التكوين المستمر ليس فرصة للارتزاق
إذا ما كان التكوين المستمر عند غيرنا من الأمم فرصة لتدارك النقص الحاصل في التكوين الأساسي للأطر في منظومة كمنظومتنا التربوية مثلا؛ فإنه قد تحول عندنا إلى فرصة للارتزاق إذ لا يرى فيه البعض إلا جانب التعويض والإغراء المادي. ومشكلة هذا التكوين منذ بدأ تكمن في المبالغ التي رصدت له وهي مصدر خلاف بين الأطراف خاصة التي يوكل إليها أمر التكوين؛ فالجميع يلهث للظفر بحصته.
ولا زلت أذكر في الموسم الماضي كيف انتهى المطاف باجتماع جمع أطر التفتيش في نيابة جرادة التي أنتمي إليها حول موضوع التكوين إلى خلاف مرده رغبة الكل في المشاركة في التأطير حتى ولو كان عدد الخاضعين للتكوين لا يستوجب عدد المكونين حيث عمد بعضهم إلى حيل مكشوفة للاستفادة من التعويض بكل الطرق ؛ وقررت حينئذ الانسحاب كي أفسح المجال لهؤلاء ؛ وأربأ بنفسي عن آفة الطمع في التعويض ؛ بل شهد الله أنني اقترحت نفسي لسد الفراغ الذي خلفه المرحوم السيد محمد راشد تغمده الله بواسع رحمته بالنسبة لمادة التربية الإسلامية مقابل استفادة أرملته من التعويض ؛ ولم يلب طلبي مع الأسف لوجود هاجس الرغبة في التعويض عند ما قام بالمهمة.
وهذه السنة شهد الله أيضا أنني لم أتصل بأحد ولم أرغب في التكوين ومع ذلك توصلت بدعوة كريمة من نيابة وجدة أنكاد للمشاركة في التكوين الخاصة بمجالس التدبير ؛ كما أبلغت من طرف رئيس مصلحة الشؤون التربوية بنيابة جرادة بدعوة شفوية عبر الهاتف للقيام بنفس المهمة. وما إن علم بعض الزملاء بالأمر حتى قامت دنياهم ولم تقعد وظنوا بي الظنون إلى حد السوء ؛ وهم مع الأسف الشديد ممن تربطني بهم علاقة وطيدة ؛ وما فعلوا ذلك إلا رغبة في ما وراء التكوين من تعويض هزيل لا يسمن ولا يغني من جوع. واتخذوا من الموضوع قضية وجرموا من وجه إلي الدعوة ؛ وطالبوا بتدخل نقابة المفتشين لفضح الصفقة على حد تعبيرهم ؛ ولم أسلم من لومهم وعتابهم مع أنني شهد الله لا ناقة لي ولا جمل في القضية ؛ وكل ما في الأمر أن بعض من أحسن الظن بي جزاه الله خيرا على حسن ظنه اقترح اسمي ضمن المكونين في هذا المجال كما اقترحت أسماء غيري من المفتشين ومن غير المفتشين ولا علم لي بمعاير الاختيار لحد الآن.
وبما أن القضية أخذت هذا البعد وبلغت حد تلقيني دروسا في المروءة والأخلاق وتذكيري بالمبادئ التي تذرف عليها دموع التماسيح في أوساط المفتشين وقد سال لعاب بعضهم أمام إغراءات الأكاديمية المادية الهزيلة بالتعويض فتهافتوا على تأطير المناطق الشاغرة التي غادر أصحابها أو تقاعدوا أو ماتوا أو نقلوا أو كلفوا بمهام وقد صموا آذانهم أمام نداء نقابتهم التي دعت إلى تنكب شغل المناصب الشاغرة لحمل الوزارة على فتح مركز تكوين المفتشين ودعم الهيئة بوجوه جديدة أمام النقص الكبير في عدد المفتشين خلال ما يزيد عن عشرية كاملة. إن الذي تباكى على المبادئ وأخلاقيات المهنة بسبب إسناد مهمة التكوين المستمر لبعض المفتشين دون غيرهم وسمى ذلك زبونية ومحسوبية لم يلتفت إلى تهافت البعض على شغل المناصب الشاغرة مقابل إغراء مادي بسيط ؛ولم يبال بأنانية البعض بخصوص موضوع قسمة التعويضات التي وصلت في بعض النيابات إلى طريق مسدود لأن بعضهم رفض المذكرة 114 طالما هي في غير صالحه ودعا إلى تجاهلها ليكون حظه من التعويضات بسبب تجاهلها أفضل من حظه باعتمادها ؛ وعمد البعض إلى خطاب الذرائع الواهية لاستغفال زملائه وذر الرماد في عيونهم تحت شعار التكتل ووحدة