أثاروا موجة سخط عارمة وسط السائقين / مواطنون غاضبون بأحفير يقطعون الطريق العام
أثاروا موجة سخط عارمة وسط السائقين
مواطنون غاضبون بأحفير يقطعون الطريق
العام
نزل ، ليل يوم الثلاثاء 6 غشت 2013 ، عقب
صلاة التراويح ، العشرات من المواطنين ،
معظمهم أطفال صغار ، إلى شارع مولاي عبد
الله بمدينة أحفير ، حيث عمدوا إلى قطع
الطريق الإقليمية الرابطة بين أحفير
والسعيدية ، على مستوى شارع مولاي
عبدالله ، ثم عند النقطة الكيلومترية 2 ،
قرب دوار دحامنة الكائن بجماعة أغبال ،
احتجاجا على ما اعتبروه تماطلا وتسويفا
للسلطة الإقليمية في إنجاز المسنمات
بهذا الشارع ، مما تسبب في توقف حركة
المرور به لأزيد من ساعتين ، وخلق موجة
استياء وسط السائقين القادمين من
السعيدية في اتجاه أحفير،أو العكس،
اللذين اضطروا إلى تحويل الإتجاه
عبرطريق ( دياندا).
إثر ذلك ، هرع عامل إقليم بركان إلى
أحفير للقاء منظمي هاته الوقفة ، إلا
أنهم رفضوا ذلك ، وهددوا بالإستمرار في
الإحتجاج يوميا بإغلاق الطريق حتى بناء
مسنمات جديدة بها ،عوض المسنمات
العشوائية التي أمر العامل ، أواخر شهر
ماي المنصرم ، بإزالتها ، خشية أن تثير
غضبة ملكية على المسؤولين عن إنجازها.
هذا ، وقد تزامن تنفيذ الوقفة مع ذيوع
خبر وفاة سعيد عثمان بمستشفى الفرابي
بوجدة ، متأثرا بنزيف دماغي أصيب به ،
يوم فاتح غشت 2013 ، جراء حادث اصطدام بين
دراجته ودراجة أخرى بشارع مولاي عبد
الله ، مما أجج غضب المحتجين ، اللذين
انساقوا وراء شائعة أطلقها المنظمون
لاستقطاب المزيد من المواطنين إلى
وقفتهم ، ومفادها أن كل حوادث السير
المميتة بهذا الشارع تعزى إلى غياب
مخففات السرعة به ، والحال أنها كلها
وقعت بفعل تجاهل السائقين والراجلين
لقانون السير .
وفي اليوم الموالي ، ليلا ، أقدم حشد من
قرابة 90 نفرا ( عدد المحتجين دون
المتفرجين ) ، ينحدر أغبلهم من دواري
دحامنة وزيدور بأغبال ، على إغلاق
الطريق الرئيسية رقم 27 الرابطة بين وجدة
وبركان ، لكنهم سرعان ما غادروا الطريق
في مسيرة اتجهت نحو طريق السعيدية ، بعد
أن وصل رئيس مفوضية الشرطة ، ملتمسا من المتجمهرين
بفض التجمهر والإنصراف . وعندئذ توجه
المحتجون لقطع طريق السعيدية ، إلا أن
قوات الأمن اعترضتهم عند مقر مفوضية
الشرطة ، وكانت على أتم الإستعداد
لتفريق تجمهرهم بالقوة ، لولا أن الجميع
انسحب بهدوء تام .
تجدر الإشارة إلى أن مصالح جماعة أحفير
قامت ، سنة 210 ، بتثبيت خمس مسنمات
بلاستيكية ، غير أنها تعرضت ، مرارا
وتكرار ، للإتلاف و للسرقة من طرف
مجهولين ، يشتبه في كونهم من المهربين
اللذين ينشطون بالمنطقة ، الشيء الذي
دفع الجماعة إلى إزالتها ، واستبدلت بها
مسنمات من الإسفلت الجيد بتاريخ 15/09/2012 ،
لكن طريقة بنائها أثارت سخط السائقين ،
اللذين يؤكدون أنها تتسبب في أعطاب
تقنية كثيرة للمركبات خاصة السيارات ،
ما حدا بالعامل إلى إصدار تعليماته
لباشا أحفير بأن يهدمها قبل موعد
الزيارة الملكية الأخيرة لإقليم بركان
، على أن يعاد إنجازها وفق المواصفات
التقنية والفنية بعد نهاية الزيارة
بأسبوعين .
لقد تم بالفعل الهدم في ساعتين فقط ،
ولكن البناء لم تتم مباشرته إلى غاية
اليوم ، والسبب ، حسب العامل ، هو عودة
عمال الشركة المكلفة بإنجازها إلى
ديارهم لقضاء عطلة العيد.
على أي ، فالأكيد أن التظاهر السلمي
للمطالبة بمعالجة الإنفلات المروري
الخطير بهذا الشارع ، سواء بإقامة
مخففات السرعة به أو بتوفير نقط
للمراقبة الأمنية ، حق مشروع ، ولكن ،
بالمقابل ، فإن اللجوء إلى قطع الطريق
العام في وجه حركة المرور باستخدام
الأطفال الصغار ، سلوك غير حضاري و لا
يمت بصلة للتظاهر السلمي ، بل قد يؤدي
إلى المساس بالسكينة والنظام العامين
بالطريق ، و يلحق أضرارا جسيمة بمصالح
وحقوق مستعمليه ، فضلا عن كونه ينطوي
على مخاطر أمنية واجتماعية واقتصادية .
لذلك ، فالسلطات المحلية والإقليمية
مدعوة للتدخل ، بحزم وتجرد ، من أجل وضع
حد لتفشي ظاهرة قطع الطريق العام بمدينة
أحفير ، حيث صار قطع الطريق أقصر طريق
أمام المحتجين للي أيدي المسؤولين بهدف
تحقيق مطالبهم .
لقد تم تسييس هاته القضية البسيطة ،
ونفخ فيها وطبل كثيرا ، ووظفت من لدن
جهات لأغراض سياسوية دنيئة ، و ما على
السلطة الإقليمية سوى التعجيل بحسمها
حتى لا تطيل أمدها ، فتعطي مبررا لهؤلاء
للإستمرار في استغلالها سياسيا.
أحمد الكروج / إطار جماعي
Aucun commentaire