Home»Enseignement»ألا يجدر بنا التشدد مع الغاشين في الامتحانات ؟

ألا يجدر بنا التشدد مع الغاشين في الامتحانات ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

       عرفت امتحانات الباكلوريا تقدما ملموسا على مستوى محاربة ظاهرة الغش التي نخرت جسمه وأنهكت قواه,لتعود الثقة تدريجيا ويتجدد دم المنافسة الشريفة نسبيا.

       لكن بعض المعنيين بالأمر لا زالوا يحاولون تبرير عمليات الغش بمبررات واهية واعتبارات غير بانية. ولعل الكثير من الفئات تساهم في هذه الظاهرة ,بل وتحاول مقاومة عملية قمعها لاعتبارات عدة يمكن أن نذكر منها:

      – محاولتهم تبرير ذلك بمنح التلميذ فرصة نيل شهادة قد تدفعه الى تحقيق ولو جزء من طموحاته الغائبة أصلا في ظل غياب سوق الشغل.

     – محاولتهم إعطاء عملية الغش طابع المشروعية من خلال قولهم بأن الغش مترصد في كل دواليب المجتمع والدولة عموما ,فلماذا وحسب قولهم نضحي بتلميذ يعتبر ضحية أكثر مما هو مذنب أو متسبب.

     – محاولتهم إعطاء الغش طابع القبلية الضيقة ,كون جهات تسمح بذلك على نطاق واسع . فلماذا نحرم أبناء مؤسستنا أو بلدتنا من هذا الحق الذي منح لغيرهم دونهم.

    – نظرتهم التشاؤمية  وتفكيرهم الضيق بأن إغراق الدولة بحاملي الشواهد عملية ضرورية لإغراقها ووضعها أمام مشالك جمة.

    – نظرتهم السوداوية لكل إصلاح , والعدمية لكل فلاح . يروجون لفكر مفاده لا مصلحة في بلد الفساد,ناسين أنهم جزء من الفساد.

    وأفكار عدة تبتدع وتروج لتبرير عمليات غش منظمة وممنهجة ,تساهم في التنقيص من قيمة الامتحان,وفي منح تمييز لتلاميذ قسم أو مؤسسة أو حتى نيابة بكاملها ,عن طريق التساهل الذي يقوم على أسس باطلة شرعا ووضعا.

   صحيح أن الفساد متواجد في عدة محطات وعلى عدة مستويات, وصحيح أن المنظومة التربوية الحالية مليئة بالهفوات والخلل والفجوات, وصحيح أن بعض قليلي الضمير متواجدين في كل المجالات,وصحيح أن المغرب يعيش أزمة شغل عارمة مما قد يدفع الى الاعتقاد أن الشواهد لا فائدة منها , وصحيح أن التلميذ ضعيف المستوى ضحية مراحل منها على سبيل المثال نوعية البرامج المعتمدة حاليا وظروف التمدرس خاصة في البوادي والانتقال من مستوى الى مستوى دون مستوى وغياب الإباء عن تتبع تمدرس الأبناء والاكتظاظ في الكثير من الأقسام وغياب تكافؤ الفرص في ظل ظاهرة الساعات الخصوصية وعدم نزاهة المدارس الخصوصية في منح نقط المراقبة المستمرة …. لكن….

    إذا كنا نبتغي التغيير ونحارب التبذير ونطمح الى البديل والتجديد ومحاربة الريع والامتيازات ….لا بد من منح أبنائنا المتمدرسين نفس الفرص ,تغيير المنكرات من اي مستوى نتواجد , وتحقيق التكافؤ في الفرص بجميع الوسائل المتاحة لنا, والبحث عن التغيير بدل الغوص في الانتقاد الفارغ والكلام البارع , وتغيير المنكر بالفعل لا بالقول فقط …

   كلنا منظرون وكلنا نحسن النقد والانتقاد . لكننا كثيرا ما نتراجع عندما يطلب منا تحمل المسؤولية على وجهها الصحيح . لو قام كل منا بواجبه على الأكمل دون النظر حوله لا يمينا ولا شمالا ودون الالتفات الى الخلف , بل بنظرة مستقبلية متفائلة تحمل حس التغيير وتتوق الى التعديل. الغش مرض معدي بل هو سلاح الفاشلين والناقمين , إنه ذريعة لتمرير رسائل ملغمة , بل هو خيانة للأمانة التي وضعت فينا. هؤلاء المسئولون الذين نلقي اللوم عليهم ماضون وهؤلاء التلاميذ الذين ميزناهم دون غيرهم ذاهبون … لكن الرسالة تبقى خالدة , إما بناء وصدق وإما هدم وخيانة. علينا أن نختار الطريق الصحيح والبناء الدقيق,مستقبل جيل بين أيدينا ومساهمتنا في الهدم ستساهم في هدم جيل بكامله . مسؤولياتنا الأولى أمام خالقنا الذي سيحاسبنا على التفريط في أمانة جيل وضعت بين أدينا ,فعبثنا به وأعددناه إعدادا سيئا. ومسؤوليتنا أمام ضميرنا الذي سيؤنبنا على عدم القيام بالواجب على الوجه الصحيح.

ولعل الكثير منا يمر مر الكرام على الآية التي يقول فيها الله تعالى » ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثما مبينا‏}‏ 

والحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه,أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : » من حمل علينا السلاح فليس منا,ومن غشنا فليس منا » رواه مسلم.

 وقوله صلى الله عليه وسلم:  » … ومن غش أخاه المسلم نزع الله بركة رزقه وأفسد عليه معيشته ووكله الى نفسه ».

 فهل أعددنا ليوم لقاء ربنا؟ وهل نحن مستعدون للحساب أمام ضميرنا؟ وهل نحن راضون على عطائنا؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *