في بيان مشترك صدر بالرباط : فرنسا تجدد دعمها للمسار الطموح للإصلاح بالمغرب تحت قيادة صاحب الجلالة
في بيان مشترك صدر بالرباط في ختام الزيارة الرسمية للرئيس فرانسوا هولاند للمملكة
فرنسا تجدد دعمها للمسار الطموح للإصلاح بالمغرب تحت قيادة صاحب الجلالة
جددت فرنسا دعمها للمسار الطموح للإصلاح والتقدم والانفتاح، الذي اختارته المملكة٬ تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأكد البيان المشترك، الذي صدر مساء أول أمس الخميس، بالرباط، عقب زيارة الدولة، التي قام بها الرئيس الفرنسي للمملكة٬ أن » فرانسوا هولاند جدد دعم فرنسا للمسار الطموح للإصلاح والتقدم والانفتاح، الذي اختاره المغرب٬ والذي يسير عليه بثبات وعزيمة٬ تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ».
وبهذه المناسبة٬ يضيف البيان٬ دعا قائدا البلدين إلى « تعزيز آليات الحوار والتشاور والمبادرات المشتركة بين الحكومتين٬ والهيئات التشريعية٬ والفاعلين الاقتصاديين٬ والجامعات٬ والجماعات اللاممركزة٬ والفاعلين في المجتمع المدني٬ والسلطات بالبلدين ».
في ما يلي النص الكامل لبيان مغربي – فرنسي مشترك، صدر في ختام الزيارة الرسمية، التي قام بها الرئيس فرانسوا هولاند إلى المغرب:
1 – بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ قام رئيس الجمهورية الفرنسية٬ فرانسوا هولاند٬ بزيارة دولة للمغرب يومي ثالث ورابع أبريل 2013.
2- وكان فرانسوا هولاند مرفوقا بوفد فرنسي مهم٬ يتكون من وزراء٬ ونواب٬ وأعضاء من مجلس الشيوخ٬ وفاعلين من القطاعات الاقتصادية والجامعية والثقافية.
3 – وبهذه المناسبة٬ أجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفرانسوا هولاند سلسلة محادثات مكنت قائدي البلدين من التعبير عن ارتياحهما لغنى وتوسع الشراكة الثنائية٬ وتسجيل التطابق في وجهات النظر بين البلدين حول كل القضايا الإقليمية والدولية.
4 – وقد أعطت الزيارة الرسمية لفرانسوا هولاند دفعة جديدة للشراكة الاستثنائية القائمة بين المغرب وفرنسا ولتعزيز العلاقات الاقتصادية والتمازج البشري بين البلدين.
5- ومكنت هذه الزيارة من التوقيع على عدة اتفاقيات ومعاهدات٬ ووضع اللمسات الأخيرة لسلسلة من المشاريع المشتركة المهمة٬ وإطلاق مبادرات جديدة طموحة.
6 – وأعرب المغرب وفرنسا عن ارتياحهما بهذه المناسبة لاستكشاف قنوات جديدة للتعاون تأتي لإغناء المكتسبات، التي تراكمت على مدى تاريخهما المشترك، والتي تمكن الشراكة الثنائية من مواصلة تطورها في المناخ نفسه من الثقة والتضامن والنماء المشترك٬ وكذا الإيمان بالمصير المشترك.
7 – وسجل الطرفان٬ بارتياح كبير٬ أن التربية والتكوين٬ والتدبير الحضري والتجهيزات الأساسية الترابية، وكذا الطاقات المتجددة٬ والصناعات الفلاحية الغذائية والإنتاج الصناعي المشترك تشكل الأسس الجديدة لشراكة ثنائية متجددة على الدوام. وتجسيدا لهذه الإرادة المشتركة حضر صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس فرانسوا هولاند عرضا، تم خلاله تقديم مشروع المدينة البيئية لزناتة٬ الذي سيستفيد من دعم فرنسا٬ وقاما بتدشين المحطة الأولى للتطهير للدارالبيضاء الكبرى، التي أنجزت من قبل مقاولة فرنسية مغربية.
8 – وأبرز الطرفان، أيضا، أن الأثر متعدد الأبعاد لهذه المبادرات والمشاريع الجديدة من شأنه أن يغني أكثر العلاقات المغربية الفرنسية ويجعل منها شراكة متجهة نحو المستقبل، بالنظر للمؤهلات والإمكانات التي يتوفر عليها البلدان.
