تكريم الإسلام للمرأة:

قال الإمام محمد عبده ، تبياناً للمكانة التي وصلت المرأة إليها علي يد الإسلام :  » هذه الدرجة التي رُفع إليها النساء لم يرفعهن إليها دين سابق ، ولا شريعة من الشرائع ، بل لم تصـل إليها أمـة من الأمم قبل الإسلام ولا بعده . »¹و في نفس السياق يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي : » أما الإسلام فقد كرّمها من حيث هي كائن يتمتع بسائر الصفات الإنسانية المكرمة بل المقدسة في حكم الله عزّ وجلّ ومن ثمّ فإن هذا التكريم ما ينبغي أن يتأثر بالإقبال أو الإدبار الحضاري » ² و من المفارقات العجيبة أن يتحدث الغرب    و المنبهرون به عن ضعة المرأة المسلمة و ما تعاني منه من اهتضام لكرامتها، في الوقت الذي تعرض المرأة عندهم في واجهات زجاجية كأي بضاعة يراد لفت النظر إليها  و الإغراء بالإقبال عليها . يقول الدكتور مصطفى بن حمزة: » هذه العواصم لا تكف عن دعوة المسلمين إلى صون كرامة المرأة هي التي تسعى إلى أن تحدث في بنائنا الاجتماعي من أسباب النفرة و الخصومة و التآكل ما يجعل موضوع المرأة ساحة صدام و موقع معارك زائفة . »³

إننا لا ننكر أن المرأة قد ظلمت بألوان كثيرة من الظلم، لكن أبشع أنواع الظلم الذي تتعرض له المرأة حاليا إنما هو الظلم الذي يتم باسم الدفاع عنها » وقد كان حريا بالمنظمات           و الجمعيات الداعية إلى إنصاف المرأة أن تلتفت إلى شيء من هذا الإهدار الحقيقي لكرامة المرأة لولا أنها في ذاتها مأخوذة من الغرب مفتونة به ، لا تكاد تقرأ واقع المرأة إلا من خلال رؤاه و تصوراته، فمن تم تتحول دعواتها إلى تيار جارف كاسح يلخص مشكلة المرأة في علاقتها بأبيها و زوجها و تشريعات دينها. »⁴

زوجان متكاملان بهما تقوم الحياة . بقي أن  الحرية التي تطالب بها المرأة حقيقة هي أن تعامل في المجتمع على أنها مكرمة كرمها الله تعالى كما كرم الرجل، و ألا يهضمها الرجل حقوقها التي منحها الشرع، و ألا يتجاوزها تحت شعار التسلط أو القوامة ، لذا فإنه  » وجب أن نعود إلى الذات لنعالج واقع كرامة المرأة كما حققها الإسلام و التي و إن أهدرت فإنما يتم ذلك بسبب إهمال الأحكام الشرعية لا بسبب التخلف عن مجاراة نموذج الغرب. » ¹

      و إذا كانت الكثير من الضائعات يلهثن وراء تقليد النموذج الغربي ، فإنه في المقابل أفاقت الكثير من النساء الغربيات من غفلتهن إذ تبين لهن أن ما كن عليه من تحرر مطلق     و من مدنية زائفة هو هدم لكرامتهن  و ضياع لفضيلتهن. » فقد تأكد لهن أن غاية الإنسان كإنسان أن يكون مكرما و موقرا، ولا يتأتى ذلك بالنسبة للمرأة إلا بالحفاظ على كرامتها      و فضيلتها « ²

والخلاصة أن الإسلام أخرج المرأة من محيطالهوان، وامتهان الكرامة إلى اعتبارها شقيقة الرجل في الكرامة، والاعتبار،والتقدير، لها من الحقوق مثل ما عليها من الواجبات وهي شقيقة الرجل في التكاليفالشرعية. وأحاطها الإسلام بسياج يحميها من التدني فيالسلوك والارتماء في أحضان الرذيلة، وبسياج يكفل لها الكرامة في النفس والروحوالجسد والانتماء، وأكد حقها في الإنسانية.

=====================

عقيدة تكريم الإنسان و أثرها التربوي – ص 50- مرجع سابق

2- نفسه – ص 50

3-مدونة الأسرة- ص 3

4-  عند الحديث عنامرأة – ج 8- ص622/623 – وجدي فريد- دائرة معارف القرن العشرين- بدون ط- بدون ت

5- كرامة المرأة من خلال خصوصيتها التشريعية- ص 285- مرجع سابق

1-

1-      تفسير القرآن الحكيم الشهير بتفسير المنار-  ج2 – ص 375- 376- الشيخ  محمد رشيد رضا – دار المعرفة – بيروت – ط 2 – د . ت

2-      المرأة بين طغيان النِّظَام الغَرْبيّ  ولطائف التشريع الرباني- ص47/48-  مرجع سابق

3-      كرامة المرأة من خلال خصوصيتها التشريعية- ص278- مرجع سابق

4-      نفسه – ص 282/283

كرامة المرأة من خلال خصوصيتها التشريعية- ص279- مرجع سابق

2-      صحوة المرأة الأوربية- ص89 – محمد عبد الحي- منبر الإسلام- ع10- 1984م

3-      نقلا عن الأخت المسلمة – ص 28- محمد طارق محمد صالح- قطر – بدون دار النشر- بدون ط- بدون ت