الصف ؛ كل ذلك بسبب تعويض هزيل لا يشرف الهيئة . وقد عجبت لمن لا يزيد عدد من يؤطرهم من المدرسين في النيابة عن اثنين أو ثلاثة في بعض المواد غير المعممة ولا يتعدى العدد في أحسن الأحوال العشرة حتى في بعض المواد المعممة ومع ذلك يرغب في تعويض يساوى من يفوق عدد المدرسين عنده الستين على سبيل الذكر لا الحصر ودون خجل ؛ بل لقد أزبد بعضهم وأرغى لأنه لم يستفد من التعويض والحالة أنه لم يقم بأدنى نشاط علما بأنه يشتغل في أكثر من نيابة واحدة وكان من المفروض أن تتولى الأكاديمية صرف تعويضاته عوض أن تترك الحبل على الغارب وتترك مسئولية صرف التعويض لهؤلاء للنيابات دون تحديد حصصهم بدقة ليكون مجموع ما يحصلون عليه مناسبا لما أنجزوه من أنشطة حتى فكر مثل هؤلاء بالمطالبة بتعويض لايقل عن تعويض من تفوق أعداد المدرسين عندهم في المواد المعممة أضعاف مضاعفة عدد المدرسين في غير المواد المعممة دون وجه حق طمعا في الحصول على نفس النصيب من أكثر من نيابة ليفوق ما يحصلون عليه أضعاف مضاعفة ما يحصل عليه من يعاني من كثرة عدد المدرسين مع شساعة في مناطق ومقاطعات التفتيش.
فليهنأ بال من أساء الظن بي فقد تنازلت عن مشاركتي في التكوين المستمر الخاص بمجالس التدبير في نيابتي الأصلية وغير الأصلية ؛ وأنا مستعد للتنازل على مشاركتي في التكوين المستمر الخاص بالمدرسين أيضا لمن يغرب فيه من زملاء خارج نطاق نيابتي ؛ حفاظا على مبادئ يتباكى عليها البعض في مزاولة المهام التي فيها تعويض بينما يدوس عليها بقدمه في المهام المجانية وما أكثر ما زاولت منها مع احتساب الأجر على الله عز وجل.
قد يقول قائل هذا غسيل ما كان لينشر في موقع إعلامي ؛ وأقول له لقد بلغ السيل الزبى ولم يعد الأمر سر يخشى شيوعه ؛ وقد بلغ أمر الهيئة حدا أطمع فيها الطامعين ؛ ولعل الآتي أدهى وأمر؛ وستذكر ما أقول لك؛ وتبدي لك الأيام ما كنت جاهلا.
12 Comments
J’ignorais jusaqu’à la publication de cet article qu’il y avait chez les inspecteurs tant de bassesse, de coups dans le dos, de coups bas, tant de perfidie et de petitesse pour quelques sous plus mendiés que mérités. Je salue en M. Chergui son courage et la force du verbe qu’il utilise pour dénoncer les vices et les torts, pour démasquer les opportunistes de pacotille comme je demande aux personnes concernées de faire preuve d’un peu de dignité.
ما ذكره صاحب المقال غيض من فيض..
بصفتي إداريا بنيابة الناظور ؛ استهدف بما سمي تكوينا مستمرا ظلما وعدوانا خلال الفترة البينية السابقة ؛ لاحظت مدى الاستهتار بأموال دافعي الضرائب ووقت المستهدفين.
فلا مؤطر في مستوى الحدث ..ولا عدة يستعان بها ..ولا تنظيم …
ولما أبد ى بعض الغيورين امتعاضهم ، كان العذر أكبر من الزلة ، كما يقول المثل..
عذر المسؤولين والمنشطين أن لا احد احسن من الآخر.. وان لا احد أتى بالجديد..كل ما في الأمر:ثمة ميزانية/كعكعة لابد من صرفها ، كيف؟الله أعلم ..
أما نصيب المستهدفين منها وجبتا غداء رديئتان ولسعات البعوض المنتشر خلال الأسابيع الأخيرة
بالناظور..
إنه منتهى الاستخفاف ..والضحك على الذقون..ذقون من؟ذقون مجموعة من خيرة الأطر التي أنيط بها تسيير مؤسساتنا التربوية ..قد شدوا الرحال بعد عناء الدخول المدرسي لينهلوا من منابع العلم والمعرفة في مجالات لها اهميتها : التدبير والتواصل والتسيير المالي والمادي..