9- وفي هذا الصدد٬ جدد فرانسوا هولاند دعم فرنسا للمسار الطموح للإصلاح والتقدم والانفتاح الذي اختاره المغرب٬ والذي يسير عليه بثبات وعزيمة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
10 – ولكون هذه الشراكة الاستثنائية من شأنها أن تعود بالنفع على الشعبين المغربي والفرنسي٬ فقد دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس فرانسوا هولاند إلى تعزيز آليات الحوار والتشاور والمبادرات المشتركة بين الحكومتين٬ والهيئات التشريعية٬ والفاعلين الاقتصاديين٬ والجامعات٬ والجماعات اللاممركزة٬ والفاعلين في المجتمع المدني٬ والسلطات بالبلدين.
11 – وأشاد قائدا البلدين بانتظام اللقاءات بين الحكومتين٬ والتي انعقد آخرها بالرباط في دجنبر 2012، مسجلين بالارتياح نفسه٬ استمرارية اللقاءات الاقتصادية٬ التي كان آخرها اللقاء، الذي انعقد بالتزامن مع زيارة الدولة لفرانسوا هولاند.
12- واعتبرا أنه من الأهمية بمكان أن تقوم الهيئات التشريعية٬ والجماعات الترابية٬ والجامعيون والفاعلون الجمعويون بالبلدين٬ كل في مجال اختصاصه٬ بإرساء منتديات منتظمة وموضوعاتية٬ بهدف المساهمة بشكل أكبر في الشراكة الثنائية وفتح آفاق جديدة أمامها.
13- كما أشادا بالدينامية، التي يبرهن عليها الفاعلون الاقتصاديون بالبلدين، والإنجازات المسجلة من قبل نادي أرباب المقاولات المغربية -الفرنسية من أجل تطوير شراكات عملية تعود بالنفع على الجانبين في إطار رؤية مشتركة قائمة على مبدأ التوطين المشترك. ونوها، أيضا، بانعقاد منتدى أرباب المقاولات الفرنسية والمغربية٬ الثالث في ظرف سنة٬ والذي اختتمه يوم 4 أبريل بالرباط فرانسوا هولاند.
14 – واتفقا على دعم وتعزيز دينامية تدويل المقاولات المغربية والفرنسية في اتجاه إفريقيا٬ التي تشكل مجالا للفرص الاقتصادية في إطار التطور والتعاون ثلاثي الأطراف.
15 – وأشاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفرانسوا هولاند بالمساهمات القيمة للجالية المغربية المقيمة بفرنسا والجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب في تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والإنسانية بين البلدين. وفي السياق نفسه٬ أعرب المغرب عن تقديره الإيجابي لإجراءات تسهيل منح التأشيرة المتخذة لفائدة أفراد الجالية المغربية الذين يساهمون في إنعاش وإثراء الشراكة بين البلدين.
16 – ونوه الطرفان بجودة وكثافة التعاون الثقافي الذي يجمعهما. واتفقا على ضرورة إعطاء دينامية للتعاون في هذا المجال، منوهين باللبنات الأولى التي تم وضعها من طرف متحف اللوفر٬ ومعهد العالم العربي٬ ومتحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية٬ لمواكبة سياسة تثمين تراث المملكة.
17 – من جهة أخرى جدد الطرفان التزامهما باحترام التنوع الثقافي واللغوي٬ والدفاع عن التعددية الثقافية والتربوية. وعبرا عن الارتياح لخلق شعب باللغتين العربية والفرنسية في التعليم المغربي في ختام أشغال مجموعة العمل المشتركة٬ وكذا لتوقيع اتفاق يتوخى تحسين التكوين في مجال تدريس اللغة الفرنسية بالمنظومة التربوية المغربية.
18- وأعرب الطرفان عن ارتياحهما لشراكتهما النموذجية في إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية٬ باعتبارها إذاعة أورو-مغاربية فريدة من نوعها٬ تحمل قيما مشتركة وتساهم في إشعاع الثقافتين المغاربية والفرنسية. وأكدت فرنسا التزامها بدعم هذه الشراكة بشكل دائم.
19 – كما أعرب الجانبان عن الارتياح للتقدم المهم الذي تحقق في مجال التعليم العالي والبحث العلمي٬ بخلق مؤسسات وبنيات جديدة مغربية بشراكة مع فاعلين فرنسيين في القطاعات المحدثة للشغل بالنسبة للمغرب.
