هذه الولايات التي لا يهمها الا البترول ، وأموال البترول  ، هذه الويلات التي  لا تعترف لا بالصداقة ولا بالعلاقات التاريخية هي دولة نفعية مصلحية بالدرجة الاولى ، سرعان ما تتحول من مركز الصديق الى مركز العدو اللدود بل وتسارع بشن العدوان على اي صديق بمجرد ما ان  تلوح لها  رائحة البترول والغاز ، بل رائحة الدولارات ، فليس من الغريب على الولايات المتحدة ان تعلن العداء ضد المغرب طالما ان مخزون الدولارات في الجزائر ـ العدو رقم1 لوحدتنا الترابية ـ  بلغ ازيد من 160 مليار دولار ، وهي ملايير يسيل لها لعاب  الولايات المتحدة الأمريكية  وهي تسعى للخروج من ازمتها الاقتصادية ،  فما بالك باللحظة التي تولى فيها  » جون كيري  »   حقيبة الخارجية الأمريكية ، وكيري معروف بعدائه لوحدتنا الترابية….
على المغرب ان يقتنع ان الولايات المتحدة ليس لها اي صديق ، وان الصديق الوحيد لأمريكا هو البترول والغاز لا غير ، ولهذا يجب علينا ان نطوي بشكل نهائي  اسطوانة العلاقات التاريخية ، وان ننسى ان المغرب هو اول بلد يعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية … على المغرب ان يبحث له عن حلفاء في اسيا امثال الصين ، وروسيا ، وان يدير ظهره لأمريكا  التي لم يجن من ورائها اي نفع ولا اية مصلحة  …
ان الموقف الأمريكي من وحدتنا الترابية  تعتبر اليوم  امتحانا ليس للحكومة المغربية فحسب ،  وانما هي امتحان للشعب المغربي قاطبة من الداخلة الى طنجة ، خصوصا المواطنين المغاربة في الصحراء والذين عليهم ان يرفضوا الموقف الأمريكي رفضا قاطعا ليكون ذلك صفعة لادارة اوباما التي  لا تستحي عندما تدعي انها تدافع عن حقوق الانسان …  وغزو العراق   وجحيم التعذيب والتقتيل  الذي مارسته القوات الأمريكية في سجن ابو غريب خير شاهد على  مفهوم حقوق الانسان في سياسة امريكا ، ولا زال معتقل غوانتانامو يشكل عارا  انسانيا في جبين الولايات المتحدة التي عليها  هي نفسها قبل غيرها ان تقوم باحترام حقوق الانسان  فحينما تعامل معتقلي غوانتانامو ككائنات او حشرات حقيرة دون محاكمة او تهمة  واضحة  ليعتبر خير دليل ان الموقف الأمريكي هو موقف في قمة النفاق السياسي ، وانه لا يستند الى قناعة حقيقية ، بل القناعة الوحيدة هي  البترودولار ولا شيء غير البترودولار ….
ان الشعب المغربي اليوم   أمام امتحان الوحدة والتظافر والالتحام  ملكا وحكومة وشعبا …ولا يسعني الا ان اضم صوتي الى صوت الشباب الذين يدعون الى مسيرة مليونية  خلال الأحد القادم  ليس بالرباط فحسب وانما  بمدينة العيون ايضا ، حتى تعلم امريكا ان الشعب المغربي  ليس هو اي شعب آخر … فهو شعب له تاريخ ، وتاريخه اعرق حتى من تاريخ الولايات المتحدة نفسها …