هل الحضارة ستطل على الأحياء الهامشية بمدينة طنجة ؟
أحمد العمراني
هل الحضارة ستطل على الأحياء الهامشية بمدينة طنجة ؟
مدينة طنجة تحولت معالمها و أصبحت كلها أضواء و شوارع كبرى رئيسية محاطة بفضاءات خضراء تسر الناظرين و يرتادها النساء و الأطفال مساء و ليلا للتنزه و الترفيه عن النفس في غياب الإمكانيات للتنقل إلى أماكن أخرى أكثر فسحة ، لكن يغيب عن هذه المناطق الخضراء مرافق أساسية منها المراحيض .
طنجة تتجمل يوما بعد يوم ، لكن تبقى الأحياء الهامشية بدون عناية و لا اهتمام ، و قد دخلت إليها بعض الآليات الجارفة فتزيل بعض الأزبال و ركام الحجارة في الشوارع الرئيسية لهذه الأحياء لكن عند الولوج إليها داخل أزقتها و شوارعها الثانوية تجد الحفر و انفجار لمجاري الصرف الصحي و أزبال متعفنة فوق أرضية قذرة و كأن هناك مواطنون من الدرجة الأولى و آخرون من الدرجة السفلى و الدونية يتعايشون مع الأوساخ و القاذورات التي تخلفها الأسواق العشوائية القذرة ، و نتساءل أين هو العمدة و رؤساء المقاطعات و الأعضاء المستشارين ؟ إنهم غائبون و لا يعنيهم صحة المواطن و لا توفير الحد الأدنى من النظافة و الفضاءات الملائمة للأطفال و الشباب و الشيوخ لقضاء أوقات الفراغ .
ما يحدث الآن من تحول جذري لمدينة طنجة نحو الأحسن بفضل السيد والي ولاية طنجة محمد اليعقوبي ، و إياكم أيها المواطنون أن تصدقوا ادعاء أي مستشار أو رئيس مقاطعة أو عمدة طنجة أنهم وراء تزيين المدينة ، لأن آخر ما يفكر فيه هؤلاء المنتخبون هو راحة المواطنين و صحتهم و أمنهم ، أما توفير فرص الشغل للشباب و دعمهم في التعليم خاصة الجامعي و العالي فهذا من باب المستحيلات أن يلقى الاستجابة و العناية .
و الفضيحة هو أن يقوم رئيس مقاطعة بتعبيد الطريق المحادي لسكن يملكه في تجزئة ، في حين أن باقي الطرق و الشوارع سواء في نفس التجزئة أو في باقي مناطق حي طنجة البالية تعرف ترديا ، بل لا اهتمام لهذا الرئيس بمعاناة السكان من انبعاث الروائح النتة و المتعفنة لبقايا أزبال سوق عشوائي في زنقة شاطئ مرقلة .
و لذلك ندعو السيد الوالي لزيارة نموذج من الأحياء التي تعرف كل التناقضات ليقف في عين المكان الفرق الصارخ بين الحي الذي يضم فيلات فخمة و حي طنجة البالية الذي يعرف أوضاعا كارثية تبتدئ من احتلال بالقوة للشوارع عن طريق وضع آليات و براريك و حجارة تقطع الطريق و تعرقل السير .
و قد أصبح دور تواجد المقاطعات برؤساء سلبيين كعدمهم حيث يفتقدون لروح المبادرة إلا ما يعني الصالح الخاص و أما الصالح العام فهذا لا يدخل في اهتمام رئيس المقاطعة المشغول بتعبيد الطريق و المدخل لسكنه و إهماله لمطالب الساكنة التي لا يرفعها لا للمجلس الجماعي و لا للولاية الوصية على الشأن العام .
Aucun commentaire