20 – وعبر الطرفان عن ارتياحهما لجودة تعاونهما الأمني والخطوات التي يقومان بها من أجل مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود٬ واتفقا على توسيع نطاق هذا التعاون لما فيه مصلحتهما المشتركة وخدمة للأمن بمجموع المنطقة.
21 – وأكد قائدا البلدين أن هذه الخطوات المشتركة في جميع المجالات ستمكن المغرب وفرنسا من تعزيز مشاوراتهما حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك٬ والزيادة في حجم تنافسيتهما المشتركة في المجال الاقتصادي٬ والنهوض سويا٬ على الصعيد العالمي٬ بقيم الانفتاح والتسامح والاحترام التي يتقاسمانها.
22 – على المستوى الإقليمي٬ أكد المغرب وفرنسا أن المدى الجديد الذي أعطي لعلاقاتهما الثنائية سينعكس بشكل إيجابي على مجموع العلاقات الأورو- متوسطية٬ بالنظر للطموح المشترك للبلدين من أجل شراكة مبتكرة بين ضفتي المتوسط ترتكزعلى الديمقراطية والنماء المشترك والتضامن.
23 – وفي هذا الصدد٬ فإن المغرب أعرب عن تأييده لرؤية فرنسا الرامية إلى النهوض بـ »فضاء متوسطي للمشاريع »٬ كمبادرة واقعية. وفي هذا الإطار سجل الطرفان بارتياح إطلاق عملية تنفيذ المشاريع المحددة في إطار الاتحاد من أجل المتوسط٬ على غرار الجامعة الأورو-متوسطية بفاس.
24 – كما دعا المغرب فرنسا لمواصلة العمل لفائدة وضعه المتقدم لدى الاتحاد الأوروبي٬ من خلال تعبئة الآليات الأوروبية خدمة لهذا الطموح.
25 – وأكد الطرفان كذلك أن من شأن إعادة إطلاق البناء المغاربي تمكين البلدان المغاربية الخمسة من رسم مصير مشترك ونشر قيم التضامن٬ والتكامل والاندماج التي يزخر بها المغرب العربي. وشددا على أن بناء مغرب عربي مستقر ومتضامن يشكل ضرورة جيو -استراتيجية أساسية.
26- وفي ما يتعلق بقضية الصحراء جددت فرنسا دعمها للجهود المبذولة في إطار الأمم المتحدة والرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية.
وفي هذا السياق، فإن فرنسا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي كأساس جدي وذي مصداقية لحل متفاوض بشأنه، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
27 – وبخصوص إفريقيا٬ جدد المغرب وفرنسا طموحهما المشترك لفائدة تنمية القارة الإفريقية وتوجه القارة نحو مستقبل هادئ ومزدهر. واتفقا على ضرورة ضمان توفر شروط السلم والأمن والاستقرار بالنسبة لإفريقيا.
28 – كما عبر البلدان عن انشغالهما بتنامي مظاهر انعدام الأمن واللاستقرار بمنطقة الساحل وخاصة الوضع المتأزم في مالي.
وأشاد المغرب بالعمل السريع والفعال والشجاع لفرنسا استجابة لنداء السلطات المالية من أجل استعادة السيادة والوحدة الترابية لمالي.
وأكد البلدان التزامهما بمرافقة مالي في جهودها لاستعادة وحدتها الترابية وتعزيز الانتقال السياسي بهدف إجراء انتخابات في المستقبل. وعبرا عن إرادتهما في أن يتم خلال هذا الشهر بمجلس الأمن٬ تبني قرار لتحويل القوة الإفريقية إلى قوة لحفظ السلم تحت إشراف الأمم المتحدة.
29 – وبخصوص الوضع في الشرق الأوسط٬ أشاد المغرب وفرنسا بحصول فلسطين على صفة عضو ملاحظ٬ بمنظمة الأمم المتحدة.
وجدد المغرب وفرنسا التزامهما بالعمل لفائدة تسوية عادلة ونهائية لهذا النزاع٬ مجددين التأكيد على عزمهما من أجل حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة٬ ومنها على الخصوص حق إقامة دولة ديمقراطية ذات سيادة وقابلة للحياة تعيش في سلم وأمان بجانب إسرائيل.
كما أكد البلدان رفضهما القاطع لكل عمل يتعارض مع هذا الطموح المشروع .
30 – هنأت فرنسا المغرب على نجاح المؤتمر الرابع لـ »أصدقاء الشعب السوري »، الذي عقد بمراكش في 12 دجنبر 2012، والذي سار على اتجاه مؤتمر باريس نفسه يوم 6 يوليوز 2012.
