شهريار بريىء من دم العذارى ورسالة شهرزاد لبنات جنسها كانت كالآتي :
شهريار بريىء من دم العذارى ورسالة شهرزاد لبنات جنسها كانت كالآتي :
شهرزاد الأندلسي
الشائع في الثقافة العربية أن الملك الفارسي شهريار كان يسفك دم عذراء كل ليلة بعد الاقتران بها حتى جاء دور شهرزاد ، فاستطاعت أن تنقذ العذارى من خلال حيلة قص حكاياتها العجيبة على شهريار مدة ألف ليلة وليلة حتى نسي شهريار دمويته مع العذارى ، وصار إنسانا أليفا بعدما كان إنسانا متوحشا . والحقيقة أن هذه الحكاية نفسها من نسج الخيال الذي نسج حكايات ألف ليلة وليلة في العصر العباسي . وفي اعتقادي أن رسالة شهرزاد ـ التي ربما كانت امرأة حقيقية في العصر العباسي ـ لبنات جنسها كانت كالآتي : لما كانت أصعب مراحل الحياة الزوجية هي السنتان الأولى والثانية أو حتى الثالثة أحيانا بسبب صعوبة اندماج الزوجين نظرا لاختلاف وسطهما الاجتماعي وتربيتهما ومزاجهما ….، فإن الخطر المحدق بهذه الحياة الزوجية هو الفراق أو الطلاق . والإحصائيات تشير دائما إلى ارتفاع نسبة الطلاق خلال السنة الأولى والثانية بعد الزواج ، وإلى حد ما السنة الثالثة. وعندما نتأمل حكاية شهرزاد مع شهريار نجد أن المدة التي قضتها شهرزاد تحكي حكاياتها العجيبة لزوجها هي ألف ليلة وليلة التي هي المدة الزمنية الخطيرة بالنسبة للحياة الزوجية . وكون شهرزاد نجحت في تمديد عمر الحياة الزوجية ألف ليلة وليلة ، فإنها علمت بنات جنسها كيف يخضن مرحلة الزواج الصعبة بنجاح . وهكذا تبدو حكاية سفك شهريار لدماء العذارى رمزية فقط ذلك أن الصواب أنه كان يطلق العذارى ، ومعلوم أن طلاق العذارى ليلة زفافهن هو بمثابة القتل المنسوب إلى هذا الملك التي لم تكن العذارى تعرف كيف تحافظ على العلاقة الزوجية معه لأسباب ما .
وشهرزاد لم تكن في الحقيقة تقص حكاياتها على زوجها الذي يتصوره الكثير من الناس كصبي صغير تثيره الحكايات العجيبة ، بل كانت تمارس حياته الزوجية معه بنجاح ، لأن الحياة الزوجية في حقيقة أمرها عبارة عن حكايات يومية لا نهاية لها من الصباح حتى الليل . فكل زوجة ناجحة في حياتها الزوجية تخطت مرحلة الخطورة في السنتين أو السنوات الثلاث الأولى من عمر الحياة الزوجية تقضي يومها نهاره وليله في نسج الحكايات المختلفة لزوجها. ففي بداية حياتها الزوجية تشغله بحكايات عن نفسها ، ثم لا تلبث بعد ذلك تحدثه عن حملها بحكايات الوحم والطبيب والتشخيصات وغير ذلك ، ثم لا تلبث أن تشغله بالوضع والعقيقة والوليمة ، وحاجيات المولود ، وتطبيبه ، وحركاته وسكناته وكلماته الأولى وخطواته الأولى ، واقتناء لعبه ، وتلبية رغباته المختلفة ، ثم لا تلبث أن تشغل زوجها بتمدرس الابن أو البنت وبلوازمه ودراسته ونتائجه … وهكذا تخترع الزوجة شهرزاد كل يوم حكايات متنوعة من أجل شغل زوجها شهريار عن سفك دم علاقتهما الزوجية. وحكايات الزوجات شهرزادات مع الأزواج شهريارات يوميا كثيرة ، وقد لا تجيد بعضهن الحكي ، فيضطر الأزواج إلى فعل فعلة جدهم شهريار . فالزوجة التي تفشل في الحكايات اليومية مع زوجها فتطلب منه على سبيل المثال ما لا يطيق قد تعجل بسفك دم العلاقة الزوجية . والزوجة التي لا تكلف نفسها حتى مجرد الحكي ، وتعتمد على غيرها لحكي حكاياتها بطرق لا ترضي شهريار الزوج تعرض أيضا علاقتها الزوجية للدمار قبل أن تستكمل ألف ليلة وليلة وهي مدة دخول العلاقة الزوجية مرحلة الأمان . فهل ستستفيد حفيدات شهرزاد من جدتهن ذلك ما نأمله ونحن نحتفل بعيد شهرزاد السنوي ؟
1 Comment
Bonne fête et bon succès dans l’art de raconter nos 1001 journées mais faut il toujours que c’est la femme qui doit se soucier de mener la relation du mariage dans la zone de sécurité sans dégâts?????