزوفو.
· امريكا هي الآن على وشك ان تخوض حربا جديدة في سوريا في الايام القريبة القادمة.
ذلك ما اتذكره الآن من حروب امريكا، وقد اكون نسيت بعضا منها فهي حروب كثيرة ومنتشرة على اصقاع العالم من شرقها الى غربها.
………………………………………………………………
ان امريكا وكما قلت في البداية تخوض الحروب وتفرض الحروب وتصطنع الحروب، وهي كسبت معظم تلك الحروب (ميدانيا على الاقل)، ولكن مع ذلك وعلى المدى البعيد فان تلك الحروب استنزفت ولاتزال تستنزف دماء المارد الامريكي وتفسد حيويته. وان ذلك الاستنزاف شامل اي انه على كافة المستويات، فهو استنزاف يطال الكيان الاقتصادي (ذا التركيبة المعقدة) ويؤثر كذلك بصورة مباشرة وغير مباشرة على التركيبة الاجتماعية المضطربة اساسا وهو يؤثر حتى على المنظومة الاخلاقية الامريكية التي تروج لمفاهيم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، اذا ن امريكا تدعي منذ زمن بعيد انها زعيمة العالم الحر وانها تدافع بشدة وباستمرار عن حرية الشعوب وعن النظم الديمقراطية وعن حقوق الانسان.
ان التركيبة الامريكية الهائلة والمعقدة تتآكل من الداخل وتتفكك رويدا رويدا، وان وتيرة التآكل والتفكك تتسارع مع مرور الزمن. وان تلك الحروب الامريكية الكثيرة والمتلاحقة مسؤولة (بآثارها التراكمية المستمرة) الى حد بعيد عن كل ذلك التآكل والتفكك.
واني ارى ان في نهاية المطاف ستصبح الآثار السلبية التراكمية لتلك الحروب الكثيرة المتواصلة اهم العوامل الاساسية التي ستساهم في تقويض الكيان الامريكي العملاق وفي كتابة الفصل الاخير من رواية (التفوق الامريكي الاستثنائي)، تلك الرواية التي كانت شغل العالم الشاغل على مدى ما يقرب من قرن من الزمان.
Aucun commentaire