جدد المغرب إرادته للعمل بتشاور مع فرنسا بمجلس الأمن الدولي٬ من أجل وضع مبادرات ذات جدوى بهدف وقف تصاعد العنف والحفاظ على الاستقرار والوحدة الوطنية والترابية لسوريا والاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري الذي يطمح إلى العيش في حرية وديمقراطية وكرامة.
31 – اتفق المغرب وفرنسا على تكثيف عملهما المشترك على صعيد مجلس الأمن لمواجهة الأزمة الإنسانية التي تشهدها سوريا. وأشاد المغرب بإقامة فرنسا لمجمع طبي-جراحي بمخيم الزعتري لتقديم المساعدة للاجئين السوريين المقيمين بالمخيم.
من جهتها٬ نوهت فرنسا بجهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي قرر إقامة مستشفى طبي جراحي ميداني لفائدة اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري الذي قام جلالته بزيارته.
32 – وفي الختام عبر زعيما البلدين عن ارتياحهما التام للشراكة الاستثنائية التي تربط البلدين، وكذا للانخراط٬ المتجدد باستمرار٬ لكافة القوى الحية بالمغرب وفرنسا من أجل إغناء وتوسيع هذه الشراكة باستمرار.
33 – وجه فرانسوا هولاند دعوة رسمية لجلالة الملك محمد السادس للقيام بزيارة دولة لفرنسا٬ وهي الدعوة التي قبلها جلالته، والتي سيتم تحديد تاريخ لها عبر القنوات الدبلوماسية.
الزيارة الرسمية لفرانسوا هولاند لبلادنا
تنشيط محور الرباط- باريس وتمتين التحالف المغربي الفرنسي
الرباط (و م ع)- اختتم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أول أمس الخميس، زيارته الرسمية للمغرب التي استغرقت يومين٬ وهي زيارة ذات دلالة مهمة على المستويات السياسية والاقتصادية٬ تروم إعادة تنشيط محور الرباط- باريس وتمتين التحالف بين فرنسا والمغرب٬ البلدان المتحدان من خلال « ألف رابط إنساني وثقافي واقتصادي »٬ حيث قال الرئيس الفرنسي « إن العلاقة التي تربط بين بلدينا علاقة فريدة وهي تتجاوز التناوب والتغيرات السياسية بل تتجاوز حتى الأشخاص ».
وبهدف تأكيد الأهمية التي تولى للجانب الاقتصادي وللتعاون الثنائي في مختلف المجالات٬ قام الرئيس الفرنسي بزيارته إلى العاصمة الاقتصادية للمملكة٬ مرفوقا بالعديد من الوزراء ورجال الأعمال٬ بغية تعزيز الشراكة القائمة بين المغرب وفرنسا٬ والتي تعد شراكة نموذجية تسودها الثقة المتبادلة وخلق الفرص والتضامن الفعلي.
وكان رئيس الجمهورية الفرنسية، فرانسوا هولاند، حل مرفوقا بفاليري تريرويلر٬ يوم الأربعاء المنصرم، بمدينة الدارالبيضاء٬ في زيارة رسمية للمملكة المغربية٬ حيث استقبل من طرف جلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد٬ وأقيم على شرفه استقبال رسمي وشعبي كبير يعبر عن التقدير الكبير، الذي حظي به من أعلى مستوى بالمملكة.
وبعد ذلك أجرى جلالة الملك مباحثات مع الرئيس الفرنسي تمحورت على الخصوص حول أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الرئيس الفرنسي في عدة مناسبات أن المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي يعد أساسا « جديا وذا مصداقية » من أجل إيجاد حل متفاوض بشأنه لقضية الصحراء.
وأضاف هولاند « أن المخطط الذي قدمه المغرب سنة 2007 يقضي بمنح حكم ذاتي موسع لسكان الصحراء. وأقول هنا أمامكم٬ مجددا٬ إن هذا المقترح يعد أساسا جديا وذا مصداقية من أجل التوصل إلى حل متفاوض بشأنه »٬ لهذا النزاع « الذي ينتظر الحل منذ 30 سنة ».