لكنهم صدموا لأنهم عادوا إلى قواعدهم غير غانمين..الجانب الإجابي الوحيد كما ردد جلهم تواصلهم وزملاء لهم مر زمان طويل دون لقياهم..
وأخيرا أوجه ندائي إلى كل من يملك ذرة غيرة على قطاعنا:أهكذا نصلح التعليم؟أبهذا سنحقق الجودة؟إنها لكارثة عظمى تتربص بنا..فمتى نستفيق من غفلتنا؟
هدا المقال رد على من كانوا يعتقدون أن السيد محمد شركي يحابي أحدا . فهل الرسالة وصلت؟
ما رأي هؤلاء؟ ثم هدا المقال فيه معطيات عن ميدان التفتيش وما يعيشه من مشاكل كما هو الشأن بالنسبة لباقي القطاعات . وهده هي الصراحة والا فلا .
والسؤال الدي يطرح الان هو ما المخرج؟ ما السبيل الى تجاوز السلبيات ؟ أعتقد في رأيي المتواضع أن أول الطريق يبدأ من الاعتراف بهده السلبيات . تعدادها .حصرها.التداول من دوي النيات الحسنة بشأنها . والتفكير في حلول مناسبة لها .مع الاخد بعين الاعتبار الواقع وما يحبل به من تناقضات ومصالح. وتغليب المصلحة العامة قبل الخاصة طبعا . أعان الله الجميع .والسلام.
من خلال فضولي المعرفي بهذا المنبر الإعلامي المتميز،وبعد قراءتي لما كتب عن التكوين المستمر،وبما أن الموضوع يهم فئة هيئة التأطير والمراقبة التربوية،وباعتباره مكون أساسي يندرج ضمن المهام الموكولة للمفتش قانونا،أود الإدلاء ببعض الملاحظات في الموضوع ،أملا في استجلاء ما من شأنه أن ينغص علاقاتنا المحسود عليها. وهنا أستحضر قول الأخفش لعدي بن زيد:
لا أرى الموت يسبق الموت شيئا نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
فنحن لا نريد ولا نرغب في أن تتنغص عيشتنا،بسبب الانتداب أو التكليف. فكل من يتم تكليفه بمهام،لا بد له من إنفاق إضافي لإنجاح المهام الموكولة إليه.وحسب الأعراف،فالإدارة تتحاشى التكليف بإنجاز مهمة،كل من لا يقيم بتراب النيابة،مراعاة لظروفه بصفة عامة.أما كوننا نتنافس ونطعن في الذي كلف من قبل الإدارة فهذا أمر يستدعي جودة المنطق في الحوار.فلماذا لا نتنافس في العمل التطوعي ميدانيا ونقدم العبرة والقدوة الحسنة للممارسين.إن الإدارة،واستنادا إلى لوحة قيادتها ورأسمالها الخبراتي،غالبا ما لا تخطئ في الانتداب،وحينما تقدم على ذلك،فإن فعلها يكون بهدف رد الاعتبار والاعتراف بالخدمات المقدمة سلفا.ولا أحد ينكر،على أن إنجاح التكوين المستمر في وقتنا الحاضر،يستلزم من السيد المفتش امتلاك آليات الاشتغال،في غالب الأحيان لا يمكن للإدارة توفيرها،ومنها » الداتاشو » والأقراص…فليس إذن العبرة في من سيرشح الأول للتكوين،بل المنطق يستدعي: من سيخلف أثرا طيبا ويذكر بالخير.
وشهد شاهد من أهلها…نشكرك أستاذ شركي على جرأتك و شجاعتك و فضحك للمستور…وهي صفات قل من يتصف بها…أعانك الله.
bravo M chergui vous avez eu beaucoup de courage pour devoiler une petite partie du visage de l’inspection et des inspecteurs qui courent derriere les quelques sous miserables offerts par l’academie.Pourquoi ces memes inspecteurs se cachent ils quand le travail est benevole?.
مؤسف جدا أن يصل الحوار بين أعضاء هيأة أوكل إليها مهام الدفاع و السهر على مصالح أبتائنا و بناتنا . لا جرأة السيد شركي و لا طمع أصحاب حرفته سيرد الاعتبار للهيأة التي أربد لها عن قصد أن تتفكك و تنحل و تنشغل بتفاهات و انزلاقات على حساب المهام الموكوله لها .