وعلى المستوى الدولي اتفق قائدا البلدين على ضرورة مواكبة المسلسل السياسي، الذي أطلق في مالي٬ مجددين تمسكهما بإيجاد رد شامل ومتفق عليه من قبل المجموعة الدولية على التهديد الشامل الذي يحيق بمنطقة الساحل والصحراء٬ ومعربين عن انشغالهما الشديد باستمرار تفاقم الوضع الإنساني في سوريا٬ وكذا تجديدهما الحاجة إلى دعم المسلسل الواعد والحيوي للمصالحة الفلسطينية٬ وإيجاد صيغة جديدة لاستئناف فعلي للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.
وبهذه المناسبة٬ وشح جلالة الملك الرئيس الفرنسي بقلادة الوسام المحمدي.
كما ترأس جلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية، فرانسوا هولاند٬ حفل التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي في مجالات متعددة.
وتروم هذه الاتفاقيات إلى تشجيع شراكة « رابح- رابح » بين المقاولات الفرنسية والمغربية، وتشجيع التشغيل في كلا البلدين٬ وتتعلق بالعديد من المجالات المختلفة المتعلقة بالتعليم والتكوين وحقوق المرأة والتكنولوجيا والفلاحة والتنمية القروية٬ والصناعة الغذائية وتثمين المنتوجات البحرية٬ وتطوير الكفاءات وبمصاحبة المقاولات المغربية والفرنسية في استراتيجيتها المتعلقة بالتمركز في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء٬ وتمويل مشروع تهيئة المدينة البيئية لزناتة٬ والثقافة والنقل.
وتعد فرنسا شريكا للمغرب في تمويل وتهيئة المدينة البيئية المستقبلية لزناتة، حيث قدم لصاحب الجلالة وضيفه الكبير٬ مجسم لهذه المدينة التي ستوفر خدمات ذات بعد انساني.
وهناك مشروع مشترك آخر في إطار التعاون الثنائي يتعلق بمحطة تصفية المياه العادمة لمديونة، التي تعد مشروعا رائدا في مجال تبادل التكنولوجيات والخبرات بين البلدين٬ والذي أشرف جلالة الملك محمد السادس٬ وفخامة رئيس الجمهورية الفرنسية على تدشينه، يوم الأربعاء المنصرم، بجماعة مجاطية أولاد الطالب٬ حيث تندرج المحطة الجديدة لتصفية المياه العادمة٬ المنجزة من طرف الشركة الفرنسية « لديك »٬ وهي مؤسسة للخدمات العمومية تشرف على تدبير توزيع الماء والكهرباء وتجميع المياه العادمة ومياه الأمطار والإنارة العمومية على مستوى جهة الدارالبيضاء الكبرى٬ في إطار الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة والمخطط المديري لمحاربة التلوث بولاية الدارالبيضاء الكبرى، الذي يقضي بإحداث محطات لتصفية المياه العادمة بالمراكز المحيطة.
وفي مساء اليوم نفسه٬ أقام جلالة الملك٬ مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد٬ وصاحبات السمو الملكي الأميرات الجليلات للا سلمى وللا مريم وللا حسناء بالقصر الملكي بالدارالبيضاء٬ مأدبة عشاء رسمية على شرف فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، فرانسوا هولاند، وفاليري تريرويلير.
وأكد جلالة الملك٬ في خطاب ألقاه خلال هذه المأدبة٬ أن العلاقة القائمة بين المغرب وفرنسا٬ ذات الطابع الاستثنائي٬ تستمد تميزها من التاريخ المشترك العريق ومن الروابط الثقافية والإنسانية التي تجمع الشعبين المغربي والفرنسي على نحو عز نظيره.
وأضاف جلالة الملك « هذه العلاقات تزداد رسوخا ومتانة بشكل مطرد٬ ولاسيما بفضل المبادلات الاقتصادية ذات الآفاق الواعدة »٬ مبرزا جلالته أن خصوصية هذه العلاقة٬ المفعمة بروح الثقة والرصانة والانفتاح المستمر على المستقبل٬ تتجلى أيضا في نوعية التشاور السياسي المتواصل.
وفي خطاب مماثل٬ أشاد رئيس الجمهورية الفرنسية بالطابع الفريد للعلاقة التي تربط بين فرنسا والمغرب٬ والتي « تتجاوز التناوب والتغيرات السياسية٬ بل تتجاوز حتى الأشخاص »٬ مضيفا « لقد قمتم منذ أزيد من عشر سنوات باختيار جريء بإطلاق حركة واسعة من الإصلاحات٬ حيث عرفتم كيف تستجيبون لتطلعات شعبكم٬ الذي يطمح٬ على غرار كافة شعوب العالم٬ إلى الحرية والتقدم والديمقراطية٬ وذلك قبل بداية الربيع العربي. لقد أدركتم إذن هذا التحول. فقد قرر المغرب التغيير في إطار الهدوء والطمأنينة. وتوفق في ذلك بالفعل ».
كما قام الرئيس الفرنسي وفاليري تريرويلير٬ أول أمس الخميس، بزيارة ضريح محمد الخامس٬ حيث ترحما على روحي جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني.
واستقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند٬ صباح أول أمس الخميس، بقصر الضيافة بالرباط٬ رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران٬ ورئيس مجلس النواب، كريم غلاب، ورئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله.
وعشية اليوم ذاته ألقى هولاند أمام ممثلي الأمة خلال جلسة عمومية مشتركة لمجلسي البرلمان خطابا تطرق فيه للعديد من القضايا الوطنية والإقليمية والدولية٬ مؤكدا أن المغرب يفرض نفسه كبلد ينعم بالاستقرار والطمأنينة٬ مشيدا بـ « الإرادة الإصلاحية » لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح الرئيس هولاند٬ أن « المغرب يخطو كل يوم خطوات حاسمة نحو الديمقراطية٬ ويواصل تطوره بشكل متماسك٬ ويضمن وحدته القائمة على الاعتراف بالتنوع ».
وفي معرض حديثه عن الأوراش المفتوحة بالمغرب٬ تحت قيادة جلالة الملك٬ أشار الرئيس الفرنسي٬ على الخصوص٬ إلى توطيد حقوق الإنسان٬ وإصلاح مدونة الأسرة٬ والولوج للخدمات الأساسية٬ وتعزيز الحوار الاجتماعي والحكامة المسؤولة وحماية البيئة.
كما أكد الرئيس الفرنسي عمق الروابط العريقة بين المغرب وفرنسا اللذين تجمعهما قيم مشتركة٬ كما يوحدهما ماض مشترك وعلاقات متجهة نحو المستقبل.
وخلال تطرقه للوضع في مالي وفي الساحل٬ اعتبر الرئيس الفرنسي أن الوضع في منطقة الساحل « يبين إلى أية درجة يمكن للنزاعات التي لم يتم تسويتها أن تغذي مخاطر الإرهاب وعدم الاستقرار ».
وفي ختام أشغال منتدى لرجال الأعمال نظمه بشكل مشترك الاتحاد العام لمقاولات المغرب واتحاد الشركات الفرنسية حول موضوع « المغرب- فرنسا: تعاون جديد من أجل شراكة مستدامة »٬ أكد الرئيس الفرنسي اليوم بالرباط٬ أن المغرب٬ الذي تقيم معه فرنسا علاقات قوية٬ لم يعد بلدا في طريق النمو٬ « بل هو بلد صاعد٬ ومندمج تماما في المنطقة ويتوفر على مقاولات ذات أداء جيد ».
وقال هولاند٬ في ختام أشغال المنتدى « نحن أمام مغرب يتغير وتتقوى مكانته على المستوى الإقليمي والدولي ».
من جهة أخرى٬ ألقى هولاند محاضرة أمام طلبة الجامعة الدولية بالرباط، أعلن خلالها عن تخفيف إجراءات منح التأشيرات للطلبة المغاربة الراغبين في متابعة دراساتهم في فرنسا.
كما عقد ندوة صحفية بالرباط أكد فيها أن « المغرب لم يشهد الربيع العربي٬ بل استبقه »٬ موضحا أن في المغرب « مسلسلا انطلق منذ عشر سنوات. هناك دستور جرى اعتماده سنة 2011، ويتضمن جوانب تقدم لا يمكن إنكارها. كما أن هناك خطوات جرى قطعها في مجال التعددية وحرية التعبير ».
وغادر الرئيس الفرنسي٬ فرانسوا هولاند٬ مرفوقا بفاليري ترير ويلر٬ مساء أول أمس الخميس٬ المغرب في ختام زيارة رسمية للمملكة استغرقت يومين.
وتعد هذه الزيارة غنية بالدلالات التي تؤشر على تعزيز العلاقات القائمة بين المغرب وفرنسا من خلال مقاربة « رابح- رابح » والرفع بها إلى مستويات أعلى بما يحقق الأهداف المشتركة ومصالح البلدين.
وتعتبر هذه الزيارة « رسالة ثقة » بعثها الرئيس الفرنسي تدل على أن المغرب يظل الشريك المغاربي الأول لبلاده.