باله عليكم ؟ عن أي تكوين مستمر تتحدثون ؟ و عن أي تعويضات تتهافتون ؟
لماذا تخرج جزءا من المستور الان. ؟ لان الموقف يبدو لصالحك؟. ام انها جائتك من السماء لتنتقم و تتهم من احد اصدقائك السابقين. ماهي باقي الخلافات الاخرى بينكما.؟ الصراعات حول الاستفادة من التكوين المستمر مادية كانت ام لا مسالة عادية وموجودة في كل مؤسسات الدولة او الخاصة. لو كانت المسطرة اكثر شفافية وواضحة لتقلصت المشاكل.
السلام عليكم ، لقد أثارت انتباهي جملة من الافكار الواردة في المقال . و أعتذر لك السيد محمد الشركي مسبقا و لا أوافقك على مضمون المقال جملة و تفصيلا بل حتى و على نشره . أعتقد أن مقالك هذا كتبته و أنت في حالة غير عادية » لاهيبرين السلبية » ( مصطلحك المفضل و الذي أعشقه أنا كذلك نظرا لحمولته الفكرية و الدعابية ) . لقد آذيت نفسك ؛و إخوة لك يحبونك؛ و نقابتك التي أنت تنتمي إليها ؛و مؤسسة أحسنت الظن فيك و قدرتك أيما تقدير . لماذا أصغيت لقوم يرفضون الانخراط التام و اللامشروط في عملية إصلاح المنظومة التربوية ؟ إنهم أناس يحبون ويهوون إفشال كل عملية بناء ناجحة . يسخطون عند تغييبهم في بعض المهام ، وعند إشراكهم يكثرون اللغط ويتحينون الفرص لقضاء حوائجهم و لا ينخرطون في إنجاز المهام المنوطة بهم إلا قليلا . فاعلم رحمني الله و إياك و جميع الملسمين أنه لو أستمع لهؤلاء القوم فلن يتم عمل و لن تنجز مهمة . امض إلى ما يمليه عليك الواجب و حقيق علي أن أقولها لك و لا تلتفت إليهم . أحسن إلى نفسك التي بين جنبيك و راع إخوة يحبونك و نقابتك واستجب لنداء المؤسسة التي أحسنت الظن فيك مسبقا . أعذرني الأخ الفاضل عن مثل هذا …….
مما لا جدال فيه ان مشاكل التربية والتكوين في بلدنا كثيرة ومتعددة’ وتشمل كافة القطاعات بدون استثتناء والتفتيش هو واحد منها، ويفترض ان تنكب كل هيئة على معالجة اوضاعها بما يمكن ان يحقق خيرا لأبناء هذا الوطن.وعتابي للسيد الشركي يتلخص في نشره لغسيله الخاص الذاتي باسم هيئة التفتيش ،مما يولد انطباعا لدى القارئ -انظر بعض التعليقات -بان الهيئة كلها على هذا المنوال. والرجاء ان تعالج القضايا الشخصية او الثنائية بين اصحابها عوض توسيع الخرق وتكبير الهوة .
Bonjour M. Chergui. Cette « sortie » peut passer pour un acte originalement « héroique » pour ceux qui n’ont pas l’honneur de te connaître de près… mais pour ceux qui comme moi te connaîssent bien, elle n’est qu’une ruade -de plus- à laquelle tous tes collègues sont habitués et savent que, juste après tes élans « antaresques », tu redescends sur terre et tu (re)mets en avant ta générosité inestimable qui s’allie-si souvent hélas- à des cyclones imprévus et qui ne « cadrent » pas avec ta nature profonde… Tu as été encore une fois rapide de la gachette et aveugle du viseur (l’exemple est choisi pour que tu confirmes mon identité…). En lisant ton article, j’ai été déçu par sa teneur mais pas surpris par la modalisation généralisatrice qui en marque le ton général.
Comme dans toute profession, il y a ceux qui… et ceux qui…. Il y a aussi la balance sur laquelle on les pèse… Serais-tu partant pour qu’on te mette sur les balances de tout un chacun ?
J’arrête là et j’espère ne pas avoir à reprendre.
Bien à toi cher collègue et frère.
جوابا على الذين يتركون المقال جانبا ويعلقون على صاحبه لحاجة في نقوسهم أقول :
عندما ينطلق الانسان من خلفيات ونوايا مبيتة ويعتمد على سوء الظن يصل إلى نتائج تعكس ما اطلق منه ويصل إلى كل شيء إلا الموضوعية والنزاهة والعدل وهو مقتنع بذلك ولكن التعصب يعمي بصره وبصيرته ولا يستطيع قول كلمة حق ومن ورائه سؤال رب العزة يوم القيامة حول شهادته الكاذبة واتهامه لبريىء أكل لحمه ظلما وعدوانا . ويوم القيامة لن تنفع أمثال الفجيجي الأعذار وحسبي الله ونعم الوةكيل