الخلفي لـ’المغربية’ وقف بعض نفقات الاستثمار لإعطاء الأولوية لتنفيذ اعتمادات الاستثمار المُرحّلة
الحكومة تثمن العلاقات السياسية والاقتصادية مع فرنسا
حميد السموني – قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن الحكومة تتطلع إلى الدعم الفرنسي في مجلس الأمن والأمم المتحدة، من أجل التسريع بتطبيق نظام الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، في إطار الحل السياسي للنزاع المفتعل.
وأوضح الخلفي، في تصريح لـ »المغربية » عقب نهاية أشغال مجلس الحكومة، أول أمس الخميس بالرباط، أن العلاقات المغربية الفرنسية متينة وفي تطور دائم، وأن البلدين يدعمان مصالحهما المشتركة المحلية والإقليمية والقارية والدولية، مبرزا أن حجم الاستثمار الفرنسي بالمغرب في تصاعد مستمر، ما سيسهل الرفع من معدلات النمو الوطنية، التي تأثرت بالأزمة الاقتصادية العالمية.
وأقر الخلفي أن الحكومة اتخذت « خطوة غير مسبوقة، من أجل الحد من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، كاشفا أن مجلس الحكومة صادق على مشروع مرسوم يقضي بوقف تنفيذ 15 مليار درهم من نفقات الاستثمار المقررة، برسم السنة المالية 2013.
وعلل اتخاذ هذا الإجراء بأنه « جاء لمواجهة تداعيات الظرفية الاقتصادية الحالية على توازن المالية العمومية٬ وبهدف ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة في تدبير المالية العمومية، وتحسين برمجة إنجاز اعتمادات الاستثمار، وتسريع إنجازها، برسم السنة المالية 2013 ».
وأبرز الخلفي أن الحكومة اتخذت القرار عملا بأحكام المادة 45 من القانون التنظيمي للمالية. وقال إن « قرار الحكومة بوقف تنفيذ أموال من نفقات الاستثمار الهدف منه هو إعطاء الأولوية، من أجل تنفيذ اعتمادات الاستثمار من السنوات الماضية، التي لم تنجز ورحلت إلى سنة 2013، والتي تبلغ 21 مليار درهم »، مشيرا إلى أن قرار الوقف سيكون « في إطار مسطرة من أجل تحديد توزيع هذه العملية على مستوى القطاعات الوزارية، بناء على معايير القدرة التدبيرية، وحجم الاعتمادات المرحلة من السنوات الماضية، وكذا حجم الاعتمادات الجديدة المخولة لكل قطاع ».
من جهة أخرى، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة أن مجلس الحكومة تدارس وصادق على عدد من النصوص القانونية والتنظيمية، إضافة إلى المصادقة على 22 مقترح تعيين في المناصب العليا لبعض المؤسسات العمومية. كما صادق المجلس على مشروع مرسوم يقضي بإحداث دوائر وقيادات، تقدم به امحند العنصر، وزير الداخلية، يهدف إلى إحداث وحدات إدارية، في شكل دوائر وقيادات جديدة ببعض العمالات والأقاليم.
وقال الخلفي إن « الأمر يتعلق بإحداث 5 دوائر و35 قيادة جديدة بالنفوذ الترابي لعمالتين و22 إقليما، بهدف تقريب الإدارة من المواطنين وتكريس إدارة القرب بالنسبة للإدارة الترابية، وبذلك سينتقل عدد الدوائر على الصعيد الوطني من 185 إلى 190 دائرة، وعدد القيادات من 604 إلى 639 قيادة »، مشيرا إلى أن المشروع الجديد يندرج في إطار تفعيل بنود المخطط الخماسي المعتمد من طرف وزارة الداخلية بشأن إعادة هيكلة الإدارة الترابية والمصالح الأمنية، وبهدف دعم القدرات التدبيرية للإدارة الترابية، وتعزيز موقعها كفاعل أساسي في تدبير الشأن الترابي.
قال إنه ‘قائم على الانفتاح والتسامح والحوار’
الرئيس الفرنسي يلامس النموذج المجتمعي المغربي الغني بروافده المتعددة
الرباط (و م ع) – عكست المظاهر الرمزية، التي واكبت الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للمغرب٬ مرة أخرى طبيعة المملكة كبلد متمسك بهويته، تمكن بنجاح من استيعاب الروافد المتعددة لحضارته العريقة.
وكما أكد على ذلك دستور 2011، فإن الأمة المغربية ذات التاريخ العريق المؤسس على روافد متعددة٬ موحدة بانصهار كل مكوناتها٬ العربية – الإسلامية٬ والأمازيغية٬ والصحراوية الحسانية٬ وغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية.
وظلت هذه الهوية المتعددة الروافد تتفاعل بشكل إيجابي مع التغييرات التي تقع في العالم٬ وتقدم مساهمة كبيرة للدينامية، التي يعرفها الجوار المباشر للمغرب٬ سيما في المنطقة المغاربية والأورومتوسطية والإفريقية.
ويعد تفرد النموذج الحضاري المغربي ثمرة صيرورة تاريخية وجدت ترجمة لها في عملية سياسية توافقية٬ شارك فيها مختلف الفاعلين والحساسيات٬ وهو ما يعكسه الدستور الذي جاء بمبادرة من جلالة الملك محمد السادس٬ وصادق عليه الشعب المغربي.
وأبرز الرئيس فرنسوا هولاند سواء، خلال مأدبة العشاء التي أقامها جلالة الملك على شرف فخامته٬ أو في خطابه أمام البرلمان المغربي٬ معالم النموذج المغربي الذي « يستوعب بشكل تام كل مكون من مكونات هويته٬ سواء كان عربيا- إسلاميا أو أمازيغيا أو صحراويا-حسانيا أو أيضا٬ كما يؤكد ذلك دستوركم٬ مكونا إفريقيا وأندلسيا وعبريا ومتوسطيا ».
ويتجسد هذا النموذج٬ الذي قال هولاند إنه « قائم على الانفتاح والتسامح والحوار »٬ حقيقة معاشة كل يوم. وكان الرئيس الفرنسي شاهدا على ذلك خلال زيارته، أول أمس الخميس، لضريح محمد الخامس٬ حيث ترحم على روحي جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني.
والتقى هولاند٬ داخل هذه المعلمة ذات القيمة الرمزية العالية في الذاكرة المشتركة الوطنية٬ رئيس الطائفة اليهودية بالمغرب٬ سيرج برديغو٬ الذي كان مرفوقا بجويل بردوغو٬ رئيس المجلس الكنسي اليهودي المركزي في فرنسا٬ ومحمد موسوي٬ رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.
وذكر برديغو في نهاية هذا اللقاء أن « الرئيس هولاند أكد على الرمزية القوية التي يحملها لقاؤنا نحن الثلاثة في ضريح محمد الخامس٬ رفيق التحرير وحامي اليهود خلال الحرب العالمية الثانية ».
وأبرز برديغو للرئيس الفرنسي « الانسجام التام الذي يميز العيش المشترك بين اليهود والمسلمين في المغرب »٬ مؤكدا أن الانطباع الذي خرج به في نهاية هذا الاجتماع هو إعجاب الرئيس الفرنسي بما سمعه٬ و »تعزيز رؤيته للاستثناء المغربي ».
ولم يفت الرئيس هولاند أن يأخذ بهذه المناسبة صورة في مدخل ضريح محمد الخامس برفقة ممثلي الطائفتين اليهودية والإسلامية كشاهد إضافي على تفرد النموذج المغربي، الذي مكن أتباع الديانات التوحيدية المختلفة من ممارسة شعائرهم الدينية في مناخ يطبعه الانسجام والاحترام٬ مناخ يعكس فرادة النموذج المغربي الذي يقوم على قيم التسامح وقبول الاختلاف بهدف بناء مستقبل أكثر تضامنا وأمنا ورفاهية.
الرئيس الفرنسي ينهي زيارته الرسمية للمغرب
سلا (وم ع) – غادر الرئيس الفرنسي٬ فرانسوا هولاند٬ مرفوقا بفاليري ترييرفيلر٬ مساء أول أمس الخميس٬ المغرب في ختام زيارة رسمية للمملكة استغرقت يومين.
واستعرض هولاند٬ لدى مغادرته للمطار الدولي الرباط سلا٬ تشكيلة من القوات الملكية الجوية التي أدت التحية.
وكان في توديع هولاند٬ رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش٬ ووالي جهة الرباط سلا زمور زعير، حسن العمراني٬ وعمدة مدينة الرباط، فتح الله ولعلو٬ وسفير المغرب بباريس، شكيب بنموسى٬ وسفير فرنسا بالرباط، شارل فري.
الصحراء المغربية
Aucun commentaire